رحل أوّل أمس الكاتب المسرحي الأميركي تيرينس ماكنالي (1938-2020) إثر المضاعفات التي أدّت إلى مشكلات رئوية تسبّب بها فيروس كورونا المستجدّ، لتنتهي بذلك تجربة مسرحية امتدّت خمسة عقود كتب وأنتج خلالها عشرات المسرحيات، وكتَب كذلك المسرح الموسيقي للبرودواي، وحوّل العديد من الروايات العالمية الشهيرة إلى نصوص درامية، وحصل على العديد من الجوائز المرموقة.
وُلد في سان بطرسبرج في ولاية فلوريدا، حيث كان والداه يديران مطعماً على الشاطئ، ثمّ انتقلت العائلة إلى تكساس قبل أن ينتقل الراحل لمتابعة دراسته في "جامعة كولومبيا" في نيويورك، وهناك تعرّف على الكاتب المسرحي إدوارد ألبي ونشأت بينهما صداقة حميمة قوية.
كان موضوع ماكنالي الأساسي هو قضايا الحب والسعادة والتعاطف والهوية الجنسية، فهو كاتب بدأ بأسلوب كوميدي تهكّمي وانتهى إلى الكتابة بأسلوب متعاطف واعٍ يتزايد إدراكه للألم في قلب الإنسان والفجوات المرعبة بين الناس.
كانت أول مسرحية عُرضت لماكنالي هي "الأشياء التي تضيع في الليل"، عام 1964، ولم تلق الكثير من الترحاب وتعرّضت إلى النقد الشديد، لكن المسرحية التي أبرزته مخرجاً والتي بات يعرف من خلالها هي "قبلة المرأة العنكبوت"، وفيها قام بتحويل رواية مانويل بويغ إلى المسرح.
كذلك قدّم مسرحية "فرانكي وجوني في ضوء القمر"، و"إنها فقط مسرحية"، و"بجانب البحر، بجانب البحر، بجانب البحر الجميل"، وكتَب للأوبرا مسرحيات "السائر ميتاً"، و"طعام الحب"، وللمسرح الموسيقي "القمر المكتمل"، و"رجل بلا أهمية"، و"هنا حيث أنتمي".