كان السلطان، الظاهر برقوق، أول سلاطين دولة المماليك الجراكسة (البرجية) التي استمرت حتى عام 1517م. وهو الذي قدم من القوقاز إلى القاهرة مملوكاً في سنّ العشرين، ثم أعتقه سيده يلبغا. وكان برقوق قد تدرج في المناصب العسكرية حتى استطاع فرض سيطرته على الحكم سنة 1382م وهو في الثانية والأربعين من عمره. ليستمر في سلطانه مشهوراً بذكائه وعدله حتى وفاته سنة 1399م.
وتعد منشآت السلطان برقوق المعمارية في شارع المعز لدين الله الفاطمي بالجمالية، وفي قرافة المماليك أيضاً، من أجمل مفردات العمارة المملوكية بالقاهرة، كما أنها تعد أول منشآت عصر المماليك البرجية. وتتكون المجموعة من جامع ومدرسة وقبة وخانقاه. وكان موقع الجامع بشارع المعز قد اختير مكان مبنى يُسمَّى "خان الزكاة".
قام كبير مهندسي العصر المملوكي، أحمد بن الطولوني، بتصميم الجامع على نظام المدارس، وقد كان في عمله مستجيباً لرغبة السلطان برقوق في أن يكون المسجد جامعاً لتدريس المذاهب الأربعة. كما تفنن ابن الطولوني بشكل مبهر في عملية زخرفة هذا الجامع وتزيينه حتى غدا تحفة فنية خالدة تميز هذا الجامع عن غيره. وكان السلطان برقوق قد تزوج من أخت كبير المهندسين أحمد بن الطولوني، ثم طلقها وتزوج ابنته حتى لا يجمع زوجة على عمتها، لحرمة ذلك.
يتكون الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات وفق تخطيط متعامد. أكبرها إيوان القبلة الذي يتكون من ثلاثة أروقة ذات زخارف رائعة. حيث الأوسط منها ذو سقف مستوٍ ونقوش مذهبة، ومفصول عن القسمين الآخرين بصفين من الأعمدة. كما أن الجدران مكسوة بوزرة من الرخام الملون، يتوسط القسم الأوسط محراب رخامي مطعم بالصدف الملون. ويوجد في في هذه المنطقة منبر، ليس هو الأصلي الذي فقد مبكراً، ولكنه منبر آخر يعود لعصر السلطان سيف الدين جقمق (1373 - 1453).
الإيوان الغربي هو أكبر الإيوانات الثلاثة الأخرى التي تغطيها قبوات معقودة، وفيها أبواب متعددة، وتشرف الإيوانات هذه على صحن الجامع، وعلى طرازها الأعلى كتبت آيات قرآنية، ودوّن في نهايتها تاريخ الفراغ من بناء هذا المسجد 788 هجرية.
وأرض الصحن مفروشة بالرخام الأبيض، وفيه أشرطة من الرخام الأسود، وفي وسط الصحن توجد فسقية ذات قبة محمولة على أعمدة رخامية، مدون عليها تاريخ تجديدها سنة 1892م. وتشبه بوابة المسجد بوابات مساجد أخرى مثل مسجد السلطان قلاوون، فهو مكسو بصفائح من النحاس ذات الشكل الهندسي، وقد كتب عليه اسم صاحب الجامع وتاريخ بنائه. لكن الباب يفضي إلى ممر منكسر مليء بالزخارف والأشكال الهندسية وينتهي بعد عدة أمتار إلى صحن الجامع.
أما منارة المسجد الوحيدة فتوجد فى الجهة البحرية من الواجهة، وهي منارة ضخمة مكونة من ثلاث طبقات مثمنة، فيها العديد من الحلي الرخامية في المنطقة الوسطى، وإلى جوار المنارة القبة، التي تحيط بها من أسفل ثلاثة صفوف من المقرنصات. فيما تظهر على واجهة المسجد صفوف من المقرنصات بينها صفان من النوافذ ذات الزجاج الملون.
ويختلف مسجد السلطان برقوق القائم في شارع المعز، عن ذلك المسجد القائم في قرافة المماليك التي توجد ناحية قبة الإمام الشافعي حتي سفح المقطم. ويسمى "مسجد وخانقاه السلطان برقوق"، فالثاني شرع في بنائه فرج ابن السلطان برقوق سنة 1398م، وفقاً لوصية والده كي يدفن فيه، وهو عبارة عن مسجد كبير ملحق به ضريحان (قبتان) لأسرة برقوق، وسبيلان وكتابان لتعليم القرآن الكريم، وخانقاه لاستضافة الفقراء.
