انتقلت الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة في محاولة الدفع باتجاه عقد مفاوضات جنيف السورية خلال الأيام المقبلة بأي ثمن، متخذة من تهديد المعارضة السورية استراتيجية جديدة، في محاولة لإجبارها على القبول بالإملاءات الروسية والإيرانية، عبر التبني الأميركي لها، وهو ما تجلى بشكل واضح من خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى الرياض، والتي بدأت أول من أمس السبت وانتهت أمس الأحد.
وقد شكلت التسريبات التي حصلت عليها "العربي الجديد" حول فحوى اجتماع كيري بالمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، رياض حجاب، التجسيد الأبرز لهذا التوجه، قبل أن يؤكد كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية، محمد علوش، أمس الأحد، التعرض لضغط من جانب كيري للذهاب إلى جنيف، متعهداً بـ"رد قوي على الضغط الأميركي لكنه لم يقدم تفاصيل". ورداً على سؤال عما إذا كانت محادثات السلام ستمضي قدماً هذا الأسبوع قال علوش إنه سيترك هذا الأمر للساعات المقبلة، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".
وقد شكلت التسريبات التي حصلت عليها "العربي الجديد" حول فحوى اجتماع كيري بالمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، رياض حجاب، التجسيد الأبرز لهذا التوجه، قبل أن يؤكد كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية، محمد علوش، أمس الأحد، التعرض لضغط من جانب كيري للذهاب إلى جنيف، متعهداً بـ"رد قوي على الضغط الأميركي لكنه لم يقدم تفاصيل". ورداً على سؤال عما إذا كانت محادثات السلام ستمضي قدماً هذا الأسبوع قال علوش إنه سيترك هذا الأمر للساعات المقبلة، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".
ويصف مصدر رفيع المستوى في المعارضة تحدث لـ"العربي الجديد" لقاء كيري مع حجاب في الرياض بـ "الكارثي والسيئ جداً"، كاشفاً لـ"العربي الجديد"، أن "كيري حمل معه رسائل روسية وإيرانية واضحة، مهدداً المعارضة السورية في حال عدم الالتزام بها".
ويضيف المصدر أن "كيري قال إن ما سيجري في جنيف هو محادثات لا مفاوضات، ستفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لا هيئة حكم انتقالية". ويلفت المصدر إلى أن "الوزير الأميركي قال لوفد الهيئة، إن من حق الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا، التدخّل في تشكيل وفد المعارضة وتعيين مستشارين له، وإن اجراءات الثقة التي تطالب بها المعارضة قبل اجتماعات جنيف كإطلاق المعتقلين، وفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإيقاف قصف المدنيين، وإدخال مساعدات إنسانية وسواها، هي جزء من المحادثات التي ستجري في جنيف". وينوّه المصدر أيضاً إلى أن "كيري أكد خلال الاجتماع أن من حق بشار الأسد، الترشح للرئاسة في أي انتخابات رئاسية ستُجرى".
وطلب كيري، وفقاً للمصدر، من الهيئة العليا للمفاوضات "الذهاب إلى جنيف وإلا ستفقد حلفاءها، وعليها أن تتحمّل مسؤولية ذلك". ويلفت المصدر إلى أن "وزير الخارجية الأميركي أشار خلال الاجتماع، إلى أن بلاده لن تتدخّل في سورية إلا لمحاربة الإرهاب، لا لشيء آخر".
اقرأ أيضاً: قوات النظام السوري تسيطر على بلدة ربيعة بريف اللاذقية
ويرى المصدر أن "الاتجاه العام لدى المعارضة هو رفض الإملاءات، واعتبار هذه الفترة مرحلة حرب تحرير، والانتقال للمقاومة". ويُشدّد على أن "المعارضة تنتظر أن يترجم حلفاؤها الإقليميون دعمهم لها على الأرض". كما تفيد مصادر أخرى في الهيئة العليا للمفاوضات، لـ"العربي الجديد"، بأنه هناك "تراجعاً مخيفاً في الموقف الأميركي". وتؤكد أن "المعارضة السورية لن تذهب إلى جنيف في ظلّ الشروط الحالية، وأن من الأفضل عدم الدخول في عملية فاشلة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد ذكرت في عددها الصادر، أمس، أن "وفدي النظام والمعارضة سيجريان اجتماعاً قريباً، لكن ليس بشكل مباشر". وأضافت أن "كيري أجرى اتصالات من الرياض، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ودي ميستورا، للمضيّ قدماً في مثل هذه المباحثات، على الرغم من احتمال بروز بعض الاعتراضات الدولية"، على حد قولها.
