اليمن: توترات تمهد لمواجهات بين الألوية العسكرية للشرعية جنوبي تعز

28 سبتمبر 2018
تشهد الضواحي الجنوبية لتعز تحركات عسكرية مريبة (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد الضواحي الجنوبية من محافظة تعز اليمنية تحرّكات عسكرية مريبة من قبل قوات الألوية العسكرية التابعة للحكومة الشرعية، تمهّد لانفجار الوضع عسكرياً في مناطق التربة جنوبي تعز.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قيادة اللواء الرابع مشاة، الذي يتهمه بعضهم بأنه تشكّل بدون قرار رئاسي ويتبع حزب الإصلاح، حشدت قوات عسكرية كبيرة من داخل وخارج مدينة تعز، بغية الانتشار في مواقع ومرتفعات مطلة على مدينة التربة الواقعة جنوبي محافظة تعز.

وبحسب المصادر التي فضّلت عدم ذكر اسمها، فإن قيادة اللواء 35 مدرع، التي تعتبر ضواحي تعز الجنوبية مسرحاً لعملياتها العسكرية، اعترضت على محاولات التحركات العسكرية لقيادة اللواء الرابع، التي لم تلتزم بالاتفاق الموقع معها، الذي نصّ على عدم نشر قوات في مناطق جغرافية اللواء 35 جنوبي تعز.

هذا الأمر اضطر قيادة اللواء 35، حسب المصادر، إلى تعزيز قواتها العسكرية للمواقع والمرتفعات في ضواحي تعز الجنوبية، بينها مواقع جبل بيحان وجبال منيف، وهي مرتفعات مطلة على مدينة التربة جنوباً كما تطلّ على مناطق مديرية الوازعية التي توجد فيها قوات من ألوية العمالقة التي تقاتل في جبهات الساحل الغربي.

وذكرت المصادر نفسها أن قوات من اللواء الثاني عمالقة عبرت مساء أمس مدينة التربة (جنوباً) في طريقها صوب جبهة الكدحة جنوبي غرب تعز، وهي جبهة تقاتل في قوات تابعة لكتائب السلفي أبي العباس.

وطبقاً للمصادر، فإن مكونات سياسية وشخصيات اجتماعية في مناطق الحجرية جنوبي تعز ستعقد لقاء موسعاً صباح غد السبت، للوقوف على التوترات التي تشهدها مدينة التربة، كما أنها ستدفع بمظاهرات ومسيرات لرفض التحركات العسكرية المريبة في تلك المناطق.

وفي السياق نفسه، أثارت تحركات مسلحة، بقيادة القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عادل الأصبحي، وهو مقرب من العميد طارق محمد عبدالله صالح، جدلاً في صفوف فصائل الشرعية، إذ ظهر الأصبحي مع جماعة مسلحة مدعومة من طارق صالح في جبل بيحان الاستراتيجي المطل على مدينة التربة جنوبي تعز.

وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد" إن مدير الأمن في مدينة التربة العقيد عبد الكريم السامعي حذّر عادل الأصبحي من أي تحركات مسلحة خارج أجهزة ومؤسسات الشرعية، بما يهدد أمن واستقرار مدينة التربة، وذكر المصدر أن الأصبحي انسحب من المواقع التي كان يحاول التمركز فيها وسلمت إلى قوات تابعة للواء 35 مدرع.

وأصدر الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز، اليوم، بياناً صحافياً وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة عنه، قال فيه إن قيادة الحزب بحثت في اجتماع لها تطورات الموقف وما يدور في مدينة التربة جنوبي تعز من تحركات وتحشيد متبادل للسلاح تقوم به بعض الأطراف التابعة للشرعية بهدف تفجير الوضع العسكري في تلك المناطق.

وحذّر بيان الحزب الاشتراكي "جميع الأطراف المتورطة في الأنشطة العسكرية من مغبة إدخال مدينة التربة وتعز عموماً في صراع آخر، لن يستفيد منه سوى الخصم المتربص بتعز، الذي سيضاعف من معاناة المواطنين الذين يكابدون ويلات الحرب والجوع منذ أربع سنوات".

وقال البيان إن مدينة التربة "تمثّل الرئة الوحيدة التي تتنفس من خلالها تعز والشريان الوحيد لإمداد السكان بالحياة، في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه مليشيات الانقلاب على تعز منذ أكثر من ثلاث سنوات".

ودعا البيان جميع الأطراف إلى "التوقف فوراً دون قيد أو شرط عن مثل تلك التحركات"، كما دعا الجهات الحكومية في محافظة تعز إلى "تحمل مسؤولياتها في فرض النظام وضبط العناصر العابثة بأمن مدينة التربة وكبح جماح المليشيات ورفع المعسكرات والنقاط غير القانونية".

وعبّرت قيادة الحزب الاشتراكي عن أسفها للوضع الذي وصلت إليه مكونات الشرعية في المحافظة من خلافات بينية، محذرة من استمرارها وتداعياتها الخطيرة على الوضع العام بتعز.

وذكر البيان أن الحزب أقرّ تشكيل لجنة اتصال سياسي "لبذل مساعٍ حميدة والتواصل مع جميع الأطراف من أجل احتواء الخلافات وحلها بطرق بناءة، وبما يجنّب تعز أي اقتتال من شأنه أن يفاقم معاناة المواطنين".

 

دلالات