30 أكتوبر 2024
ثرثرة فوق دجلة
في بغداد، هذه الأيام، ثرثرة عالية النبرة، يشارك فيها من وضعتهم غفلة التاريخ على مقاعد نادي "النخبة" السياسية، من دون أن يكونوا مؤهلين لعضوية هذا النادي، لكن الفضل يعود إلى أميركا أو إيران، اللتين تتقاسمان حكم العراق منذ 2003. وهذه الثرثرة الفارغة على الرغم من علو نبرتها، فإن أهلنا في العراق الذين يحملون همومهم على ظهورهم، لا يتابعونها ولا يعبأون بها، وإنما يكتفون في مواجهتها بالصمت الذي يعرف أجدادنا أنه يغني عن أي كلام، وقد علمتهم تجربة السنوات العشر التي أعقبت الغزو الأميركي أن هذا النوع من الثرثرة ليس أكثر من الملهاة التي صورها شكسبير، في مسرحيته الذائعة الصيت "جعجة بلا طحن"! وبعض هذه الثرثرة نرصده هنا، لتسلية القارئ وإمتاعه، ليس إلا:
نوري المالكي: أهمية تشكيل حكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية، وتكون منسجمة.
إياد علاوي: نرفض الولاية الثالثة لأي شخصية سياسية.
أسامة النجيفي: طالبنا السيستاني بالتدخل، لاختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل.
إثيل النجفي: رفضنا اتحاد القوى السنية، لأنه يتهاون مع الولاية الثالثة.
مؤيد الطيب (التحالف الكردستاني): لن نتعامل مع مرشح دولة القانون.
علي حاتم سليمان (ثوار الأنبار): المالكي قاتل وجلاد، وحكومته فاسقة وطائفية.
سليم الجبوري (تحالف القوى الوطنية): من يقوّم من؟ الذي أعطى دماً في ساحة الشهادة، أم المقيم في فنادق الدرجة الممتازة ومنتجعات الدول المجاورة، يأكل لحم أهله، ويتاجر بقضاياهم.
ميسون الدملوجي (الوطنية): نرفض الولاية الثالثة، وندعو إلى جبهة وطنية.
حميد باقي (التحالف الكردستاني): التفرد بالسلطة سينتهي بالعراق إلى مستقبل مجهول.
لقاء وردي (العربية): يجب التعامل على أساس الدستور، وإلا فإن المشكلات ستبقى.
علاء مكي (الوطنية): حكومة الأغلبية السياسية سلاح ذو حدين، فمثلما تأتي بسهولة، يمكن أن تنهار بسهولة.
حبيب الطرفي (المواطن): لا يمكن تشكيل كتلة عابرة للطائفية.
صادق اللبان (دولة القانون): حكومة الأغلبية سوف تكون عابرة للطائفية.
إبراهيم المطلك (العربية): حكومة أغلبية مشروطة بمشاركة المكونات كافة.
عمار الحكيم: لا فرصة لنجاح حكومة الأغلبية السياسية، وإن تشكلت، ستكون ضعيفة وهزيلة، وقد تنهار.
مهدي الكربلائي (معتمد السيستاني): ضرورة إشراك جميع مكونات الشعب لطمأنة هذه المكونات بأنها غير مهمشة.
نوري المالكي: تصدير نفط كردستان من دون موافقة الحكومة الاتحادية أقرب إلى السرقة.
مفيد البلداوي (دولة القانون): ضرورة استجواب مسعود البرزاني، على خلفية تهريب النفط العراقي.
كوسرت رسول (نائب رئيس كردستان): الكرد جزء من الحل، ولسنا طرفاً في المشكلات.
مسعود البرزاني: لدى شعب كردستان خيارات إذا لم تنفذ مطاليبه.
محمد إحسان (الحزب الديمقراطي الكردستاني): خلال ثماني سنوات من عملي مع الحكومة الاتحادية، لم أشعر بوجود حكومة أو صدق في النيات، إنهم يعملون على مبدأ الانتقام والفساد المالي.
عمار الحكيم: التمثيل الحقيقي للمكونات هو الضمان الوحيد لإنتاج حكومة شرعية للعراق، ومن يخرج عن التحالف (الشيعي)، يخرج عن إجماع الساحة الأكبر.
