وقال تيلرسون "في ما يخص التعاطي السعودي مع قطر، وكيفية إدارتهم حرب اليمن، والوضع في لبنان، أعتقد أن علينا تشجيعهم على أن يتخذوا قراراتهم بصورة مدروسة أكبر، وعلى أن يمعنوا النظر أكثر في هذه الإجراءات، وأن يأخذوا في الاعتبار كل العواقب، في رأيي".
ويعد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حليفا مقربا للولايات المتحدة، واستضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول زيارة خارجية له. كما تدعم واشنطن ولي العهد، محمد بن سلمان، في خططه للإصلاح الاقتصادي وجهود مكافحة الفساد. لكن ولي العهد الممسك عمليا بزمام الأمور شرع في سلسلة من مغامرات السياسة الخارجية الخطيرة والتي هددت الاستقرار الإقليمي، ما أثار حنق بعض حلفاء واشنطن وعقّد من أهداف السياسات الأميركية نفسها.
وهذا الأسبوع، ظهر الغضب الأميركي للعلن، مع طلب ترامب من السعودية إيقاف حصارها المفروض "فورا" على شحنات المساعدات الواردة لليمن، حيث تشن حملة عسكرية ضد الحوثيين.
وتصنف الأمم المتحدة الأزمة في اليمن بصفتها أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تقدر حاجة 17 مليون يمني للغذاء، يعاني 7 ملايين منهم خطر المجاعة فضلا عن وباء الكوليرا الذي قتل أكثر من 2000 شخص. وفرضت السعودية حصارا على مرافئ اليمن ومطار صنعاء بعد أن أطلق الحوثيون صاروخا باتجاه مطار الرياض في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت.
وكشف تيلرسون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، مزيداً من التفاصيل عن طلب ترامب إنهاء حصار اليمن. وقال تيلرسون "دعونا، والرئيس ترامب نفسه دعا هذا الأسبوع، إلى إنهاء الحصار على اليمن تماما وإعادة فتح كافة موانئها". وتابع أن فتح الموانئ اليمنية يجب أن يطبق "ليس فقط على المساعدات الإنسانية بل أيضا على الواردات التجارية، حيث إن 80 بالمئة من الغذاء يصل في شحنات تجارية. نطالب السعودية بالسماح بدخول" هذه الشحنات.
ويعتقد أن السعودية لعبت دورا في الأزمة السياسية الأخيرة في لبنان، التي بدأت بإعلان رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، استقالته عبر التلفزيون من الرياض. وعاد الحريري إلى منصبه، والتقاه تيلرسون الجمعة في باريس. ويعتقد أن ولي العهد السعودي ضغط عليه لتقديم استقالته كجزء من حملته ضد إيران وحليفها اللبناني "حزب الله"، المشارك في الائتلاف الحكومي في لبنان.
كما تعد السعودية المحرك الرئيسي للقطيعة الدبلوماسية الكبيرة التي أعلنتها في يونيو/ حزيران مع البحرين والإمارات ومصر ضد قطر. وأعلن تيلرسون دعمه لمساعي الكويت التوسط لحل الخلاف. وفرضت الدول الأربع على قطر حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.
(فرانس برس، العربي الجديد)