وقالت عائلته إنه تعرض للضرب والاعتداء وهو في طريقه مع أقاربه، فيما برّرت الشرطة اعتقاله بداعي ضربه لرجل أمن أثناء قيام الأجهزة الأمنية بتحديد الحركة ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقال مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة"، مهند كراجة، لـ"العربي الجديد"، إن "المحكمة رفضت طلب محامي المجموعة إخلاء سبيل حواري ومددت توقيفه 15 يوماً لغايات استكمال التحقيق".
وأشار كراجة إلى أن مكتبه حصل على نسخة من التحقيق مع حواري، مؤكداً أن وكيل النيابة دون في محضر أول جلسة تحقيق وجود جرح لدى أنس في الرأس وآثار للدماء وقطب طبية، وبنطال ممزق بشكل خفيف وعليه بقع دماء أيضاً، وأكمل وكيل النيابة في محضره: وبسؤاله عن الإصابة قال: (إنها من العساكر الموجودين على حاجز عنبتا).
واستمعت النيابة، اليوم، بحسب كراجة، لشاهدين من الأجهزة الأمنية قالا إن أنس هو الذي ضربهما وقد أحضرا تقارير طبية تفيد بتعرضهما للضرب، وقالا إنه شتمهما.
وفي المقابل، أكد كراجة أن حواري لم يتمكن حتى اللحظة من الحصول على تقرير طبي عما تعرض له ولم تطلب النيابة الحصول على تقرير رغم تدوينها للمشاهدات العينية، ولكن الدفاع طلب من المحكمة الحصول على تقرير طبي، ومن المتوقع الرد على الطلب غداً الثلاثاء.
وبحسب كراجة، فقد نفى حواري في إفادته التهم الأربع الموجهة إليه، وهي تهمة تحقير موظف بحكم تأدية وظيفته، وتهمة مقاومة موظف بإعمال الشدة، وتهمة مخالفة القرارات والتعليمات والتدابير والإجراءات المتخذة من جهات الاختصاص لتحقيق غايات إعلان حالة الطوارئ، وتهمة عرقلة أعمال جهات إنفاذ القانون وحفظ النظام العام والطواقم المختصة خلال إعلان حالة الطوارئ.
وأشار حواري في التحقيق إلى أنه لم يعرقل عمل الأمن ولم يقاومهم ولم يضربهم، بل تم الاعتداء عليه بالبساطير وكعب البندقية، ما أدى لإصابته بوجهه وخلع أحد أضراسه بسبب اللكمات التي تلقاها، وقال إن ما بدر منه من شتم كان نتيجة للضرب المبرح الذي تعرض له.
وكانت عائلة حواري قد أفادت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بأنها علمت أن أنس رفض التنازل عن حقه بتقديم شكوى ضد رجل الأمن مقابل الإفراج عنه، وأكد كراجة أن أنس مصر على تقديم شكوى ضد من اعتدى عليه.
وكانت شخصيات حقوقية قد طالبت في وقت سابق بإجراء تحقيق جدي في حوادث وتجاوزات مشابهة للأمن سجلت على الحواجز العسكرية بعد حالة الطوارئ المرتبطة بفيروس كورونا.
وكان "العربي الجديد" قد تواصل في وقت سابق مع شقيقة الصحافي، ساجدة حواري، التي كانت برفقته حين اعتُقل، وأشارت إلى أنها وزوجها توجّها ليلاً بعد الإفطار من بلدة سبسطية في نابلس إلى بلدة عنبتا في طولكرم، لإحضار مستلزمات العمل بعد انقطاع طويل بسبب حالة الطوارئ نتيجة فيروس كورونا، ورافقهما شقيقها للمساعدة.
وأضافت حواري أن رجل أمن على الحاجز العسكري أوقف المركبة، وتساءل عن الوجهة، فأبلغناه، فاستهجن قائلاً "رايحين 10 تجيبوا شغل؟"، علماً أنهم كانوا أربعة أشخاص.
وتابعت: "اقترح أنس أن يبقى عند الحاجز ريثما نعود، وترجل من المركبة ليتحدث مع رجل أمن آخر ليقول له إنه من المفترض أن يتعامل الأمن بطريقة أفضل، فهذا تجبّر بحياة الناس".
وأكملت: "أثناء الحديث الذي دار بهدوء، عاد رجل الأمن الأول، من دون سابق إنذار ومن دون أن يكون طرفاً في النقاش، ليصفع أنس بقوة على وجهه، ثم طلب منه الجلوس على كرسي، ليكمل رجل الأمن اعتداءه عليه بإلقاء إناء قهوة باتجاهه لم يصبه وقوارير مياه، وليتجمع بعدها عدد من رجال الأمن ويضربوه جماعياً بأيديهم وأرجلهم".