وقررت تونس إغلاق المعابر الحدودية مع ليبيا برأس الجدير، والذهيبة ووازن.
وتجري حالياً مطاردة وتعقب هذه المجموعات من طرف وحدات مشتركة، مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة فيها، وتكثيف الدوريات الجوية في المنطقة، وعلى مستوى الشريط الحدودي.
وكلّف رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، وزيري الدفاع الوطني والداخلية بالانتقال إلى بنقردان، لمتابعة الوضع والعمليات العسكرية والأمنية من عين المكان.
وخصّص الاجتماع الذي جمعهم، صباح اليوم الإثنين، لتقييم تطور الوضع الأمني في بنقردان، ومناطق الجنوب الشرقي، إثر إحباط الهجوم الإرهابي الذي استهدف، فجر اليوم، منشآت عسكرية وأمنية.
وتمّ خلال هذا الاجتماع متابعة سير العمليات الميدانية الجارية، لـ"تعقب العناصر الإرهابية، والقضاء عليهم، إلى جانب تأمين المواطنين والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة والخاصة وتكثيف الدوريات البرية والجوية". وتقرّر القيام بتمشيط شامل ودقيق لكامل المناطق الجنوبية.
وانتشرت مختلف التشكيلات العسكرية في مدينة بنقردان، لملاحقة وتعقب العناصر المحتمل مشاركتها في العملية، وتأمين مداخل المدينة بقوات عسكرية وأمنية مشتركة، مع تكثيف الدوريات الجوية على كامل المناطق الجنوبية.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني، المقدم بلحسن الوسلاتي، لوكالة الأنباء الرسمية التونسية، "مقتل عسكري خلال هذه العملية الإرهابية، مقابل مقتل إرهابيين، وإلقاء القبض على مجموعة منهم، كما تم حجز أسلحة مختلفة".
بدوره، كشف المتحدث باسم الجمارك التونسية، لسعد بشوال، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل عون جمارك، وإصابة ثان تم نقله إلى أحد المستشفيات.
وأضاف بشوال، أن عون الجمارك الذي قُتل خلال المواجهات، هو الوكيل أول حسن المنصوري، من سكان مدينة بنقردان، وكان في طريقه إلى العمل بالمكتب الحدودي في جزيرة جربة السياحية، وتم إيقاف سيارته من طرف الإرهابيين، وعند التحقق من هويته والتأكد من انتمائه للجمارك تم قتله. أما عون الجمارك الثاني المصاب، فهو رامي المكشر، وأصيب بطلقة نارية في رجله، حسب المتحدث ذاته.
وفي أول رد حكومي على الهجوم، ذكرت رئاسة الحكومة التونسية، أنه "إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت عسكرية وأمنية في بنقردان، فجر اليوم، اتصل رئيس الحكومة الحبيب الصيد برئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب، لإحاطتهما علماً بالمستجدات، وللتشاور حول الإجراءات الملائمة، لمزيد من تأمين المناطق الحدودية الجنوبية الشرقية، والتصدي الناجع للمخاطر المحدقة بسلامة التراب الوطني وأمن المواطنين والوطن".
كما دعا رئيس الحكومة وزيري الدفاع الوطني والداخلية، إلى اجتماع عاجل لمتابعة تقييم تطور الوضع.
وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع رئيس الحكومة مع وزيري الداخلية والدفاع يبحث قرار حظر التجول في محافظة مدنين الجنوبية، وإن القرار قد يعلن في أية لحظة، في حين ترجّح مصادر إمكانية إغلاق المدارس في المدينة، إلى حين استتباب الأمن، لتفادي تنقل الأطفال والأهالي.
وكان المتحدث الرسمي باسم الداخلية، ياسر مصباح، قد صرّح لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الأمن "تمكنت من قتل عدد هام من العناصر الإرهابية"، من دون أن يؤكد الأخبار التي تتحدث عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
وصرح مصباح، بأن الوضع حالياً تحت السيطرة في المدينة، وطلب من المواطنين ملازمة منازلهم، واتخاذ الحذر، والابتعاد عن منطقة المواجهات، مشيراً إلى أنه تم وضع رقم أخضر للاتصال بالداخلية، والإبلاغ عن العناصر الفارة وتقديم أية معلومات عنها.
كما حذر من أن وجود المواطنين في هذه الأماكن، يعرضهم للخطر ويعطل عمل قوات الأمن.
في المقابل، أشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إلى أن خمسة مدنيين قتلوا في هذه المواجهات، مؤكدةً أن "الإرهابيين" استولوا أيضاً على سيارة إسعاف.
وكانت قوات الجيش والأمن التونسية أعلنت، مساء الأربعاء الماضي، "مقتل 5 إرهابيين، ومصادرة أسلحة في منطقة بنقردان، جنوبي البلاد، على الحدود مع ليبيا".
اقرأ أيضاً: طرابلس تستعيد زمام المبادرة: معادلة "الحلول المشتركة" لإنقاذ ليبيا