جاء ذلك في تصريح للمستشار لدى رئيس الجمهورية التّونسي، نور الدين بن تيشة، تناقلته وسائل إعلام محليّة اليوم.
ولم يوضح المتحدث ما دار خلال اللقاء بين السبسي والسفير الأميركي أو أي تفاصيل أخرى عنه.
كذلك أكد بن تيشة أن رئيس الجمهورية سيلتقي بداية الأسبوع المقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة المناخ في فرنسا، للتباحث حول هذا الملف.
وأقفلت السفارة الأميركية بتونس أبوابها باكراً، صباح اليوم الجمعة، من دون تقديم إيضاحات للزائرين، لكن مراقبين ربطوا ذلك بالاحتجاجات المتوقعة اليوم.
وتشهد العاصمة التونسية، عصر اليوم، مظاهرات حاشدة دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات اجتماعية ومدنية وأحزاب.
وشهدت المحافظات التونسية، اليوم، مظاهرات كبيرة، إذ خرج التلاميذ والطلاب في مسيرات كبرى. كذلك ألغت هيئة مهرجان قرطاج المسرحي احتفاليتها، وقطع مجلس نواب الشعب مناقشة موازنة البلاد ونظم النواب مسيرة في حي باردو رفضاً لقرار ترامب.
ودعا الرئيس التونسي في رسالة وجهها إلى نظيره الفلسطيني، محمود عباس، أمس الخميس، إلى تحرك عاجل لتفادي خطوات مماثلة لقرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وقال الرئيس التونسي، في رسالته، إن "الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين تقتضي من جميع العرب والمسلمين والقوى المحبة للسلام التحرّك العاجل لتفادي اتخاذ أية خطوات مماثلة تجاه مدينة القدس، التي تعدّ جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967".
كذلك حذّر من أن الإعلان الأميركي "يساهم في مزيد من الاحتقان وتوتير الأجواء وإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عمّا يمثله من استفزاز واستهتار بمشاعر الأمة العربية والإسلامية".
وشهدت تونس، اليوم الجمعة، احتجاجات رفضاً لقرار ترامب.
وفي الجزائر، طالبت أحزاب سياسية السلطات برد "قوي" ضد قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، معتبرة القرار استفزازياً للعرب والمسلمين.
ونظّمت حركة مجتمع السلم (أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر) اليوم عقب صلاة الجمعة، وقفة تضامنية للتنديد بقرار ترامب، داعية إلى "اللحمة العربية والإسلامية والوقوف وقفة رجل واحد ضد القرار الاستفزازي".
ودعا مناضلو الحركة السلطات الجزائرية إلى التحرك دبلوماسياً وسياسياً ومنع هذه الخطوة، داعين إلى هبة شعبية للأمة العربية والإسلامية ضد القرار، مطالبين بإرجاع الاعتبار لمقدسات المسلمين.
على صعيد آخر انتقدت الحركة منع قوات الأمن الجزائرية أمس نواب البرلمان عن الحركة من الوصول إلى مقر السفارة الأميركية في العاصمة للاحتجاج على قرار ترامب.
من جانبها اعتبرت حركة الإصلاح الوطني قرار ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس الشريف "موقفاً عدوانياً ضد كل العرب والمسلمين والمسيحيين".
وقال بيان للحركة إنها "تدين بشدة الخطوة الاستفزازية للإدارة الأميركية، وبالموقف العدواني لرئيسها ترامب الذي يحاول عبثاً تغيير التاريخ بأثر رجعي ويريد تبديل الجغرافيا بمواقف سياسية استعدائية، تُبيّن انحيازه الكامل لكيان الاحتلال الغاشم، الذي فضحت ضَعفه ضربات المقاومة وانتفاضة السكاكين وأَرْدَتهُ الوحدة بين الفلسطينيين أرضاً".
من جانبها، وصفت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، اليوم الجمعة، في الجزائر العاصمة، قرار ترامب بـ"الاستفزازي"، معتبرة إياه "هجوماً صارخاً على الشعب الفلسطيني".
وقالت حنون، اليوم الجمعة، لدى افتتاح الندوة العالمية المفتوحة التاسعة للوفاق الدولي للعمال والشعوب ضد الحرب والاستغلال بالجزائر، إن الإدارة الأميركية قدمت، بهذا القرار، "خدمة كبيرة" كونها سمحت بتوحيد الفصائل الفلسطينية.
كذلك ثمّنت حنون "الموقف المتماسك للجزائر تجاه القضية الفلسطينية مقارنة بالدول الأخرى"، مؤكدة أهمية أن "ينسجم الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي".
كما شجب البرلمان الجزائري بغرفتيه قرار ترامب، وذلك من خلال بيان استنكر فيه بشدة هذا القرار وحذر من تداعياته الخطيرة على مسار التسوية السلمية للنزاع في إطار الشرعية الدولية.
وذكر أنه "في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي إلى خطوات تدفع بمسار السلام عبر تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وبالرغم من التعقيدات التي تطبع الطريق نحو إقرار نصوص ومواثيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفي هذا الوقت الحساس وبالغ الصعوبة والخطورة نُفاجأ بخطوة غير محسوبة العواقب وقرار متسرع لا يتوافق مع مسار حل النزاع وفق المبادئ المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة".
واعتبر البرلمان أن هذا القرار "خطوة تضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية وتدير الظهر للتطلعات المشروعة التي كافح ويكافح من أجلها الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه واغتصاب مقدساته".
وأضاف بيان البرلمان الجزائري أنه "أمام هذا الانزلاق الخطير، فإننا ندعو برلمانيي العالم وفي مقدمتهم ممثلو الشعب الأميركي في الكونغرس ومحبو السلام في كافة أرجاء المعمورة، وخاصة الدول العربية والإسلامية، إلى ضرورة التصدي لقرار الإدارة الأميركية المجحف ذي العواقب الوخيمة على الوضع في المنطقة".
وجدد البرلمان الجزائري "وقوفه الدائم والثابت في هذه اللحظات الصعبة إلى جانب الشعب الفلسطيني وتجنده المستمر من أجل أن يستعيد حقوقه المشروعة، في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".