وأكد تونسيون التقاهم "العربي الجديد" في الشارع ذاته الذي شهد الاعتداء، أنّ الإرهاب لن يخيفهم، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الأمن في كل مكان لتأمين شارع بورقيبة والشوارع المحيطة به، إذ كانت درجة اليقظة عالية والحضور الأمني مكثفاً، وتجول البعض بطمأنينة وكانت جل المحلات والمقاهي مفتوحة.
ويؤكد الستيني حمادي، الذي جلس على كرسي وسط شارع بورقيبة، أن "لا خوف من الإرهاب"، وأن خروج الناس إلى الشارع رسالة واضحة وقوية بأنّ الحياة مستمرة، مضيفاً أنّ تونس ستكون بخير وستتعافى من هذه الضربة، قائلًا: "ما حصل مؤسف ومحزن ولكن سيتم تخطي ذلك والعيش بكل طمأنينة".
وأشارت الثلاثينية أميمة إلى أنّ الحركة في شارع بورقيبة طبيعية، "فالتونسي يحزن ويخاف لحظة وقوع مكروه ولكن سرعان ما يتم تخطي الأمر واستئناف الحياة مجدداً"، مؤكدة أنّ "ما يفسر ربما هذا الهدوء أنّ مكان الحادث الإرهابي بعيد نسبياً عن شارع بورقيبة، ولكن حتى ولو كان قريباً فالتونسي سيخرج إلى الشارع".
بدوره، أمل رضا الشفاء للمصابين وأن لا تتكرر مثل هذه الفواجع، قائلًا لـ"العربي الجديد"، إنّ "تونس تعودت التصدي للهجمات الإرهابية"، مضيفاً أنّ "وجود التونسيين بشارع بورقيبة رسالة قوية للإرهاب ولمنفذيه بأن مثل هذه العمليات لن تربك التونسيين، فهم لا يخشونهم".
وأكد لسعد أنّ حضوره اليوم ونزوله إلى الشارع "هو لمساندة قوات الأمن التي لا تدّخر جهداً في حماية الوطن"، مردداً: "ربي يحميكم".
وعلى صعيد المواقف السياسية، قدّم رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، تعازيه لعائلة الشهيد الملازم الأول توفيق محمد الميساوي، وتمنّى الشفاء العاجل للمصابين.
وحيّا الفخفاخ، في بيان، القوات الأمنية الوطنية، "على شجاعتها وجاهزيتها ووقوفها كسدّ منيع أمام الإرهاب في كل مكان".
Facebook Post |
ودعا رئيس الحكومة كافة التونسيين إلى "توحيد الصفوف حول الوطن ورفض كلّ أشكال
العنف وكلّ ما يمكن أن يهدد البلد والديمقراطية".
وأشارت وزارة الداخلية، في بيان، إلى أنّه تمّ وضع كافّة الوحدات الأمنيّة في حالة تأهّب قصوى لمجابهة أيّ مخاطر محتملة بعد وقوع العملية.
ودانت الأحزاب التونسية ودول عديدة الحادث الارهابي، كما أصدرت سفارة فرنسا بتونس بلاغاً حذرت فيه رعاياها من الاقتراب من كل المناطق المحاذية، ودعت مواطنيها إلى التقليص من تحركاتهم وتنقلاتهم واحترام الأوامر الأمنية، مؤكدة أنها ستوافيهم بكل المستجدات.