يحدث عادة أنّ فستاناً مميّزاً صادراً عن دار أزياء عالمية أو من عمل مصمّم مشهور بأزيائه الفريدة، يثير إعجاب متابعي الموضة في العالم ويبهر المهتمين بها ويشدّ انتباه الإعلام.
لكن ما أحدث ضجّة هذه المرّة ليس موديلاً أو تصميم فستان، بل لون فستان حيّر الملايين، من بينهم خبراء في الألوان وفي طبّ العيون، لم يعرفوا "سرّ" تغيير اللون، حول الشاشات من أقصى الكوكب إلى أقصاه. فهي خدعة بصرية عابرة للقارات، والأرجح أنّها غير مقصودة.
بدأ الجدال بين صديقتين حول لون الفستان الذي اشترته إحداهما لحضور حفل زفاف صديقتها، ثم انتشر الجدال على مواقع التواصل الاجتماعي ليصير "حديث العالم"، بعدما أرسلت مستخدمة عبر تويتر في اسكتلندا صورة الفستان الذي اشترته من أجل حضور حفل زفاف صديقتها، وانهمرت التعليقات.
فورا شدّ انتباه المغرّدين الذين احتاروا في تحديد لونه، كما شارك المشاهير الأجانب في محاولة تحديد اللون وتقديم تفسيرات. فنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان رأته باللونين الأبيض والذهبي، وزوجها كانيي ويست والمغنية تايلور سويفت رأياه باللونين الأزرق والأسود... وسط اعتقاد بأنّها خدعة بصرية مدبّرة.
ولم يتوقف الجدال على تحديد اللون وإنما على تفسير ما يحدث، حيث قدم بعض المغرّدين تفسيراً علمياً لما يحدث. إذ أشاروا إلى أنّ الدماغ البشري يعمل على تفسير الألوان وفقاً لمحيطها، فهناك من يرى الإضاءة ساطعة في الغرفة، بالتالي فإنّ دماغه يفسّر ما تراه عينيه على أنّه باللونين الأبيض والذهبي، واللون الأبيض مائل إلى الزرقة بسبب تلك الإضاءة.
ويذهب رأي آخر إلى أنّ الفستان باللونين الأزرق والأسود، وذلك لأنّ دماغه الرائي يفسّر أنّ البيئة المحيطة بالفستان تتميّز بإضاءة خفيفة، ما يجعل لون الفستان يبدو قاتماً..
طبيب العيون اللبناني الدكتور فيصل عوّاد شرح لـ "العربي الجديد" أنّه رأى الفستان باللونين الذهبي والأبيض "في حين قالت بعض الأخبار إنّه مزيج من اللونين الأسود والأزرق ولأكون دقيقاً رأيتها باللونين النحاسيّ والأبيض، كذلك زوجتي وأصدقائي".
وأوضح أكثر: "هذه تندرج في إطار مزج الألوان لأنّه من اللون نفسه نجد أطيافاً متعدّدة، هناك آلاف الأطياف من اللون الواحد، هناك الأسود الفاتح، والداكن والقاتم... ومن الأزرق هناك آلاف الأطياف. وربّما انعكاس اللونين يؤثر ويعطي هذا الشكل غير المحدّد".
واستطرد الدكتور عوّاد الذي أعجبته هذه اللعبة: "إذا سلّطنا لون إضاءة أبيض (فلوريسّون) فسنرى اللون النحاسيّ الباهت، وليس اللامع، مع الأبيض، وإذا سلّطنا لون الشمس الأصفر فسنرى اللونين الذهبي اللامع مع الأبيض، وإذا كانت الشاشة في العتمة فسنرى اللونين الرمادي مع الأزرق السماوي، وإذا أطفأنا كلّ شيء فسنرى الأسود القاتم وهو لون العتمة".
وخلص إلى أنّه ليس سوى "مزج ألوان تتغيّر كيفية رؤيته من قبل العين بتغيّر الإنارة. ففي الضوء الأصفر العادي سنراه باللونين الأزرق السماوي الفاتح والبرونزي، في حين أنّ الإضاءة البيضاء (فلوريسّون أو ليد) ستجعلنا نراه باللونين الأبيض والذهبي".
وأكّد أنّ "هذا ليس أمراً خارقاً للطبيعة، بل هو صدفة"، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر هذه الصدفة التي هي خدعة غير مقصودة.