في صباح يوم سبت، منذ 91 عاماً، كان المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر يجري مسحاً شاملا لمنطقة وادي الملوك الأثرية، غرب محافظة الأقصر في صعيد مصر. عثر كارتر على عتبة حجرية، تبيّن بعدها أنّه توصل إلى مقبرة الملك الفرعوني الصغير والأشهر، توت عنخ آمون.
ويعتبر توت عنخ آمون، من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلّق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، بل لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية، ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، واللغز الذي أحاط بظروف وفاته. إذ اعتبر الكثيرون أنّ وفاة فرعون في سنّ مبكرة جدًا أمر غير طبيعي، خصوصاً مع وجود آثار كسور في عظام الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
كلّ هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت توت عنخ آمون أشهر الفراعنة. ويعتبر أثريون أن وفاة الملك توت عنخ آمون من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.
الطريق إلى الكنز
يعني اسم "توت عنخ آمون"، باللغة الهيروغليفية - المصرية القديمة - "الصورة الحية للإله آمون". وينتمي توت عنخ آمون إلى ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد)، وتقدّر سنة وفاته بنحو عام 1352 قبل الميلاد، وهو دون الثامنة عشرة، بعد أن حكم البلاد تسع سنوات فقط.
استمرّت أعمال الحفر والتنقيب في مقبرة الملك توت عنخ آمون مطلع القرن الماضي لمدّة 15 عاما، انتهت باكتشاف الناووس (القبر) الذي يضمّ مومياء الملك وأربع حجرات تضم 600 قطعة من مقتنياته.
حفل سنوي
وتقيم محافظة الأقصر المصرية، مهرجانا سياحيا وثقافيا، خلال الأيام الأولى من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، احتفالا باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1922، تتنوّع ما بين محاضرات ودروس وندوات وعروض حية، بالتعاون مع وزارتي الآثار والسياحة المصريتين، وعدد من المنظمات الدولية.
ومؤخرا أعلن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، خلال اجتماع مجلس إدارة المتحف المصري الكبير، استضافة مصر للمؤتمر الدولي الأول عن الملك توت عنخ آمون في مايو/أيار المقبل، قبل افتتاح المتحف، للترويج لهذا المشروع الضخم الذي يعد مشروعا قومياً مصرياً.
وكانت وزارة الآثار المصرية، قد نقلت في أغسطس/آب من العام الماضي، جانبا من مقتنيات توت عنخ آمون من المتحف المصري المطل على ميدان التحرير وسط القاهرة، إلى المتحف الكبير في حدائق الأهرام في محافظة الجيزة، تمهيدا لعرضها مع افتتاح المتحف في أغسطس/آب 2015، حيث تبلغ الكنوز الأثرية للفرعون الذهبي نحو خمسة آلاف قطعة.
كما قرّرت الحكومة المصرية نقل مومياء الملك من الأقصر إلى القاهرة، لإنهاء أعمال الترميم الخاصة بها، إلا أنّها تراجعت عن هذا القرار، بعد حملة ضغط واسعة في الداخل والخارج.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، مقالا عن الملك توت عنخ آمون، بدأته بـ: "اتركوا المسكين توت عنخ آمون وشأنه، ارفعوا أيديكم عن الملك الصبي، دعوه ينام نومه الأبدي في كرامة قناعه الذهبي".
وتابع المقال "إذا كانت هناك حقًا لعنة فراعنة، فإنّ العقارب والخنافس تزحف الآن في سراويل المسؤولين عن الهجوم الأثري الأخير على كرامة الموتى". وذلك على خلفية تشريح افتراضي لتوت عنخ آمون بواسطة أكثر من ألفي صورة من كافة زوايا المومياء، كشفت عن ولادة الملك بعيوب وراثية، شملت العرج في الساق، ووركين أنثويين، وأنياباً كبيرة، لتخلص النتائج إلى أنّ الفرعون الذهبي - المولود من زواج أخناتون بشقيقته - عانى خللاً في الهرمونات نتيجة زيجة الأقارب.
وبينما تشير الأساطير القديمة إلى أنّ توت عنخ آمون قتل في حادث وأنه عُثر على كسور في جمجمته، إلا أن العلماء رجحوا أنه ربما يكون توفي نتيجة المرض. فهذه التشوهات ربما أدت إلى وفاته في سن مبكرة لا تزيد على 19 عامًا.
مقال "ذا غارديان" الذي حمل عنوان "توت عنخ آمون لا يستحقّ تدنيس القرن الحادي والعشرين"، الذي وصف الفحوصات والتشريحات على المومياء بأنّها "فجة ومَرَضية"، اختتم بالقول: "من الجيّد تمامًا فحص الموتى، لكن دون إهانة لهم، إذ إنّ جثث الفراعنة المحنّطة لا تُقدر بثمن لعلم الآثار ولأيّ شخص يريد أن يتخيّل تاريخ الإنسانية، والاستخفاف بالفراعنة كأنّهم شخصيات في لعبة فيديو يعتبر خيانة للآثار".
