تنافس كبير تشهده الساحة الإعلامية التونسية بين القنوات التلفزيونية التي تريد كلّ منها أن تستأثر بأكبر عدد من المشاهدين وبالتالي تحقيق أكبر الإيرادات من الإعلانات التي يزدهر سوقها في هذا الشهر.
القنوات التلفزيونية التونسية الرسمية والخاصة أنتجت عدداً من الأعمال لشهر رمضان، منها أعمال درامية وكاميرا خفية وبرامج مسابقات. وبيّنت الأيام العشرة الأولى من الشهر تفوّق تلفزيون "الحوار التونسي" وتلفزيون "فارست تي في" (يبثان بشكل موحد) في الفوز بأكبر نسب من المشاهدة وفقًا لبعض المكاتب المختصة في قياس نسب الاستماع والمشاهدة.
وعرف مسلسل "أولاد مفيدة" الذي أنتجته قناة الحوار التونسي أكبر نسب من المشاهدة التي تجاوزت الستين بالمائة من عدد المشاهدين، فبلغت مثلاً أول أمس 64.1 بالمائة في ذات الوقت الذي لم تتعدّ فيه نسب المشاهدة في القناتين الرسميتين "تونس 1" و"تونس 2" نسبة 10.2 بالمائة. وبلغت نسبة المشاهدة في قناة "نسمة تي في" 4.7 بالمائة وفي قناة "حنبعل تي في" 3.1 بالمائة.
نجاح مسلسل "أولاد مفيدة" جعل من قناة "الحوار التونسي" خارج المنافسة مع القنوات التلفزيونية الأخرى على مستوى الأعمال الدرامية، فهذا المسلسل رغم موجة الانتقاد الذي تعرض لها من قبل البعض، لما تميز به من جرأة في طرح القضايا المسكوت عنها في تونس، ورغم اتهام البعض له بأنه تشويه للواقع التونسي إلا أنه يحظى بأعلى نسب مشاهدة تكاد تكون قياسية مقارنة بالأعمال الدرامية الأخرى التي تبث في هذا الشهر ومنها "ناعورة الهواء 2" على القناة الوطنية الأولى ومسلسل "ليلة الشك" على قناة "التاسعة".
قناة "الحوار التونسي"، رغم نجاحها في تحقيق نسب مشاهدة عالية، تلقى منافسة من المولود الجديد على الساحة التلفزيونية التونسية قناة "التاسعة" التي تعرض الكاميرا الخفية "الطيارة" التي أنتجتها القناة بنسب مشاهدة مرتفعة رغم ما أثارته من ردود فعل وصلت إلى حدّ إثارة أزمة مع مليشيا مسلحة في مدينة مصراطة الليبية، كما اعتبرها أحد الدعاة حراماً شرعًا. كما نجحت قناة "التاسعة" في المنافسة من خلال إنتاجها السلسلة الفكاهية "حالة عادية" التي تعرف نسب مشاهدة مرتفعة وخاصة لدى الشباب التونسي.
ويبقى التنافس متواصلاً بين القنوات التلفزيونية التونسية رغم أن الصراع بات الآن واضحًا بين الثنائي سامي الفهري صاحب قناة "الحوار التونسي" ومعز بن غربية صاحب قناة "التاسعة" للفوز بأكبر عدد من المشاهدين وبالتالي تحقيق المداخيل الأكبر من الإشهار.
اقرأ أيضاً: برامج الكاميرا الخفية... حرام شرعاً