ويختصر المعارض السوري، عضو "الائتلاف"، عقاب يحيى، الموقف الأميركي مما يجري في سورية بعبارة "الولايات المتحدة تخلّت عن الثورة السورية". ويضيف يحيى في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "بات واضحاً أن إدارة الرئيس باراك أوباما، تنتقل بنا من خداع إلى آخر، وأن موقفها سلبي جداً تجاه ما يجري في سورية من قتل وتهجير، وتدمير من قبل نظام الأسد وحلفائه. وتجلّى أكثر منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران، لأنه من الواضح أن هناك جوانب أخرى لهذا الاتفاق منها إقرار الولايات المتحدة لدور روسي إيراني أكبر في المنطقة".
ويُرجّح يحيى عدم حدوث "انقلاب" في الموقف الأميركي خلال فترة أوباما، حيال ما يجري في سورية من حرب مفتوحة يشنّها النظام وحليفه الروسي على السوريين، مضيفاً: "لا أتوقع تغييراً في هذا الموقف إلا بعد الانتخابات المرتقبة، أواخر العام الحالي". ويرى بأنه "من أخطاء المعارضة السورية المراهنة على الولايات المتحدة وعدم البحث عن بدائل أخرى، كانت ستؤدي بنا إلى ما نحن فيه الآن".
من جهته، يستغرب سفير "الائتلاف" في روما، بسام العمادي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، ما سماها "محاولات أوباما حفظ المصالح الإيرانية على حساب حلفائه العرب". ويضيف أن "لأوباما أهدافاً مغايرة لكل من حوله، فمعظم من في الإدارة يعارضون سياسته، ولكنه ماضٍ فيها على الرغم من أنها لا تخدم المصلحة الأميركية".
من جهته، يرى الأمين العام لحزب "اليسار الديمقراطي السوري" منصور الأتاسي، في تصريحاتٍ لـ "العربي الجديد"، أن "الموقف الأميركي لم يكن في يوم من الأيام مع الثورة السورية، أو مع رحيل الأسد". ويضيف: "الآن، وبعد الاضطرار لتحديد المواقف أصبح الموقف الأميركي أكثر وضوحاً عند من راهنوا عليه".
أما السياسي والكاتب السوري فواز تللو، فيقول لـ"العربي الجديد"، إن "الموقف الأميركي ثابت لم يتغيّر منذ أول اجتماع لأصدقاء سورية في تونس قبل أربعة أعوام لمن يقرأ السياسة، والمواقف العملية هي الأساس، لا تصريحات الترضية الفارغة من قبيل: الأسد فقد شرعيته". ويُردف بأن "خير دليلٍ على الموقف الأميركي الثابت المعادي للثورة وحلفائها العرب والأتراك، هو الفيتو الأميركي المستمر على تسليح المعارضة السورية منذ أربع سنوات، مقابل الصمت عن التدخل الإيراني والروسي بالسلاح والرجال والعملاء لمنع النظام من السقوط، ففي النهاية لا يمكن هزيمة الإيراني والروسي وأدواتهم وعميلهم بحلّ سياسي، بل بالسلاح وهو ما يكافح الأميركيون لمنعه".
ويُشدّد على أن "الأميركيين يقولون ما يودّ البعض سماعه، لكنهم يفعلون ما تريده روسيا وإيران والنظام، فيبيعون تصريحات فارغة للتغطية على الحلف الأميركي الإيراني العملي، وكسب الوقت وعدم تقديم الحلفاء أي دعم فعّال للمعارضة السورية بانتظار هزيمة الثورة".
ولم يعد خافياً على المتابع للشأن السوري، أن هناك تراخياً واضحاً في طريقة تعاطي أوباما، وأن هناك "انزياحاً" في الموقف لصالح رؤية روسية إيرانية، تسعى إلى إعادة إنتاج نظام بشار الأسد من خلال سيل إملاءات على المعارضة السورية، بما يخصّ المفاوضات المرتقبة في جنيف.
مع العلم أن الموقف الأميركي بعد أشهر من بدء الثورة السورية في عام 2011، تجلّى في البداية بطلب أوباما من الأسد التنحّي عن السلطة، ولكن من دون إجراءات فعلية. واقتصر موقف الإدارة الأميركية تجاه النظام بالاكتفاء بفرض عقوبات على شخصيات في النظام، لم تردعهم عن ارتكاب مزيد من الجرائم. كما أن الإدارة الأميركية اكتفت بتجريد الأسد من السلاح الكيماوي، إثر ارتكاب قواته مجزرة رهيبة في الغوطة، في ريف دمشق في منتصف عام 2013، ولم تعاقب لا هي ولا المجتمع الدولي الأسد على المجازر.
وطلب كيري، وفقاً للمصدر، من الهيئة العليا للمفاوضات "الذهاب إلى جنيف وإلا ستفقد حلفاءها، وعليها أن تتحمّل مسؤولية ذلك". ويلفت المصدر إلى أن "وزير الخارجية الأميركي أشار خلال الاجتماع، إلى أن بلاده لن تتدخّل في سورية إلا لمحاربة الإرهاب، لا لشيء آخر".
