على الرغم من أن إيران لا تزال تصر على عدم وجود أي مفاوضات، مباشرة أو غير مباشرة، مع الولايات المتحدة، إلا أن حراك المسؤولين الإيرانيين المتصاعد في المنطقة يدل على مسعى لتفادي التصعيد ولمنع انزلاق التوتر مع واشنطن إلى مواجهة عسكرية، لا يبدو أن الطرفين يرغبان بها، على الأقل في الوقت الراهن.
وبينما تواصل طهران انتهاج نبرة تصعيدية علنية ضد واشنطن وتقلل من أهمية قوتها العسكرية في المنطقة، فإن مسؤوليها ولا سيما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، يكثّف جولاته الخارجية، والتي تتردد فيها عبارات مستضيفيه عن استعداد للوساطة لتخفيف وتيرة التوتر في الخليج. وفيما كان ظريف يواصل أمس الأحد جولته العراقية التي بدأها السبت، كان مساعده عباس عراقجي يبدأ زيارة خارجية من العاصمة العمانية مسقط، تشمل أيضاً الدوحة والكويت.
وأعلنت بغداد أمس صراحة استعدادها للقيام بدور الوسيط بين واشنطن وطهران لحل الأزمة بينهما. وقال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني في بغداد، إن العراق مستعد للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، آملاً أن "يكون العراق وسيطاً مناسباً للطرفين لحل الأزمة بينهما". وأكد وقوف بلاده إلى جانب إيران، ورفض "الإجراءات الأحادية الأميركية تجاهها". ولفت الوزير العراقي إلى أنّ "العلاقات الدولية والاحداث في المنطقة كانت محور الاجتماع مع ظريف"، مشدداً على أنه "يجب أن تكون المنطقة آمنة، والاتصالات مستمرة مع دول المنطقة لحل مرضٍ لجميع الأطراف".
من جهته، أكد ظريف خلال المؤتمر الصحافي، أنّ "طهران ستتصدى لأي جهود حرب من قِبل أميركا، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وسنواجه هذه الجهود بإرادة وصمود".
وفي موقف لافت، قال ظريف إن إيران عرضت توقيع اتفاق عدم اعتداء مع جيرانها في الخليج، معرباً عن رغبة طهران في بناء "علاقات متوازنة" مع كل الدول الخليجية. ولفت إلى أن "بلاده لا ترغب بأيِّ تصعيد عسكري، وهي على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد على خفض التصعيد وتكوين علاقات بنَّاءة مع دول الجوار". كما دعا الأوروبيين لتفعيل آلية التجارة مع إيران، وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على الاتفاق النووي. وتابع: "إيران لم تنتهك الاتفاق النووي، لكن المحادثات ليست كافية للحفاظ على الاتفاق؛ وعلى أوروبا أن تقوم بخطوات عملية".
وكان ظريف، قد وصل مساء السبت إلى بغداد، والتقى رؤساء الحكومة عادل عبد المهدي، والجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي، كل على حدة. جاء ذلك بعدما كان عبد المهدي قد أعلن قبل أيام، أنّ العراق يجري اتصالات عالية المستوى لتسوية أزمة المنطقة، مؤكداً أنه سيرسل وفوداً إلى طهران وواشنطن من أجل إنهاء التوتر بين الطرفين. وفي السياق، أكد الحلبوسي، خلال لقائه الوزير الإيراني أمس، سعي بغداد إلى لعب دور محوري لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران، مشدداً على أنها لن تكون في أيّ محور. يُذكر أن ظريف كان قد سلّم برهم صالح خلال لقائهما في وقت متأخر من مساء السبت، دعوة من الرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة طهران "لمتابعة الملفات المشتركة".
