ثورة dubsmash الساخرة لم ترحم أحدا!

04 فبراير 2015
+ الخط -
بعد فترة من تربُّع صور "سيلفي" على عرش اهتمام مستخدمي مواقع التواصل، والتي احتلت صدارة الملفات الشخصية لأغلب حساباتهم على "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستاغرام"، انتقل "الجنون" إلى موقع dubsmash. 

بسرعة كبيرة، اجتاح تطبيق dubsmash، العالم بشكل عام، ومصر بشكل خاص. فانتشرت الحمى بين المستخدمين المصريين، ليصل الأمر إلى تأسيس صفحات خاصّة بالتطبيق لمصر فقط، نُشر عليها أبرز الفيديوهات التي مثّلها مصريون. 

وتطبيق dubsmash، المتوفر بشكل مجاني على أسواق "غوغل بلاي" و"آبل ستور"، يسمح للمستخدمين بالتقاط مقاطع فيديو ساخرة وطريفة، يلعب فيها المستخدم دور أحد أبطال الأفلام الكوميدية، أو الأغاني الشهيرة، على خلفية مقاطع صوتية، ينتقيها المستخدم من قائمة طويلة من المقاطع الشهيرة التي يوفرها التطبيق، والتي تألفها أذن المتابع، وذلك اعتماداً على مبدأ الدبلجة. إذ يُصوّر المستخدم نفسه وهو يُحرك شفاهه مع الصوت، ولكنّ الصوت الحقيقي مقتطف من مشهد أو خطاب أو أغنية.

ورأى البعض في التطبيق وسيلةً للترفيه في ظلّ كُلّ الأخبار السيئة الآتية من مصر والعالم. فيما اعتبر البعض الآخر الموضوع فرصةً ذهبية للسخرية والتنكيت على خصومهم السياسيين، أو مشاهير برامج "التوك شو"، وحتى لتقليد مقاطع يحبونها في المسرحيات والأفلام وغيرها. 

وحازت مقاطع الفيديو الخاصة بهم عدداً من المشاهدات الضخمة، ويتقدمهم المحامي المثير للجدل مرتضى منصور، وأحمد شوبير، وتوفيق عكاشة، وأحمد موسى، حتى السياسيين لم يسلموا من السخرية، وأبرزهم الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس المعزول محمد مرسي.
وأطلق المستخدمون عدة صفحات وحسابات تحمل نفس الاسم، لتكون منصة لعدة فعاليات للتباري في إظهار المواهب، وأكثر الفيديوهات مشاهدة، خاصةً على "يوتيوب". ولوحظ أن أكثر الفيديوهات مشاهدة، هي الخاصة بالفتيات الجميلات، أو تلك المثيرة للجدل. وكان الفيديو الخاص بالأغنية الشعبية "عمو حمادة" نجم الصفحات والحسابات المروجة للتطبيق. وأطلق البعض وسماً (هاشتاغ) بنفس الاسم، وصل إلى لائحة الأكثر تداولاً على موقع "تويتر".

مواقع الأخبار، خاصة المصرية اهتمت بـ dubsmash، واعتبرته مادة خصبة لجذب الزوار، وتحقيق عدد زيارات كبير لمواقعها، عبر جذبهم من مواقع التواصل، ونشرت مقاطع الفيديو بشكل مكثف. أما برامج "التوك شو"، فهي الأخرى اهتمت بالنجم الجديد، وأفردت له بعض البرامج وقتا، في محاولة منها لتحليل الظاهرة، وأسباب إقبال الشباب، واستضافت المختصين في مواقع التواصل وعرضت العديد من الفيديوهات، طلبًا لتحقيق مشاهدات كبيرة على مواقع التواصل.

أما مستخدمو مواقع التواصل، فلم يكتفوا بصنع فيديوهات ونشر أخرى، بل سخروا منها أيضاً. وقالت إحداهن: "أنا متفاجئة جدا والله، أمي بتشيّر حاجات من دابسماش وتكتب هههههه... خايفة أصحى ألقيها عملت واحد ونزلته والله". وعلى المعترضين على التطبيق وسخرية الناشطين، رد أحدهم: "أنا متغاظ من الناس اللي بتتريق على دابسماش وخلاص، يا سيدي مش عجبك متتفرجش، بس فيه فيديوهات كتير بتضحك فعلا، والناس دمها خفيف". وقال آخر: "هو ليه الواحد ما جتلوش فكرة دابسماش وطلع منها فلوس؟".
المساهمون