ويعتبر توت عنخ آمون، من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلّق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، بل لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية، ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، واللغز الذي أحاط بظروف وفاته. إذ اعتبر الكثيرون أنّ وفاة فرعون في سنّ مبكرة جدًا أمر غير طبيعي، خصوصاً مع وجود آثار كسور في عظام الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
كلّ هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت توت عنخ آمون أشهر الفراعنة. ويعتبر أثريون أن وفاة الملك توت عنخ آمون من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.
الطريق إلى الكنز
يعني اسم "توت عنخ آمون"، باللغة الهيروغليفية - المصرية القديمة - "الصورة الحية للإله آمون". وينتمي توت عنخ آمون إلى ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد)، وتقدّر سنة وفاته بنحو عام 1352 قبل الميلاد، وهو دون الثامنة عشرة، بعد أن حكم البلاد تسع سنوات فقط.
استمرّت أعمال الحفر والتنقيب في مقبرة الملك توت عنخ آمون مطلع القرن الماضي لمدّة 15 عاما، انتهت باكتشاف الناووس (القبر) الذي يضمّ مومياء الملك وأربع حجرات تضم 600 قطعة من مقتنياته.
حفل سنوي
وتقيم محافظة الأقصر المصرية، مهرجانا سياحيا وثقافيا، خلال الأيام الأولى من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، احتفالا باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1922، تتنوّع ما بين محاضرات ودروس وندوات وعروض حية، بالتعاون مع وزارتي الآثار والسياحة المصريتين، وعدد من المنظمات الدولية.
ومؤخرا أعلن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، خلال اجتماع مجلس إدارة المتحف المصري الكبير، استضافة مصر للمؤتمر الدولي الأول عن الملك توت عنخ آمون في مايو/أيار المقبل، قبل افتتاح المتحف، للترويج لهذا المشروع الضخم الذي يعد مشروعا قومياً مصرياً.
وكانت وزارة الآثار المصرية، قد نقلت في أغسطس/آب من العام الماضي، جانبا من مقتنيات توت عنخ آمون من المتحف المصري المطل على ميدان التحرير وسط القاهرة، إلى المتحف الكبير في حدائق الأهرام في محافظة الجيزة، تمهيدا لعرضها مع افتتاح المتحف في أغسطس/آب 2015، حيث تبلغ الكنوز الأثرية للفرعون الذهبي نحو خمسة آلاف قطعة.
كما قرّرت الحكومة المصرية نقل مومياء الملك من الأقصر إلى القاهرة، لإنهاء أعمال الترميم الخاصة بها، إلا أنّها تراجعت عن هذا القرار، بعد حملة ضغط واسعة في الداخل والخارج.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، مقالا عن الملك توت عنخ آمون، بدأته بـ: "اتركوا المسكين توت عنخ آمون وشأنه، ارفعوا أيديكم عن الملك الصبي، دعوه ينام نومه الأبدي في كرامة قناعه الذهبي".
وتابع المقال "إذا كانت هناك حقًا لعنة فراعنة، فإنّ العقارب والخنافس تزحف الآن في سراويل المسؤولين عن الهجوم الأثري الأخير على كرامة الموتى". وذلك على خلفية تشريح افتراضي لتوت عنخ آمون بواسطة أكثر من ألفي صورة من كافة زوايا المومياء، كشفت عن ولادة الملك بعيوب وراثية، شملت العرج في الساق، ووركين أنثويين، وأنياباً كبيرة، لتخلص النتائج إلى أنّ الفرعون الذهبي - المولود من زواج أخناتون بشقيقته - عانى خللاً في الهرمونات نتيجة زيجة الأقارب.
وبينما تشير الأساطير القديمة إلى أنّ توت عنخ آمون قتل في حادث وأنه عُثر على كسور في جمجمته، إلا أن العلماء رجحوا أنه ربما يكون توفي نتيجة المرض. فهذه التشوهات ربما أدت إلى وفاته في سن مبكرة لا تزيد على 19 عامًا.
مقال "ذا غارديان" الذي حمل عنوان "توت عنخ آمون لا يستحقّ تدنيس القرن الحادي والعشرين"، الذي وصف الفحوصات والتشريحات على المومياء بأنّها "فجة ومَرَضية"، اختتم بالقول: "من الجيّد تمامًا فحص الموتى، لكن دون إهانة لهم، إذ إنّ جثث الفراعنة المحنّطة لا تُقدر بثمن لعلم الآثار ولأيّ شخص يريد أن يتخيّل تاريخ الإنسانية، والاستخفاف بالفراعنة كأنّهم شخصيات في لعبة فيديو يعتبر خيانة للآثار".