"المعجزة الاقتصاديّة التونسيّة"... هكذا وصف الرئيس الفرنسيّ الأسبق جاك شيراك الاقتصاد التونسيّ في ذروة التحالف الفرنسيّ - التونسيّ خلال نهاية تسعينيات القرن الماضي، عندما كان بن عليّ الحليف الأوفى للمستعمر القديم في شمال أفريقيا. ولكنّ هذه "المعجزة" كانت تخفي اقتصاداً هشّاً تمّ خنقه وإخضاعه لنفوذ مجموعة صغيرة من حاشية بن عليّ وعائلته بعد أن تمّ تسخير السلطة السياسيّة لاختراق الاقتصاد التونسيّ.
يعلّق الخبير في التسيير والإدارة، الدكتور شيحة قحة على ترابط الثروة بالسلطة في العهد السابق في حديثه مع "العربي الجديد" قائلا إنّ هناك فرقاً شاسعاً بين كسب الثروة الناتج عن الفهم الصحيح لظروف السوق وبين الفساد المتأتّي عن الالتفاف على القوانين وتسخيرها لخدمة المصالح الشخصيّة. ونظراً لغياب توازن قوى حقيقيّ في المشهد السياسيّ والاجتماعيّ في تونس من جهة وشلل المجتمع المدنيّ من جهة أخرى، فقد كان من السهل في نهاية الأمر تجاوز القوانين وانتهاكها.
إذ إن الصورة التفصيليّة لحجم التغلغل والنهب لم تتضّح إلاّ بعد ثورة 14 يناير/كانون الأول 2011. ويقول التقرير الأخير للبنك الدولي إنّ أسرة بن علي كانت قد تمكّنت خلال 23 عاماً من حكم هذا الأخير من السيطرة على أكثر من 21% من أرباح القطاع الخاص في البلاد بنهاية عام 2010، كما تمّ حصر 220 شركة مرتبطة بالرئيس المخلوع، كما حددتها لجنة المصادرة التي تشكلت بعد ثورة 2011. وقد سجّلت المراجعات إصدار 25 مرسوما خلال فترة حكمه لتحديد شروط الترخيص في 45 قطاعا مختلفا وقيودا على الاستثمار الأجنبي المباشر في 28 قطاعاً.
كما ذكّر التقرير بأن حكومات ما بعد الثورة صادرت 550 ملكية عقارية و48 سفينة ويختاً و367 حساباً مصرفياً وحوالي 400 شركة كانت جميعها تتبع لعائلة بن علي الموسعة ويقدر عددها بـ114 شخصاً.
جرائم النظام السابق طالت المصارف الحكومية التونسيّة، التي موّلت مجبرة شركات مرتبطة بعائلة الرئيس السابق بمبالغ تصل قيمتها إلى 1.75 مليار دينار، قُدّم ما يقارب 30 % منها نقدا دون أية ضمانات للسداد.
ومن أبرز الأسماء التي مثّلت واحدة من أشهر قصص استغلال النفوذ والقرابة العائليّة في صنع الثروة، هي قصّة صخر الماطري، زوج ابنة الرئيس السابق الذي لم يتجاوز حينها العقد الثالث ليصبح واحدا من أهم رجال الأعمال عبر وضع اليد على أهمّ مفاصل الاقتصاد. وتتكرّر الأمثلة مع سليم شيبوب، صهر الرئيس، وعماد وبلحسن الطرابلسي شقيقي زوجة الرئيس...
أطماع "القطط السمان" تجاوزت عالم المال والأعمال لتتوجّه نحو الرياضة والإعلام. فالماطري اشترى ثلاث جرائد، أمّا شقيقا زوجة الرئيس فقد أغراهما عالم الرياضة وخصوصا كرة القدم، فوضع عماد الطرابلسي يده على واحد من أكبر الفرق في البلاد وهو "النادي الإفريقي" أما الثاني فقد اتّجه إلى فريق صغير في الضاحية الشمالية الراقية في العاصمة. تماما كما سيطر صهر بن عليّ سليم شيبوب على مقاليد تسيير فريق الترجّي الرياضي لأكثر من عشر سنوات استطاع خلالها أن يضع بصمته من الفساد في القطاع الرياضيّ.