اقــرأ أيضاً
ويستشف من جملة تصريحات أدلى بها ظريف خلال جولاته الإقليمية الأخيرة، أنها تأتي بدوافع أربعة، الأول حشد الدعم السياسي لبلاده في مواجهة التصعيد الأميركي، والثاني البحث عن منافذ اقتصادية لتفادي آثار العقوبات الأميركية "القاسية" وحث الدول على الإبقاء على علاقاتها الاقتصادية مع طهران، أما الثالث فهو شرح المواقف والسياسات الإيرانية حول التطورات الأخيرة في المنطقة في ما يتعلق بالأزمة مع الإدارة الأميركية، وحلفائها الإقليميين. أما الدافع الرابع فهو شرح القرارات الإيرانية "المرحلية" التي أعلنت عنها بلاده، لتقليص تعهداتها تجاه الاتفاق النووي على مرحلتين، وحث المجتمع الدولي على "القيام بواجباته" تجاه هذا الاتفاق للحفاظ عليه.
في السياق، بدأ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أمس الأحد، جولة إقليمية تشمل كلاً من سلطنة عمان والكويت وقطر، لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة والعلاقات الثنائية. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن عراقجي وصل إلى مسقط أمس وبحث "التطورات التي تشهدها المنطقة" مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في السلطنة يوسف بن علوي. وقال بن علوي قبل أيام إن بلاده تحاول مع أطراف أخرى تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وترددت أنباء أن زيارة بن علوي، إلى طهران قبل أيام، جاءت في إطار التوسط بين إيران والولايات المتحدة. كما كان نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله، قال في تصريح أخيراً: "يبدو أن المفاوضات بين واشنطن وطهران قد بدأت".
على الرغم من ذلك، لا تزال طهران تنفي وجود أي مفاوضات مباشرة أو عبر وسطاء مع واشنطن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس: "لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة".
وفي السياق، واصل المسؤولون العسكريون الإيرانيون انتهاج نبرة عالية، ونقلت وكالة "فارس" أمس عن نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، قوله إن التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط هو "الأضعف في التاريخ". وقال "الأميركيون موجودون في المنطقة منذ عام 1833 وهم الآن في أضعف حالاتهم في التاريخ في غرب آسيا". كما وصف التفاوض مع "الشيطان الأكبر" (الولايات المتحدة) بـ"عديم الجدوى". واعتبر أن "بعض الدول مثل السعودية لا تأثير لها على المعادلات"، قائلاً "لا ينبغي أن نتحدث عن مجموعات صغيرة وضعيفة مثل السعودية". وأضاف أن الرياض اتهمت بلاده "طيلة الأربعين سنة الماضية في قضايا مختلفة لكن هذه الدول نفسها ترتكب أعمالا إرهابية".
وفي طهران، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اقترح إجراء استفتاء على برنامج إيران النووي. ومن شأن الاستفتاء على البرنامج أن يمنح زعماء إيران مساحة للمناورة وفرصة لحل الخلاف مع الولايات المتحدة. ونقلت وكالة "العمال" الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله في ساعة متأخرة من مساء السبت "المادة 59 من الدستور (التي تعني الاستفتاء) تكسر الجمود... وقد تكون الحل لأي مشكلة". وأضاف أنه قدم اقتراحاً إلى الزعيم الأعلى علي خامنئي بشأن إجراء استفتاء على المسألة النووية، وذلك عندما كان كبيراً للمفاوضين في الملف النووي عام 2004.
وبينما تواصل طهران انتهاج نبرة تصعيدية علنية ضد واشنطن وتقلل من أهمية قوتها العسكرية في المنطقة، فإن مسؤوليها ولا سيما وزير الخارجية محمد جواد ظريف، يكثّف جولاته الخارجية، والتي تتردد فيها عبارات مستضيفيه عن استعداد للوساطة لتخفيف وتيرة التوتر في الخليج. وفيما كان ظريف يواصل أمس الأحد جولته العراقية التي بدأها السبت، كان مساعده عباس عراقجي يبدأ زيارة خارجية من العاصمة العمانية مسقط، تشمل أيضاً الدوحة والكويت.
من جهته، أكد ظريف خلال المؤتمر الصحافي، أنّ "طهران ستتصدى لأي جهود حرب من قِبل أميركا، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وسنواجه هذه الجهود بإرادة وصمود".