عزيز العكيلي (المجلس الأعلى الإسلامي): العلاقة بين المجلس الأعلى والتحالف (الشيعي) زواج كاثوليكي.
الجعفري: تحالفنا لم يوزع الأموال، ولا الهدايا ولا التعيينات.
أسامة النجيفي: نريد حكومة وطنية، تعتمد على شراكة الأقوياء.
باقر الزبيدي (كتلة المواطن): الأساس مبدأ الكفاءة والنزاهة.
بالطبع، سوف تستمر الثرثرة فوق دجلة شهوراً، يتبادل من خلالها الساسة العراقيون حوار الطرشان، ولن يتم الاتفاق على اقتسام الكعكة، وتوزيع الحصص فيما بينهم، قبل أن يجلس وليا الأمر، الأميركي والإيراني، ليتفاهما على صيغة، يعترف كل منهما بمصالح الآخر في العراق، وتكون جزءاً من تفاهمات أكبر، قد تشمل سورية ولبنان، وكذا البرنامج النووي الإيراني.
وإلى أن يحين ذلك الوقت، فإن ثرثرة الساسة العراقيين سوف تستمر، وهي، على أية حال، لا تشبه ثرثرة أبطال رواية نجيب محفوظ "ثرثرة فوق النيل"، وليس هؤلاء كأولئك، فرواد عوامة محفوظ مثقفون مهمشون، يتحسسون معاناة مواطنيهم، ويبحثون لها عن نهاية، لكنهم يصطدمون بواقعهم المرير، ويشعرون بمحاصرة السلطة لهم. لذلك، يحاولون الهرب، ولا يجدون غير (العوامة) ملاذاً لهم، يتبادلون فيها همومهم، ويمارسون لعبة الانتشاء والخدر، فيما يتجاهل الساسة عندنا هموم مواطنيهم ومشكلات بلادهم، وهمهم الأول والأخير السلطة: كيفية المحافظة عليها، وكيفية البقاء على عرشها، وكيفية استغلالها والافادة منها، وهم على الرغم من خلافاتهم وهي صغيرة، ولا تمس الجوهر، فإن كل شيء في النهاية سيتم، وفق ما هو مرسوم.
وإذا كانت ثرثرة المثقفين المهزومين فوق النيل قد شكلت نبوءة موجعة بهزيمة يونيو/حزيران 1967، فإن ثرثرة رجال السياسة فوق دجلة تنبئ بخراب العراق وانهياره. وإذا لم يتدارك عقلاؤه الأمر، وإذا لم يظهر فيه من يمتلك من الحكمة والخبرة والمراس والشجاعة ما يؤهله لأن يعلق الجرس، فإن القادم سيكون أسوأ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
نوري المالكي: أهمية تشكيل حكومة تتجاوز عقد المرحلة الماضية، وتكون منسجمة.
إياد علاوي: نرفض الولاية الثالثة لأي شخصية سياسية.
أسامة النجيفي: طالبنا السيستاني بالتدخل، لاختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل.
إثيل النجفي: رفضنا اتحاد القوى السنية، لأنه يتهاون مع الولاية الثالثة.
مؤيد الطيب (التحالف الكردستاني): لن نتعامل مع مرشح دولة القانون.
علي حاتم سليمان (ثوار الأنبار): المالكي قاتل وجلاد، وحكومته فاسقة وطائفية.
سليم الجبوري (تحالف القوى الوطنية): من يقوّم من؟ الذي أعطى دماً في ساحة الشهادة، أم المقيم في فنادق الدرجة الممتازة ومنتجعات الدول المجاورة، يأكل لحم أهله، ويتاجر بقضاياهم.
ميسون الدملوجي (الوطنية): نرفض الولاية الثالثة، وندعو إلى جبهة وطنية.
حميد باقي (التحالف الكردستاني): التفرد بالسلطة سينتهي بالعراق إلى مستقبل مجهول.
لقاء وردي (العربية): يجب التعامل على أساس الدستور، وإلا فإن المشكلات ستبقى.
علاء مكي (الوطنية): حكومة الأغلبية السياسية سلاح ذو حدين، فمثلما تأتي بسهولة، يمكن أن تنهار بسهولة.
حبيب الطرفي (المواطن): لا يمكن تشكيل كتلة عابرة للطائفية.
