المكاشفة الاستثنائية خلال الأحاديث الجانبية لا تحضر عندما يجلس أي رئيس وزراء سابق أو مسؤول سابق على المنصة للحديث عن مستقبل المملكة التي تعاني بحكم الجغرافية أوضاعاً سياسية صعبة، أصعب منها الأوضاع الاقتصادية التي باتت تثير الذعر وليس القلق فقط.
من على المنصة يُسهبون في الحديث عن عوامل القوة التي تتمتع فيها المملكة ويعددونها بحكمة قيادتها ووعي مواطنيها وقوة جيشها وأجهزتها الأمنية كضمانة لتجاوز الصعوبات والتحديات، وهي مرتكزات القوة التي يكررها الملك الأردني عبد الله الثاني في خطاباته، من دون أن يذكر حكمة القيادة التي يضيفونها هم كمرتكز رابع.
يخشى المسؤولون الأردنيون، الذين يعينون بحكم التجارب التاريخية لتنفيذ مهام محددة، الخروج عن الخط المرسوم لهم والذي كلف الأقلية التي تجاوزته مناصبها وبددت أحلامها بالعودة إليها أو إلى غيرها. كما يخشون من الاعتراف بأخطائهم بعد الخروج من السلطة ومكاشفة المواطنين بحقيقة الأوضاع. وفي حال حدثت المكاشفة فإنها تأتي في سياق تهيئة المواطنين إلى الأسوأ الذي ينتظرهم، وليس في سياق تعديل النهج الذي قاد البلاد إلى مستنقع المشكلات.
اليوم لا يمتلك الأردن خياراته بعدما رهنها جميعاً بين ثنائية المزارع وصانع الفخار، فالدول التي يعول عليها لإنقاذ اقتصاده مشغولة بإنقاذ اقتصادياتها، ومواصلته الاقتراض من صندوق النقد الدولي لإسعاف اقتصاده تفرض تحديات لا يمكن التنبؤ بنتائجها مستقبلاً. قد تكون النجاة بمكاشفة حقيقية تقود إلى تغيير جذري ينهي ثنائية المزارع والفواخرجي.