في إطار شبهات فساد أتاحت لأحد فروع مجموعته بالحصول على امتيازين في غرب أفريقيا، أوقفت الشرطة الفرنسية رجل الأعمال الفرنسي فانسان بولوريه وكوادر من المجموعة التي تحمل اسمه، ووضعتهم قيد التحقيق.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر متطابقة أن الملياردير البالغ من العمر 66 عاماً أدلى بإفادته في مقر شرطة مكافحة الفساد في ضاحية باريس، مؤكدة بذلك نبأ نشرته صحيفة لوموند.
ويحاول قضاة تحقيق معرفة إذا ما كانت مجموعة بولوريه قد قدمت نصائح إلى قادة أفارقة عبر فرعها المتخصص بالإعلانات "هافاس"، للحصول على إدارة مرفأي لومي في توغو وكوناكري في غينيا، عبر فرع ثالث لها يحمل اسم "بولوريه أفريكا لوجيستيكس"، وكان في السابق "إس دي في أفريك".
مصدر قضائي ذكر أن المدير العام لمجموعة بولوريه، جيل أليكس، ومسؤول الشؤون الدولية في مجموعة الإعلانات "هافاس"، جان فيليب دوران، أوقفا قيد التحقيق أيضاً.
وفي بيان نشر قبيل ظهر اليوم الثلاثاء، نفت مجموعة بولوريه "رسمياً" أن تكون قد ارتكبت أي مخالفة في نشاطاتها في أفريقيا. وقالت في بيان إن "مجموعة بولوريه تنفي رسمياً أن يكون فرعها في أفريقيا حينذاك (إس دي في أفريك) قد ارتكب مخالفات".
وأضافت أن "محاولة الربط التي يقوم بها البعض بين الحصول على هذين الامتيازين وعمليات الاتصال لا أساس لها من الصحة وتشير إلى جهل كبير في هذا القطاع الصناعي".
وفي صلب التحقيق الذي يجرى بعد شكوى من شريك فرنسي إسباني سابق لبولوريه يدعى جاك دوبويدوبي، في شأن استشارات قدمتها في 2010 مجموعة هافاس في الحملتين الانتخابيتين اللتين انتهتا بفوز ألفا كوندي في غينيا وفور غناسينغبي في توغو في انتخابات الرئاسة، وقد لجأ الاثنان إلى الخدمات الاستشارية لهافاس التي يديرها دوران.
بدورها، قالت مجموعة بولوريه في بيانها إنها "حصلت على الامتيازات في توغو عام 2001، أي قبل دخول مجموعة هافاس، وفي غينيا في 2011 بعد فشل الشركة الأولى (كانت بولوريه في المرتبة الثانية في طلب استدراج العروض)، وهذا حصل قبل انتخاب الرئيس".
وكان الرئيس الغيني ألفا كوندي قد صرح لصحيفة لوموند عام 2016 بشأن هذا الملف، بأن "بولوريه كانت تحقق كل شروط استدراج العروض. إنها صديقة وأُعطي الأولوية للأصدقاء. ما الخطأ في ذلك؟".
وكانت عملية دهم قد جرت في إبريل/ نيسان 2016 في برج بولوريه في بوتو بالقرب من باريس حيث مقرّ فرع "بولوريه أفريكا لوجيستيكس"، ومكاتب فانسان بولوريه نفسه.
وكان تحقيق حول علاقات رئيس مجموعة أُخرى قد دفع المحققين إلى التدقيق في نشاطات فانسان بولوريه في أفريقيا. ويستهدف هذا التحقيق علاقات فرنسيس بيريز، رئيس مجموعة "بيفاكو" المتخصصة في مجال الفنادق والألعاب والمنتشرة جداً في أفريقيا. وكانت لبيريز علاقات مع جان- فيليب دوران.
وفي نزاعه القضائي مع بولوريه، حكم عليه في إسبانيا بالسجن 3 سنوات و9 أشهر، بعد إدانته "بالاستيلاء على موجودات" لمجموعة بولوريه.
ويفترض أن تعلن محكمة الاستئناف في باريس في 16 مايو/ أيار حكمها في طلب تسليمه إلى مدريد.
أما في غينيا، فقد خسرت "بولوريه" أولاً المعركة أمام المحكمة في مواجهة صاحبة الامتياز الأولى، وهي مجموعة "نيكوترانس". وحُكم على بولوريه عام 2013 بدفع أكثر من مليوني يورو لها.
لكن في يونيو/ حزيران 2017، وضعت "نيكوترانس" المتخصصة بالمسائل اللوجستية في أفريقيا، تحت المراقبة القضائية، وقامت مجموعة بولوريه بعيد ذلك بشرائها.
(فرانس برس)