صادق اللبان (دولة القانون): حكومة الأغلبية سوف تكون عابرة للطائفية.
إبراهيم المطلك (العربية): حكومة أغلبية مشروطة بمشاركة المكونات كافة.
عمار الحكيم: لا فرصة لنجاح حكومة الأغلبية السياسية، وإن تشكلت، ستكون ضعيفة وهزيلة، وقد تنهار.
مهدي الكربلائي (معتمد السيستاني): ضرورة إشراك جميع مكونات الشعب لطمأنة هذه المكونات بأنها غير مهمشة.
نوري المالكي: تصدير نفط كردستان من دون موافقة الحكومة الاتحادية أقرب إلى السرقة.
مفيد البلداوي (دولة القانون): ضرورة استجواب مسعود البرزاني، على خلفية تهريب النفط العراقي.
كوسرت رسول (نائب رئيس كردستان): الكرد جزء من الحل، ولسنا طرفاً في المشكلات.
مسعود البرزاني: لدى شعب كردستان خيارات إذا لم تنفذ مطاليبه.
محمد إحسان (الحزب الديمقراطي الكردستاني): خلال ثماني سنوات من عملي مع الحكومة الاتحادية، لم أشعر بوجود حكومة أو صدق في النيات، إنهم يعملون على مبدأ الانتقام والفساد المالي.
عمار الحكيم: التمثيل الحقيقي للمكونات هو الضمان الوحيد لإنتاج حكومة شرعية للعراق، ومن يخرج عن التحالف (الشيعي)، يخرج عن إجماع الساحة الأكبر.
عزيز العكيلي (المجلس الأعلى الإسلامي): العلاقة بين المجلس الأعلى والتحالف (الشيعي) زواج كاثوليكي.
الجعفري: تحالفنا لم يوزع الأموال، ولا الهدايا ولا التعيينات.
أسامة النجيفي: نريد حكومة وطنية، تعتمد على شراكة الأقوياء.
باقر الزبيدي (كتلة المواطن): الأساس مبدأ الكفاءة والنزاهة.
بالطبع، سوف تستمر الثرثرة فوق دجلة شهوراً، يتبادل من خلالها الساسة العراقيون حوار الطرشان، ولن يتم الاتفاق على اقتسام الكعكة، وتوزيع الحصص فيما بينهم، قبل أن يجلس وليا الأمر، الأميركي والإيراني، ليتفاهما على صيغة، يعترف كل منهما بمصالح الآخر في العراق، وتكون جزءاً من تفاهمات أكبر، قد تشمل سورية ولبنان، وكذا البرنامج النووي الإيراني.
وإلى أن يحين ذلك الوقت، فإن ثرثرة الساسة العراقيين سوف تستمر، وهي، على أية حال، لا تشبه ثرثرة أبطال رواية نجيب محفوظ "ثرثرة فوق النيل"، وليس هؤلاء كأولئك، فرواد عوامة محفوظ مثقفون مهمشون، يتحسسون معاناة مواطنيهم، ويبحثون لها عن نهاية، لكنهم يصطدمون بواقعهم المرير، ويشعرون بمحاصرة السلطة لهم. لذلك، يحاولون الهرب، ولا يجدون غير (العوامة) ملاذاً لهم، يتبادلون فيها همومهم، ويمارسون لعبة الانتشاء والخدر، فيما يتجاهل الساسة عندنا هموم مواطنيهم ومشكلات بلادهم، وهمهم الأول والأخير السلطة: كيفية المحافظة عليها، وكيفية البقاء على عرشها، وكيفية استغلالها والافادة منها، وهم على الرغم من خلافاتهم وهي صغيرة، ولا تمس الجوهر، فإن كل شيء في النهاية سيتم، وفق ما هو مرسوم.
وإذا كانت ثرثرة المثقفين المهزومين فوق النيل قد شكلت نبوءة موجعة بهزيمة يونيو/حزيران 1967، فإن ثرثرة رجال السياسة فوق دجلة تنبئ بخراب العراق وانهياره. وإذا لم يتدارك عقلاؤه الأمر، وإذا لم يظهر فيه من يمتلك من الحكمة والخبرة والمراس والشجاعة ما يؤهله لأن يعلق الجرس، فإن القادم سيكون أسوأ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.