ثيودور فونتانه.. 200 عاماً على ميلاد روائي الواقعية الألمانية

30 ديسمبر 2019
(ثيودور فونتانه، Getty)
+ الخط -
لم تتحوّل ألمانيا إلى الصناعة قبل ثلاثينيات القرن التاسع عشر متخلّفة بذلك على فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، وبذلك ظلّت الحياة الريفية وقيمها مهيمنة على المجتمع إلى فترة متأخرة، ما انعكس بشكل كبير على الأدب والرواية بشكل خاص، والتي لم تغادر عوالم الطبيعة حتى نهاية القرن ذاته.

تركّزت أعمال ثيودور فونتانه، الملقّب بـ"تشارلز ديكنز ألمانيا"، على الحياة اليومية التي يعيشها القرويين ومكائدهم، وتجمع الصيادين على البحار وتجارتهم، والعديد من القصص المرتبطة بحروب القارة الأوروبية التي تركت أثرها على بلاده ومنها معارك نابليون وحرب السنوات السبع، إلى جانب حكايات أمراء المقاطعات وحياتهم خلف قلاعهم.

حتى الخامس من الشهر المقبل، تُختتم الفعاليات التي أقيمت في برلين حيث يقع قبر الروائي الألماني (1819 -1898)، وفي مسقط رأسه في بلدة نوروبين التابعة لمقاطعة براندنبورغ، وفي مدن أخرى، بمناسبة مرور مئتي عام على مولده، وتضمّنت معارض توثيقية ومحاضرات وندوات وزيارات تعريفية.

فونتاته الذي يعتبر أحد روّاد الواقعية في الأدب الألماني لعائلة هاجرت من فرنسا وامتهنت التجارة، حيث عمِل في متجر والده قبل أن ينتقل إلى العمل في كلية الصيدلة ثم في العمل الصحافي، حيث نشر أولى مقالاته في "جريدة لايبزيغ" وبدأ يترجم نصوصاً لشكسبير، ثم أصدر روايته الأولى عام 1839 بعنوان "حب الإخوة".

عمِل مراسلاً صحفياً في لندن حيث كتب العديد من من المقالات التي عرّفت الألمان بجديد الحركات الأدبية والفنية في إنكلترا وكتب رحلات عن مدنها ومدن أسكتلندا أيضاً، ثم محرراً لأخبار الحروب التي خاضتها ألمانيا ضدّ فرنسا والدنمارك، حيث قبضت عليه القوات الفرنسية متهمة إياه بالجاسوسية قبل أن ينجو من الحكم عليه بالإعدام، وبعد عام 1870عمل ناقداً مسرحياً في "جريدة فوس" في برلين.

لم يستطع فونتاته العيش من أدبه حتى عام 1894 حين نشر روايته الشهيرة "إيفي بريست" التي نقلت إلى لغات عديدة منها العربية، وتستند إلى قصة حقيقية عاشتها البارونة إليزابيث فون آردينه التي كانت محطّ الأنظار في ثمانينيات القرن التاسع عشر بسبب علاقتها الغرامية خارج مؤسسة الزواج.

نجح في هذه الرواية من تصوير الصراع الذي يعيشه المرء مع القيود الاجتماعية الصارمة في تلك المرحلة التاريخية، حيث تجد بطلة العمل في الجنرال فون كرامبس ما لم تجده في زوجها الذي ارتبطت به من خلال زواج تقليدي وهي في السابعة عشرةـ لتنتهي حياتها إلى مأسأة وتتركها أسرتها ويتخلّى عنها محيطها والمجتمع إلى أن تموت في شقة صغيرة قبل أن تصل الثلاثين.

يُختتم برنامج الاحتفالية بمعرض يقام حالياً في "متحف ماركيزش" في برلين، ويحتوي أعماله وبعض مسوداتها الأصلية التي كتبها في العاصمة الألمانية حيث عاش فيها قرابة ستين عاماً، إضافة إلى صور فوتوغرافية للكثير من الأمكنة التي كتب عنها أو عاش فيها.

دلالات