أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه، اليوم الأحد، أن ثلث الفرنسيين مستعدون للتصويت لصالح زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، مارين لوبان، في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017، في حال رشحت نفسها.
وعكس هذا الاستطلاع، الشعبية المتصاعدة التي باتت تتمتع بها لوبان في أوساط الناخبين الفرنسيين منذ أربع سنوات، بعد تبوئها منصب رئيسة للحزب اليميني المتطرف مكان أبيها جون ماري لوبان، الذي دخلت معه في صراع عائلي وحزبي عنيف، ونجحت في إبعاده عن أجهزة الحزب الذي كان واحدا من أهم مؤسسيه، مطلع سبعينيات القرن الماضي.
كما أظهر هذا الاستطلاع، بروز شعبية مارين لوبان في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاما، بنسبة 42 في المائة، في حين بلغت هذه النسبة 47 في المائة، في أوساط العمال.
وكانت مارين لوبان كسبت نسبة 18 في المائة من الأصوات في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012، لكنها فشلت في المرور إلى الدور الثاني، وهي الانتخابات التي فاز فيها فرانسوا هولاند بعد مروره إلى الدور الثاني مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.
ورغم الصراع الذي انخرطت فيه لوبان ضد أبيها والصخب الإعلامي الذي رافقه لم تتأثر شعبية مارين لوبان، بل إنها تزايدت بفضل أزمة اللاجئين الأخيرة.
هذه الأزمة، جعلت منها لوبان موضوعا أساسيا في تصريحاتها وطلعاتها الإعلامية، حيث تطالب بالوقف الفوري لاستقبال اللاجئين، وطرد المهاجرين الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة، ووقف منح اللجوء السياسي لأيّ كان.
وكانت مارين لوبان أثارت جدلا كبيرا في الساحة السياسية الفرنسية، عندما هاجمت بعنف الرئيس فرانسوا هولاند، الأربعاء الماضي، بعد إلقائه خطابا في البرلمان الأوروبي، رفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووصفته في مداخلتها بمنصة البرلمان كزعيمة للفريق اليميني المتطرف في البرلمان الأوروبي.
وقالت عن هولاند إنه "دون مستوى منصب الرئاسة، وإنه مجرد نائب لميركل وتابع للسياسة الألمانية"، خاصة فيما يتعلق بإدارة أزمة اللاجئين، وبدأت كلمتها بأسلوب تهكمي متوجهة إلى المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي، قائلة "شكراً السيدة ميركل، على مجيئك للبرلمان الأوروبي برفقة نائبكِ المكلف بإدارة المحافظة الفرنسية".
اقرأ أيضاً:قضية اللاجئين تعيد ترتيب عقارب البوصلة السياسية الفرنسية