ألقت الوحدات الأمنية بتونس، القبض على شقيقين يتراوح عمراهما بين 21 و27 عاماً، من محافظة أريانة وسط تونس العاصمة، بايعا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي.
وبحسب بيان لوزارة الداخلية اليوم الخميس، فإن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني عثرت في المنزل الذي يقيم فيه الشقيقان على أزياء عسكرية مزركشة، وكيس يحتوي على 23 كلغ من مادة "هيدروكسيد الصوديوم"، وجهاز يحتوي على أناشيد تكفيرية وخطب تحريضية وكتب تكفيرية.
وأوضح البيان أن أحد الشقيقين اعترف بأنه بايع "داعش"، وأن النيابة العامة قررت توقيف العنصرين، وإحالتهما للقضاء بتهمة "الاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي".
وقال الخبير الأمني، مازن الشريف، لـ"العربي الجديد" إنّ التنظيمات الإرهابية تلعب على الورقة الأخيرة وهي تدريب الإنغماسيين بعد استقطابهم بواسطة الأقراص المضغوطة، وتدريبهم على صناعة المتفجرات والتفخيخ والقيام بعمليات انتحارية.
وأشار إلى أنّ الخطر يكمن في حيازة العنصرين على مواد متفجرة، اذ بإمكانهما صناعة متفجرات بدائية يصعب رصدها.
كما لفت إلى أنّ الأزياء العسكرية أيضاً من الوسائل، التي يتم اللجوء إليها للقيام بعمليات إرهابية وللتمويه، معتبراً أن المسألة تعيد التذكير بما حصل في الجزائر عندما لجأ "الإرهابيون" سابقاً الى استعمال أزياء عسكرية وأمنية، والتمويه بإقامة دوريات أمنية ثم القيام بعديد المذابح والتفجيرات.
ورأى أن مثل هذه التنظيمات تركز على الأحياء الفقيرة والمهمشة في تونس، إذ بإمكانها التوّغل ومنح الشباب حلما وآفاقا جديدة، وهي تعمل على إقناعهم بالانضمام اليها ومبايعة قادتها ومن ثمة شن عمليات متفرقة.
وبحسب الشريف، فإن الوعود التي تقدمها الجماعات الإرهابية يمكن اعتبارها كبديل عن الآفاق المغلقة التي يجدها بعضهم في الدولة، مبيّناً أنه طالما أن الدولة التونسية لا تقدم الأمل للشباب فإن العناصر الإرهابية تستغل جيدا هذه المسألة.
وأضاف المتحدث ذاته أن الوحدات الأمنية تقبض يوميا على عناصر تكفيرية وأن بعضهم موجود في الأحياء السكنية. ولفت إلى أن ما أنقذ تونس من عديد العمليات هو البعد الاستباقي والاستعلاماتي الناجح للقوات الأمنية والعسكرية والتي أحبطت عديد المخططات، مبينا أن مثل هذه العناصر لم تعد في حاجة الى مدربين بل بإمكانها التدرب بمفردها وصناعة متفجرات بمواد أولية وبسيطة.
وأكد الشريف أنّ الاحتياطات الأمنية يجب أن تبقى دائما على أشدها، لأن الخطر لا يزال قائما والتنظيمات الإرهابية تركز في الوقت الراهن على هؤلاء الانغماسيين لشن ضرباتها والقيام بعمليات إرهابية بعد الخسائر التي تكبدتها، في ظل التضييقات الكبيرة التي فرضت عليها وعلى عناصرها في مختلف الأماكن سواء في الجبال أو في المناطق السكنية.