قال مأمون عبد الكريم، المدير العام للآثار والمتاحف في سورية، إن مقاتلي تنظيم داعش نسفوا قوس النصر، وهو من الآثار الرئيسية في مدينة تدمر الأثرية بعد أن دمروا معبدين أثريين في ذلك المكان الواقع بوسط سورية في الأشهر الأخيرة.
وقال عبد الكريم لوكالة "رويترز"، إن مصادر في تدمر أكدت تدمير البوابة الكبرى، المعروفة بقوس النصر أو قوس هادريان، الذي يعود إلى ألفي عام، ويقع في مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية، ويعد جوهرة في مجموعة الآثار الرائعة في تدمر.
وأكد الناشط الإعلامي خالد الحمصي من تنسيقية تدمر لـ"العربي الجديد" أن تنظيم الدولة قام بتدمير الأجزاء العلوية من القوس نافياً أن يكون قد تم تدمير القوس بشكل كامل مبينا أن التنظيم يقوض المناطق الأثرية في المدينة بالتدريج.
وكان تنظيم داعش قد دمر معبدي بعل شمين وبل، وأسد أثينا الشهير، الذي كان موجوداً عند مدخل متحف تدمر، وهما المعبدان اللذان يعودان للعصر الروماني، ويقعان ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والتي سيطر عليها تنظيم داعش بعد انسحاب قوات النظام السوري في مايو/ أيار، كما لغّم آثاراً أخرى ومبان تاريخية. إذ يعتبر التنظيم تلك الآثار دنساً.
وجاء تدمير المعبد بعد أيام من إعدام التنظيم عالم الآثار السوري خالد الأسعد. أما قوس النصر الذي دمره التنظيم أمس، بناه أذينة بن خيران (حاكم تدمر، وزوج زنوبيا خليفته في الحكم) في العام 260 ميلادية "بعد أن هزم ملك الفرس شابور في ثلاث جولات، واقتحم عاصمته طيسفون (المدائن)، ففر شابور إلي الجبال فيما اقتاد أذينة حريم شابور وخاصته أسرى، وعبر بهم تحت قوس النصر هذا"، وفق الباحث السوري تيسير خلف الذي يرى أن تدمير القوس بمثابة "انتقام لشابور ولنسائه من تدمر وأذينة بعد 1800 عاماً.
وتساءل خلف عن "المبرر الشرعي لتدمير هذا الاثر، فالرسول والصحابة لم يهدموا الآثار، وحولوا بعضها الى مساجد بعد شرائها من أصحابها، فما الديانة الجديدة التي خرج علينا بها هؤلاء لكي يبرروا همجيتهم؟. أعتقد ان هناك من يوجههم" على حد تعبيره.