اقــرأ أيضاً
وتعد منشآت السلطان برقوق المعمارية في شارع المعز لدين الله الفاطمي بالجمالية، وفي قرافة المماليك أيضاً، من أجمل مفردات العمارة المملوكية بالقاهرة، كما أنها تعد أول منشآت عصر المماليك البرجية. وتتكون المجموعة من جامع ومدرسة وقبة وخانقاه. وكان موقع الجامع بشارع المعز قد اختير مكان مبنى يُسمَّى "خان الزكاة".
قام كبير مهندسي العصر المملوكي، أحمد بن الطولوني، بتصميم الجامع على نظام المدارس، وقد كان في عمله مستجيباً لرغبة السلطان برقوق في أن يكون المسجد جامعاً لتدريس المذاهب الأربعة. كما تفنن ابن الطولوني بشكل مبهر في عملية زخرفة هذا الجامع وتزيينه حتى غدا تحفة فنية خالدة تميز هذا الجامع عن غيره. وكان السلطان برقوق قد تزوج من أخت كبير المهندسين أحمد بن الطولوني، ثم طلقها وتزوج ابنته حتى لا يجمع زوجة على عمتها، لحرمة ذلك.
يتكون الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات وفق تخطيط متعامد. أكبرها إيوان القبلة الذي يتكون من ثلاثة أروقة ذات زخارف رائعة. حيث الأوسط منها ذو سقف مستوٍ ونقوش مذهبة، ومفصول عن القسمين الآخرين بصفين من الأعمدة. كما أن الجدران مكسوة بوزرة من الرخام الملون، يتوسط القسم الأوسط محراب رخامي مطعم بالصدف الملون. ويوجد في في هذه المنطقة منبر، ليس هو الأصلي الذي فقد مبكراً، ولكنه منبر آخر يعود لعصر السلطان سيف الدين جقمق (1373 - 1453).
الإيوان الغربي هو أكبر الإيوانات الثلاثة الأخرى التي تغطيها قبوات معقودة، وفيها أبواب متعددة، وتشرف الإيوانات هذه على صحن الجامع، وعلى طرازها الأعلى كتبت آيات قرآنية، ودوّن في نهايتها تاريخ الفراغ من بناء هذا المسجد 788 هجرية.
وأرض الصحن مفروشة بالرخام الأبيض، وفيه أشرطة من الرخام الأسود، وفي وسط الصحن توجد فسقية ذات قبة محمولة على أعمدة رخامية، مدون عليها تاريخ تجديدها سنة 1892م. وتشبه بوابة المسجد بوابات مساجد أخرى مثل مسجد السلطان قلاوون، فهو مكسو بصفائح من النحاس ذات الشكل الهندسي، وقد كتب عليه اسم صاحب الجامع وتاريخ بنائه. لكن الباب يفضي إلى ممر منكسر مليء بالزخارف والأشكال الهندسية وينتهي بعد عدة أمتار إلى صحن الجامع.
أما منارة المسجد الوحيدة فتوجد فى الجهة البحرية من الواجهة، وهي منارة ضخمة مكونة من ثلاث طبقات مثمنة، فيها العديد من الحلي الرخامية في المنطقة الوسطى، وإلى جوار المنارة القبة، التي تحيط بها من أسفل ثلاثة صفوف من المقرنصات. فيما تظهر على واجهة المسجد صفوف من المقرنصات بينها صفان من النوافذ ذات الزجاج الملون.
ويختلف مسجد السلطان برقوق القائم في شارع المعز، عن ذلك المسجد القائم في قرافة المماليك التي توجد ناحية قبة الإمام الشافعي حتي سفح المقطم. ويسمى "مسجد وخانقاه السلطان برقوق"، فالثاني شرع في بنائه فرج ابن السلطان برقوق سنة 1398م، وفقاً لوصية والده كي يدفن فيه، وهو عبارة عن مسجد كبير ملحق به ضريحان (قبتان) لأسرة برقوق، وسبيلان وكتابان لتعليم القرآن الكريم، وخانقاه لاستضافة الفقراء.