يدرس حزب "الاتحاد الوطني الحر" مغادرة الائتلاف الحاكم اليوم، ردّاً على انضمام نواب مستقيلين من كتلته لحزب "نداء تونس". وغادر نواب كتلة الوطني الحر جلسة البرلمان، المخصصة للتصويت على مشروع قانون البنوك والمؤسسات المالية، للالتحاق بمقر الحزب وعقد اجتماع طارئ حول مسألة انسلاخهم من الرباعي الحاكم.
وانفجر الوضع بين حزب نداء تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر بعد ذكر رئيس البرلمان، محمد الناصر، اليوم في افتتاح الجلسة العامة التغييرات الطارئة في المجموعات البرلمانية، معلنا انضمام كل من نور الدين عاشور ويوسف الجويني ورضا الزغندي، المستقيلين حديثا من الوطني الحر، إلى كتلة نداء تونس لتبلغ الكتلة بذلك 59 نائبا بانتظار تفعيل طلب النائبة، فاطمة المسدي، المنسلخة عن الكتلة الحرة (الممثلة لحركة مشروع تونس التي يتزعمها محسن مرزوق) بالالتحاق بكتلة النداء، وعلمت "العربي الجديد" أيضا أن النائب، علي بالاخوة، قد تقدم بدوره بطلب للانضمام إلى كتلة النداء.
وأفاد رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الوطني الحر، في حديث مع "العربي الجديد"، طارق الفتيتي، أن المكتب السياسي للحزب يواصل اجتماعه لدراسة جميع الفرضيات للرد على نكث حزب نداء تونس لما تم الاتفاق عليه في اجتماع تنسيقية الأحزاب الأربعة المشاركة في الحكم، حول التزام كتلة النداء بعدم قبول انضمام نواب مستقيلين من أحزاب أخرى في الائتلاف الحاكم.
وأشار رئيس كتلة الاتحاد الوطني الحر إلى أنه خلال آخر اجتماع جمع تنسيقية أحزاب الائتلاف الحكومي، التزم رئيس الهيئة السياسية للنداء، رضا بلحاج، والمدير التنفيذي، حافظ قائد السبسي، بعدم قبول انضمام نواب من الكتل الحاكمة.
واتهم الفتيتي رجال أعمال عرفوا بتورطهم بشبكات مال فاسد في البلاد في عرض صفقات مالية على النواب المستقيلين من الوطني الحر من أجل إلحاقهم بكتلة النداء، حتى تستعيد حجمها ومرتبتها الأولى في البرلمان بعد أن فقدتها بانسلاخ 27 نائبا والتحاقهم بمحسن مرزوق وتكوين كتلة الحرة، مضيفا أن المفاوضات شملت ما يقارب أحد عشر نائبا من الكتلة النيابية للحزب. واعتبر الفتيتي أن كل الفرضيات مطروحة للرد على ما حدث، وعلى رأسها الانسحاب من الائتلاف الحاكم أو الانفتاح على أحزاب أخرى وتقوية الكتلة.
في المقابل، استغرب رئيس كتلة النداء المنتخب حديثا، سفيان طوبال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، ردة فعل رئيس حزب الوطني الحر ونوابه بالبرلمان، مشددا على أن النواب الذين انضموا إلى النداء لم يعودوا جزءاً من الوطني الحر وإنما غادروه منذ فترة.
وذكر طوبال رئيس حزب الوطني الحر، سليم الرياحي، بتصريحاته السابقة التي عرض خلالها إمكانية إلحاق جميع نواب كتلته بالمجموعة النيابية للنداء، في إطار ترميم الكتلة وإعادتها للمرتبة الأولى لكنه لم ينفذ ذلك.
وقال طوبال إن للنواب حرية في اختيار الكتل التي ينتمون إليها، مستهجنا ما أورده رئيس حزب الوطني الحر، سليم الرياحي، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي، اتهم فيها رجل أعمال مقرباً من حافظ قائد السبسي بشراء ذمم النواب، وقال في هذا الصدد إن الممارسة السياسية يجب أن تتطور وأن لا تتم إدارتها كما تدار مباريات كرة القدم.