ليست حكاية عاديّة تلك التي تتعلّق به، فهو أيضاً ليس اسماً عادياً، هو من القلّة القليلة التي يقف لها جمهور البرنابيو مصفّقاً فقط لأنها دخلت أرض الملعب، هو من يعشقه جمهوره لدرجة الجنون، من يبكي معلّق فريقه عندما يسجّل، من يحلم كل مشجع بالتقاط صورة معه.
يُحكى أن أحد أشهر الوجوه التلفزيونية في تاريخ إيطاليا، اعتاد أن يدعو كل أسبوع أحد المشاهير على الغداء في مطعم وسط روما، كل ضيوفه كانوا معروفين للناس، بعض الصور والتواقيع وينتهي الأمر، لكن عندما وصل إليه، جاء صاحب المطعم بعد قليل ليقول "سيدي الأمر خرج عن السيطرة، لا يمكننا إبعاد الناس، يتدفّقون بالمئات، علينا الاتصال بالشرطة!".
قصصه في المدينة لا تنتهي، يكفي فقط أن تذكر اسمه لتجذب انتباه الجميع، يكفي فقط أن تقف في روما وتقول "توتي".
قد يعتقد بعضهم أن محبّة جمهور روما لتوتي توازي محبّة جمهور أي نادٍ للاعبه المفضل، يخطئ كثيراً من يظنّ ذلك، فرانشسكو توتي بالنسبة لهم ليس "الكابيتانو" فحسب، بل هو كل شيء.
قبل شهر من الآن كان الجميع في روما يجزمون بأن الإدارة حسمت أمرها، لا تجديد لتوتي، أبلغت اللاعب والمدرّب بالأمر، عرضت على توتي منصب نائب الرئيس وعقد لست سنوات، لكن توتي بقي مصرّاً على جملة واحدة: أريد أن ألعب السنة المقبلة.
حاولت الإدارة بشتّى الطرق، ليس وارداً بالنسبة لها التجديد لتوتي، حتى لوتشانو سباليتي كان قاسياً بحقّه في بعض الأحيان، متسلّحاً بانتصارات الفريق المتتالية، وبخطأ اللاعب بإجراء مقابلة دون إذن من أحد هاجمه فيها بشكلٍ شخصي.
في المباريات الأخيرة لروما، حقّق توتي ما لم يتوقّعه أحد، ربما حتى هو نفسه، تمريرة حاسمة لمحمد صلاح في مباراة بولونيا، هدف التعادل أمام أتالانتا، ثنائية الفوز في مواجهة تورينو في دقائق المباراة الأخيرة، وهدف التعادل قبل الفوز على جنوى.
الآن، لم يعد أحد يسأل "هل ستجدّد الإدارة لتوتي أم لا"، بل أصبح السؤال "متى ستفعل ذلك رسمياً، وفي أي يوم"، لأن ملك روما سيبقى سنة جديد، ملك روما الذي انتزع التجديد من فم الذئاب...
لمتابعة الكاتبة
شفاء مراد