شهد حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص وسط سورية، والمحاصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، مساء يوم الإثنين، هدوءاً بعد 14 يوماً من القصف والقنص المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وذلك على خلفية اتفاق لجنة المفاوضات في الحي وممثلي النظام على التهدئة تمهيداً لعقد اجتماع آخر.
وقال المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "لجنة المفاوضات في حي الوعر، التقت اليوم ممثلي النظام"، مبيناً أن "المعلومات تفيد أن الجانبين اتفقا على التزام التهدئة، وعقد لقاء يحدد موعده في وقت لاحق بناءً على مدى الالتزام بالتهدئة، تناقش به النقاط الخلافية".
وكانت قوات النظام والمليشيات الموالية لها فرضت قبل القصف المكثف بنحو شهر حصاراً خانقاً على نحو 100 ألف مدني في الوعر، على خلفية تمسكهم إلى جانب الفصائل المسلحة المعارضة بتسوية ملف المعتقلين. ونص الاتفاق الأخير بين الطرفين قبل أشهر، على كشف مصير أكثر من 7300 معتقل من حمص، تمهيداً لتسوية ملفاتهم وإطلاق سراحهم، ومن ثم يتم فتح قصر العدل ومخفر الشرطة الملاصق له، إلا أن النظام أصر على تجاوز بند المعتقلين. وكان الاتفاق الذي وقع في عام 2015 انهار للأسباب ذاتها.
ويطلب النظام في كل اتفاق جديد مع سكان الوعر خروج أعداد من المقاتلين إلى إدلب أو الريف الحمصي، وهذا ما حصل في الاتفاق الأخير، حيث يستخدم ورقتي الحصار والقصف والمعتقلين كأداة ضغط لإرضاخهم لرغباته.
ويتخوف المحاصرون في الوعر وناشطون معارضون، أن يكون مصير الحي كمصير حمص القديمة وداريا ومعضمية الشام وقدسيا والهامة وخان الشيح، وغيرها من المناطق المهددة بالتهجير.
يشار إلى أن حصيلة القصف العشوائي على حي الوعر لـ14 يوماً، تسببت بمقتل 20 شخصاً وجرح أكثر من 150 آخرين، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالأبنية السكنية والبنية التحتية.