الخبير الاقتصادي مصطفى الجويلي يشرح لـ "العربي الجديد" قائلاً إنّ الفساد الاقتصادي ناتج عن ثالوث متكامل يتمثّل في الارتهان إلى الخارج والترهيب الأمنيّ وفساد المنظومة القضائيّة. ثالوث مكّن بن علي وعائلته من السيطرة على اقتصاد تونس سنوات طويلة.
إذ إن الصورة التفصيليّة لحجم التغلغل والنهب لم تتضّح إلاّ بعد ثورة 14 يناير/كانون الأول 2011. ويقول التقرير الأخير للبنك الدولي إنّ أسرة بن علي كانت قد تمكّنت خلال 23 عاماً من حكم هذا الأخير من السيطرة على أكثر من 21% من أرباح القطاع الخاص في البلاد بنهاية عام 2010، كما تمّ حصر 220 شركة مرتبطة بالرئيس المخلوع، كما حددتها لجنة المصادرة التي تشكلت بعد ثورة 2011. وقد سجّلت المراجعات إصدار 25 مرسوما خلال فترة حكمه لتحديد شروط الترخيص في 45 قطاعا مختلفا وقيودا على الاستثمار الأجنبي المباشر في 28 قطاعاً.
كما ذكّر التقرير بأن حكومات ما بعد الثورة صادرت 550 ملكية عقارية و48 سفينة ويختاً و367 حساباً مصرفياً وحوالي 400 شركة كانت جميعها تتبع لعائلة بن علي الموسعة ويقدر عددها بـ114 شخصاً.
جرائم النظام السابق طالت المصارف الحكومية التونسيّة، التي موّلت مجبرة شركات مرتبطة بعائلة الرئيس السابق بمبالغ تصل قيمتها إلى 1.75 مليار دينار، قُدّم ما يقارب 30 % منها نقدا دون أية ضمانات للسداد.
ومن أبرز الأسماء التي مثّلت واحدة من أشهر قصص استغلال النفوذ والقرابة العائليّة في صنع الثروة، هي قصّة صخر الماطري، زوج ابنة الرئيس السابق الذي لم يتجاوز حينها العقد الثالث ليصبح واحدا من أهم رجال الأعمال عبر وضع اليد على أهمّ مفاصل الاقتصاد. وتتكرّر الأمثلة مع سليم شيبوب، صهر الرئيس، وعماد وبلحسن الطرابلسي شقيقي زوجة الرئيس...
أطماع "القطط السمان" تجاوزت عالم المال والأعمال لتتوجّه نحو الرياضة والإعلام. فالماطري اشترى ثلاث جرائد، أمّا شقيقا زوجة الرئيس فقد أغراهما عالم الرياضة وخصوصا كرة القدم، فوضع عماد الطرابلسي يده على واحد من أكبر الفرق في البلاد وهو "النادي الإفريقي" أما الثاني فقد اتّجه إلى فريق صغير في الضاحية الشمالية الراقية في العاصمة. تماما كما سيطر صهر بن عليّ سليم شيبوب على مقاليد تسيير فريق الترجّي الرياضي لأكثر من عشر سنوات استطاع خلالها أن يضع بصمته من الفساد في القطاع الرياضيّ.
الخبير الاقتصادي مصطفى الجويلي يشرح لـ "العربي الجديد" قائلاً إنّ الفساد الاقتصادي ناتج عن ثالوث متكامل يتمثّل في الارتهان إلى الخارج والترهيب الأمنيّ وفساد المنظومة القضائيّة. ثالوث مكّن بن علي وعائلته من السيطرة على اقتصاد تونس سنوات طويلة.