اقرأ أيضاً: قوات النظام السوري تسيطر على بلدة ربيعة بريف اللاذقية
ويرى المصدر أن "الاتجاه العام لدى المعارضة هو رفض الإملاءات، واعتبار هذه الفترة مرحلة حرب تحرير، والانتقال للمقاومة". ويُشدّد على أن "المعارضة تنتظر أن يترجم حلفاؤها الإقليميون دعمهم لها على الأرض". كما تفيد مصادر أخرى في الهيئة العليا للمفاوضات، لـ"العربي الجديد"، بأنه هناك "تراجعاً مخيفاً في الموقف الأميركي". وتؤكد أن "المعارضة السورية لن تذهب إلى جنيف في ظلّ الشروط الحالية، وأن من الأفضل عدم الدخول في عملية فاشلة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد ذكرت في عددها الصادر، أمس، أن "وفدي النظام والمعارضة سيجريان اجتماعاً قريباً، لكن ليس بشكل مباشر". وأضافت أن "كيري أجرى اتصالات من الرياض، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ودي ميستورا، للمضيّ قدماً في مثل هذه المباحثات، على الرغم من احتمال بروز بعض الاعتراضات الدولية"، على حد قولها.
ويختصر المعارض السوري، عضو "الائتلاف"، عقاب يحيى، الموقف الأميركي مما يجري في سورية بعبارة "الولايات المتحدة تخلّت عن الثورة السورية". ويضيف يحيى في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "بات واضحاً أن إدارة الرئيس باراك أوباما، تنتقل بنا من خداع إلى آخر، وأن موقفها سلبي جداً تجاه ما يجري في سورية من قتل وتهجير، وتدمير من قبل نظام الأسد وحلفائه. وتجلّى أكثر منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران، لأنه من الواضح أن هناك جوانب أخرى لهذا الاتفاق منها إقرار الولايات المتحدة لدور روسي إيراني أكبر في المنطقة".
ويُرجّح يحيى عدم حدوث "انقلاب" في الموقف الأميركي خلال فترة أوباما، حيال ما يجري في سورية من حرب مفتوحة يشنّها النظام وحليفه الروسي على السوريين، مضيفاً: "لا أتوقع تغييراً في هذا الموقف إلا بعد الانتخابات المرتقبة، أواخر العام الحالي". ويرى بأنه "من أخطاء المعارضة السورية المراهنة على الولايات المتحدة وعدم البحث عن بدائل أخرى، كانت ستؤدي بنا إلى ما نحن فيه الآن".
من جهته، يستغرب سفير "الائتلاف" في روما، بسام العمادي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، ما سماها "محاولات أوباما حفظ المصالح الإيرانية على حساب حلفائه العرب". ويضيف أن "لأوباما أهدافاً مغايرة لكل من حوله، فمعظم من في الإدارة يعارضون سياسته، ولكنه ماضٍ فيها على الرغم من أنها لا تخدم المصلحة الأميركية".
من جهته، يرى الأمين العام لحزب "اليسار الديمقراطي السوري" منصور الأتاسي، في تصريحاتٍ لـ "العربي الجديد"، أن "الموقف الأميركي لم يكن في يوم من الأيام مع الثورة السورية، أو مع رحيل الأسد". ويضيف: "الآن، وبعد الاضطرار لتحديد المواقف أصبح الموقف الأميركي أكثر وضوحاً عند من راهنوا عليه".
ويُشدّد على أن "الأميركيين يقولون ما يودّ البعض سماعه، لكنهم يفعلون ما تريده روسيا وإيران والنظام، فيبيعون تصريحات فارغة للتغطية على الحلف الأميركي الإيراني العملي، وكسب الوقت وعدم تقديم الحلفاء أي دعم فعّال للمعارضة السورية بانتظار هزيمة الثورة".
ولم يعد خافياً على المتابع للشأن السوري، أن هناك تراخياً واضحاً في طريقة تعاطي أوباما، وأن هناك "انزياحاً" في الموقف لصالح رؤية روسية إيرانية، تسعى إلى إعادة إنتاج نظام بشار الأسد من خلال سيل إملاءات على المعارضة السورية، بما يخصّ المفاوضات المرتقبة في جنيف.
مع العلم أن الموقف الأميركي بعد أشهر من بدء الثورة السورية في عام 2011، تجلّى في البداية بطلب أوباما من الأسد التنحّي عن السلطة، ولكن من دون إجراءات فعلية. واقتصر موقف الإدارة الأميركية تجاه النظام بالاكتفاء بفرض عقوبات على شخصيات في النظام، لم تردعهم عن ارتكاب مزيد من الجرائم. كما أن الإدارة الأميركية اكتفت بتجريد الأسد من السلاح الكيماوي، إثر ارتكاب قواته مجزرة رهيبة في الغوطة، في ريف دمشق في منتصف عام 2013، ولم تعاقب لا هي ولا المجتمع الدولي الأسد على المجازر.
اقرأ أيضاً ضغوط مفاوضات جنيف: كيري ينقل مطالب روسيا للمعارضة السورية