استقبل وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، اليوم السبت، نظيره الجزائري نور الدين بدوي، الذي يزور تونس للمشاركة في اللقاء المشترك الأول لولاة المناطق الحدودية بين تونس والجزائر، الذي سيختتم غداً الأحد بثكنة العوينة بالعاصمة.
وتناول اللقاء الذي جمع اليوم الوزيرين بمقر وزارة الداخلية العلاقات الثنائية بين البلدين وتنويع مجالات التعاون خاصة على مستوى الشريط الحدودي بين تونس والجزائر، في ما يتعلق بالأمن والتنمية والاستثمار ومجابهة الكوارث، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
والتقى بدوي رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، الذي دعا إلى مزيد من توثيق العلاقات وتنميتها وتذليل الصعوبات التي تقف حائلا دون تطويرها لما فيه مصلحة البلدين واستقرار المنطقة.
وكان ملف التعاون الأمني بين البلدين والتصدي للإرهاب ولكل أشكال الجريمة المنظمة، من بين المسائل التي تم تأكيد أهميتها خلال هذا اللقاء. وشدد السبسي على أولوية تنمية المناطق الحدودية بين البلدين، لضمان الاستقرار لسكان هذه المناطق وتحسين ظروفهم المعيشية، وتعزيز اليقظة الأمنية لديهم لمعاضدة جهود الدولة في مواجهة الإرهاب.
كما أشار السبسي إلى أهمية تنظيم أول اجتماع لولاة المناطق الحدودية بين البلدين كآلية لتعزيز وتنمية التعاون على الشريط الحدودي، موصياً بضرورة متابعة توصياتها وإدراجها كأولوية في خريطة التعاون الثنائي التونسي الجزائري.
بدوره، دعا وزير الداخلية الجزائري لإيجاد آلية للمحافظة على دورية هذا الاجتماع مرة كل سنة على الأقل تكون مناسبة لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتذليل الصعوبات التي تواجهه، معرباً عن ثقته في أن النتائج ستكون مثمرة وبنّاءة للجانبين.
وقال المحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن اللقاء يأتي في ظرف حساس تشهده المنطقة ككل، نظرا للوضع الأمني المتدهور في ليبيا وتنقلات الإرهابيين بين المناطق الحدودية، مبينا أن التنسيق بين وزارتي الداخلية التونسية والجزائرية قديم ولكنه اتخذ أبعادا جديدة بعد الثورة وبعد التحولات التي شهدتها ليبيا وأمام تضاعف العمليات الإرهابية التي جدت، وبخاصة على الحدود التونسية الجزائرية.
وأوضح الحناشي أنه، بالإضافة إلى هذه المعطيات، قد تكون هناك معطيات أخرى غير معلنة تتعلق ربما بمخاوف من حصول عمليات إرهابية في الجزائر، بحسب ما أفادت به تقارير أميركية، وهو ما يمثل خطرا إضافيا وجب التنسيق بخصوصه ورفع درجة اليقظة، مشيرا إلى أن ليبيا مثلت قاعدة للمجموعات العنيفة والإرهابية التي وجدت الأرضية الملائمة للاستقرار بها، ما جعل المخاوف تتعزز بخصوصها إلى جانب التهديدات التي تشكلها منطقة الصحراء على الأمن التونسي والجزائري، وهي الظرفية التي قد تكون وراء هذه الزيارة.
وأفاد الحناشي أن من بين الأسباب الأخرى التي يمكن أن تعزز مخاوف الجانب الجزائري، الوضع السياسي في تونس والتجاذبات التي جعلت المشهد غير مستقر، مبيناً أن التنسيق بين ولاة المناطق الحدودية الذين سيجتمعون لأول مرة أكثر من ضروري، لأن الحدود هي الفضاء الحيوي والمجال لتنقلات العناصر الإرهابيين، ومن خلالها يتسربون إلى المدن ويهربون من قبضة أعوان الأمن والجيش، فتشكل المناطق الحدودية بؤراً يختبئون فيها وفضاءات لتنقلاتهم ومنها يشنون عملياتهم الإرهابية، فتبقى اليقظة ضرورية والتنسيق مهم لمتابعة أي تحركات قد تشكل خطورة على الجزائر وتونس.