تركّز وزارة الصحة التونسية جهودها الخاصة بالتصدّي لانتشار فيروس كورونا الجديد على الجانب الوقائي. وتعمل مختلف الجهات الصحية في البلاد على ذلك، بعد الاشتباه في حالات عديدة، في حين تماثل المصاب الأوّل والوحيد بـالفيروس للشفاء.
وأكّد المدير العام للرعاية الصحية الأساسية في الوزارة شكري حمودة لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، "تحسّن الوضع الصحي للمصاب البالغ من العمر 40 عاماً، بحسب ما أفادت التقارير الطبية، بعد تلقّيه العلاج المناسب في مستشفى سهلول بمحافظة سوسة (إلى جنوب العاصمة) حيث عُزل في غرفة خاصة". وعن سؤاله في ما يتعلق بالعلاج في ظلّ عدم توفّر عقاقير خاصة بالفيروس الجديد، يجيب حمودة أنّ "المصابين في كلّ دول العالم يخضعون إلى بروتوكول علاجي متّفق عليه من قبل الجمعيات العلمية ومنظمة الصحة العالمية"، مشدداً على "تقيّد تونس بهذا البروتوكول". ولفت حمودة إلى أنّ "العلاج يختلف من شخص إلى آخر، إذ يتعلّق بمدى قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه".
بالنسبة إلى وزارة الصحة، فإنّ تونس نجحت حتى الآن في حصر الفيروس عبر التقصّي المبكر عن الحالات المشتبه فيها ومراقبة المعابر الحدودية، علماً أنّ الأكثر تهديداً هم العائدون من بلدان أوروبية مجاورة، فالمصاب الأوّل كان في رحلة بحرية من إيطاليا. يُذكر أنّ التحاليل الطبية على كلّ العائدين إلى تونس على متن الرحلة نفسها أكّدت خلوّهم من الإصابات.
وفي هذا السياق، أوضحت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة في وزارة الصحة نصاف بن علية لـ"العربي الجديد" أنّ "جهوداً مبكرة قامت بها مصالح وزارة الصحة في مراقبة الحالات المشتبه فيها، مكّنتنا من منع الفيروس من التفشّي"، مشيرة إلى أنّ "الخطر محصور في الحالات التي قد تفد من الخارج". أضافت أنّ "وزارة الصحة تكثّف المراقبة على كل الوافدين من بؤر انتشار الفيروس، وثمّة امتثال من قبل التونسيين الآتين من وجهات أوروبية للعزل الذاتي".
تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة أعلنت انتهاء فترة الحجر الصحي الذاتي بالنسبة إلى 731 شخصاً وخلوّهم من المرض، في حين ما زال 1295 آخرين قيد الحجر. كذلك أكّدت البيانات الأخيرة أنّ 2026 شخصاً دخلوا إلى تونس من مناطق انتشر فيها فيروس كورونا، خضعوا إلى الفحص اللازم. وكانت الوزارة قد بيّنت أنّ تونس لم تسجّل حتى مساء أمس الجمعة إلا إصابة واحدة مؤّكدة مستوردة أُعلن عنها في الثاني من مارس/ آذار الجاري، مشدّدة على أنّ مصالحها المختصة تواصل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للترصّد والوقاية من فيروس كورونا الجديد في البلاد من خلال المتابعة المستمرّة لانتشار الفيروس حول العالم.