وفي موقف لافت، قال ظريف إن إيران عرضت توقيع اتفاق عدم اعتداء مع جيرانها في الخليج، معرباً عن رغبة طهران في بناء "علاقات متوازنة" مع كل الدول الخليجية. ولفت إلى أن "بلاده لا ترغب بأيِّ تصعيد عسكري، وهي على استعداد لتلقي أي مبادرة تساعد على خفض التصعيد وتكوين علاقات بنَّاءة مع دول الجوار". كما دعا الأوروبيين لتفعيل آلية التجارة مع إيران، وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على الاتفاق النووي. وتابع: "إيران لم تنتهك الاتفاق النووي، لكن المحادثات ليست كافية للحفاظ على الاتفاق؛ وعلى أوروبا أن تقوم بخطوات عملية".
وكان ظريف، قد وصل مساء السبت إلى بغداد، والتقى رؤساء الحكومة عادل عبد المهدي، والجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي، كل على حدة. جاء ذلك بعدما كان عبد المهدي قد أعلن قبل أيام، أنّ العراق يجري اتصالات عالية المستوى لتسوية أزمة المنطقة، مؤكداً أنه سيرسل وفوداً إلى طهران وواشنطن من أجل إنهاء التوتر بين الطرفين. وفي السياق، أكد الحلبوسي، خلال لقائه الوزير الإيراني أمس، سعي بغداد إلى لعب دور محوري لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران، مشدداً على أنها لن تكون في أيّ محور. يُذكر أن ظريف كان قد سلّم برهم صالح خلال لقائهما في وقت متأخر من مساء السبت، دعوة من الرئيس الإيراني حسن روحاني لزيارة طهران "لمتابعة الملفات المشتركة".
ويستشف من جملة تصريحات أدلى بها ظريف خلال جولاته الإقليمية الأخيرة، أنها تأتي بدوافع أربعة، الأول حشد الدعم السياسي لبلاده في مواجهة التصعيد الأميركي، والثاني البحث عن منافذ اقتصادية لتفادي آثار العقوبات الأميركية "القاسية" وحث الدول على الإبقاء على علاقاتها الاقتصادية مع طهران، أما الثالث فهو شرح المواقف والسياسات الإيرانية حول التطورات الأخيرة في المنطقة في ما يتعلق بالأزمة مع الإدارة الأميركية، وحلفائها الإقليميين. أما الدافع الرابع فهو شرح القرارات الإيرانية "المرحلية" التي أعلنت عنها بلاده، لتقليص تعهداتها تجاه الاتفاق النووي على مرحلتين، وحث المجتمع الدولي على "القيام بواجباته" تجاه هذا الاتفاق للحفاظ عليه.
في السياق، بدأ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أمس الأحد، جولة إقليمية تشمل كلاً من سلطنة عمان والكويت وقطر، لبحث التطورات الأخيرة في المنطقة والعلاقات الثنائية. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن عراقجي وصل إلى مسقط أمس وبحث "التطورات التي تشهدها المنطقة" مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في السلطنة يوسف بن علوي. وقال بن علوي قبل أيام إن بلاده تحاول مع أطراف أخرى تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وترددت أنباء أن زيارة بن علوي، إلى طهران قبل أيام، جاءت في إطار التوسط بين إيران والولايات المتحدة. كما كان نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله، قال في تصريح أخيراً: "يبدو أن المفاوضات بين واشنطن وطهران قد بدأت".
على الرغم من ذلك، لا تزال طهران تنفي وجود أي مفاوضات مباشرة أو عبر وسطاء مع واشنطن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس: "لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة".
وفي طهران، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني اقترح إجراء استفتاء على برنامج إيران النووي. ومن شأن الاستفتاء على البرنامج أن يمنح زعماء إيران مساحة للمناورة وفرصة لحل الخلاف مع الولايات المتحدة. ونقلت وكالة "العمال" الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله في ساعة متأخرة من مساء السبت "المادة 59 من الدستور (التي تعني الاستفتاء) تكسر الجمود... وقد تكون الحل لأي مشكلة". وأضاف أنه قدم اقتراحاً إلى الزعيم الأعلى علي خامنئي بشأن إجراء استفتاء على المسألة النووية، وذلك عندما كان كبيراً للمفاوضين في الملف النووي عام 2004.