12 مارس 2018
ثقافة المجتمعات وسلوك الإنسان
سامي البريم (فلسطين)
سرعان ما تسود عوامل الهدم في المجتمعات التي يتولد فيها الإحباط والتعقيد الثقافي، وعدم التوافق بين الفرد والثقافة التي يعيش فيها، وعدم تطابق شخصيته مع النمط الثقافي، وعدم تطابق السلوك مع الأوضاع الثقافية المتغيّرة، وعدم إمكان الفرد مجاراة المستوى الثقافي السائد والإتجاهات الجديدة. لذا يمكن القول إنّ ثقافة أيّ مجتمع بأكمله قد تتحول، من خلال ذلك، إلى ثقافة مريضة، فالعوامل الحضارية والاتجاهات الثقافية المتغيرة تمثل عوامل مهمة في إنتاج الثقافة المريضة لأي مجتمع، مهما تعددت الأسباب. فاليوم تدل شواهد على أنّ الثقافة المريضة تميل إلى الانتشار في المجتمعات المتحضرة أكثر من المجتمعات البدائية.
الثقافة المريضة، التطور الحضاري السريع، التصادم بين الثقافات، من شأن ذلك كله أن يؤدي إلى إحداث خلل في الثقافة، عدم توافق الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يجعل الإنسان مخالفا في قيمه واتجاهاته، وأن يصبح منحرفاً عن السلوك العام.
أما إذا أردنا الحديث عن طبيعة المجتمع الغزي، فإنّه يواجه مشكلة خطيرة يكاد، من خلالها، أن يتحول إلى مجتمع مريض بشكل عام، بسبب سوء التوافق الداخلي والانقسام الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي الذي يحول دون إشباع حاجات الأفراد، والذي يتبع سياسة الحرمان والقهر، وعدم تمتع الفرد بأبسط حقوقه، وتوليد الإحباطات والصراعات التي تجعل الإنسان مختلفاً ويشعر فيها بعدم الأمان.
ومن هنا، يسود الشك في الآخرين، وتكثر المشكلات التي تكنها جماعة ما كالألم والكراهية والحقد لجماعة أخرى، وهذا يمر عبر تجارب نفسية اجتماعية مؤلمة، نتيجة التفاعل الاجتماعي غير السليم، وأكثر ما تواجهه بعض المجتمعات هو مشكلة الأقليات التي توجد فيها الاتجاهات الاجتماعية السالبة، والتعصب ضد جماعة الأقلية التي ينتمي إليها الفرد، مع الشعور بالنقص ونظام العنصرية الذي يميّز الإنسان، بسبب لونه وجنسه ومستواه الاجتماعي والمهني والاقتصادي، وهذا ما أدى إلى تدهور نظام القيم والاتجاهات في بعض المجتمعات العربية.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ الثقافة تؤثر على سلوك الإنسان، وهي نسيج متشابك من المعارف والمعتقدات والاتجاهات والقيم الاخلاقية والعادات والتقاليد والفنون والتشريعات القانونية الأساسية. وهناك قيم مادية وغير مادية، يتم إكسابها لأفراد المجتمع، فالثقافة تؤثر على مواقف وأنماط سلوك الأفراد بشكل متدرج، من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية التي يمر بها، والتي تبدأ منذ مراحل الطفولة الأولى وحتى النهاية، وغالباً ما تحدّد أسلوب الأفراد وسلوكياتهم في المجتمعات، فبإمكانها التنبؤ بما يمكن أن يتصرف به فرد معين، ينتمي إلى ثقافة معينة، لأنّ الثقافة هي التي تحتم عليه أسلوباً معينا تجاه كل مشكلة من المشاكل التي تواجهه. وبالتالي، تحدّد التصرف الفردي والجماعي في إطار محدد.
وهنا، يتفق عدد كبير من علماء الإنسان على أنّ ثقافة أي مجتمع تتميز بالتكامل والترابط في الصيغة التي تجمعها، وتلك الصيغة تتمثل في مجموعة من القيم والاتجاهات في سلوك الافراد، وكل من يخرج عن تلك القيم والاتجاهات التي نشأ من خلالها يعتبر شخصاً منحرفاً.
الثقافة المريضة، التطور الحضاري السريع، التصادم بين الثقافات، من شأن ذلك كله أن يؤدي إلى إحداث خلل في الثقافة، عدم توافق الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يجعل الإنسان مخالفا في قيمه واتجاهاته، وأن يصبح منحرفاً عن السلوك العام.
أما إذا أردنا الحديث عن طبيعة المجتمع الغزي، فإنّه يواجه مشكلة خطيرة يكاد، من خلالها، أن يتحول إلى مجتمع مريض بشكل عام، بسبب سوء التوافق الداخلي والانقسام الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي الذي يحول دون إشباع حاجات الأفراد، والذي يتبع سياسة الحرمان والقهر، وعدم تمتع الفرد بأبسط حقوقه، وتوليد الإحباطات والصراعات التي تجعل الإنسان مختلفاً ويشعر فيها بعدم الأمان.
ومن هنا، يسود الشك في الآخرين، وتكثر المشكلات التي تكنها جماعة ما كالألم والكراهية والحقد لجماعة أخرى، وهذا يمر عبر تجارب نفسية اجتماعية مؤلمة، نتيجة التفاعل الاجتماعي غير السليم، وأكثر ما تواجهه بعض المجتمعات هو مشكلة الأقليات التي توجد فيها الاتجاهات الاجتماعية السالبة، والتعصب ضد جماعة الأقلية التي ينتمي إليها الفرد، مع الشعور بالنقص ونظام العنصرية الذي يميّز الإنسان، بسبب لونه وجنسه ومستواه الاجتماعي والمهني والاقتصادي، وهذا ما أدى إلى تدهور نظام القيم والاتجاهات في بعض المجتمعات العربية.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ الثقافة تؤثر على سلوك الإنسان، وهي نسيج متشابك من المعارف والمعتقدات والاتجاهات والقيم الاخلاقية والعادات والتقاليد والفنون والتشريعات القانونية الأساسية. وهناك قيم مادية وغير مادية، يتم إكسابها لأفراد المجتمع، فالثقافة تؤثر على مواقف وأنماط سلوك الأفراد بشكل متدرج، من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية التي يمر بها، والتي تبدأ منذ مراحل الطفولة الأولى وحتى النهاية، وغالباً ما تحدّد أسلوب الأفراد وسلوكياتهم في المجتمعات، فبإمكانها التنبؤ بما يمكن أن يتصرف به فرد معين، ينتمي إلى ثقافة معينة، لأنّ الثقافة هي التي تحتم عليه أسلوباً معينا تجاه كل مشكلة من المشاكل التي تواجهه. وبالتالي، تحدّد التصرف الفردي والجماعي في إطار محدد.
وهنا، يتفق عدد كبير من علماء الإنسان على أنّ ثقافة أي مجتمع تتميز بالتكامل والترابط في الصيغة التي تجمعها، وتلك الصيغة تتمثل في مجموعة من القيم والاتجاهات في سلوك الافراد، وكل من يخرج عن تلك القيم والاتجاهات التي نشأ من خلالها يعتبر شخصاً منحرفاً.