وُلد صاحب "أنشودة الأحرار" في بلدة سرعينة في البقاع اللبناني، ودرس السينما في "جامعة باريس الثامنة"، كما حاز على شهادة في "الفنون الدرامية". وبدأ حياته المهنية مدرّساً في "معهد الفنون الجميلة" في بيروت، لتنطلق رحلته في الإخراج، حيث تناولت أعماله الحرب واحتلال الجنوب اللبنانية والثورة الفلسطينية، كما قدّم حينها برنامجه الإذاعي الشهير "بعدنا طيبين.. قول الله" مع الموسيقي والمسرحي اللبناني زياد الرحباني.
اشترك مع المخرج الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي (1940 – 2009) في تنفيذ الفيلم الوثائقي "تل الزعتر" عام 1976، الذي أنجزه مع أبو علي والمخرج الإيطالي بينو أدريانو، وقدّموا خلاله شهادة حول المجرزة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين واللبنانيين في المخيم على يد "حزب الكتائب" و"مقاتلي الأرز".
أما فيلمه "أنشودة الأحرار" (1978) فيعرض لتجارب خاضتها شعوب في تحرّرها الوطني من الاستعمار والدكتاتوريات التابعة له، حيث الحركات الوطنية في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ومنها الشعب الفلسطيني، تحارب عدواً واحداً.
في أعماله اللاحقة؛ "بيروت.. جيل الحرب" (1989) و"احلام معلّقة" (1992) اقترب شمعون من تأثير الحرب الأهلية في تفاصيل الحياة اليومية للأفراد ومعاناتهم الشخصية التي تعادل أزمة الوطن في الأول، بينما ذهب في الثاني إلى معاينة تداعيات الحرب بعد توقّفها وردود الفعل الأولى التي عاشها الناس آنذاك، إلى جانب نقده القاسي لفساد أمراء الطوائف في معاركهم وتسوياتهم التي كان جزء كبير منها تكريساً لزعامتهم ومكاسبهم المادية.
"طيف مدينة" (2000)، كان فيلمه الروائي الأول الذي يستعيد الحرب متسائلاً عن مصائر من شاركوا فيها من خلال بطل العمل بعاهته المستديمة التي ستلازمه حتى الموت مع جملة أحلام تكسّرت، في مدينة تحوّلت إلى خراب.
قدّم مع رفيقة دربه المخرجة الفلسطينية مي المصري (1959) أفلاماً عدّة، هي: "تحت الأنقاض" (1982)، و"زهرة القندول" (1985)، و"بيروت جيل الحرب" (1989)، و"أحلام معلّقة" (1992)، و"يوميات بيروت" (2006). نال شمعون العديد من الجوائز في مهرجانات فالنسيا وقرطاج ودمشق و"مهرجان الفيلم التسجيلي العربي" في باريس و"الإسماعيلية للأفلام التسجيلية"، كما حاز جائزة "لوكينو فيسكونتي" الإيطالية عن مجمل أعماله.