يستقبل، اليوم السبت، وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال، في مدينة غوسلار (شمال البلاد)، نظيره التركي مولود جاووش أوغلو، في لقاء تهيمن عليه محاولة حل القضايا الخلافية، بعد أن لاحت في الأفق إشارات للمصالحة بين تركيا وألمانيا.
في الموازاة، تتخوّف أوساط سياسية، وفق ما أفادت وسائل إعلام ألمانية، من أن تنتهي الزيارة إلى موافقة غابريال على إلغاء وقف صادرات الأسلحة إلى تركيا، في صفقة مثيرة للجدل، مقابل تحرير الصحافي دنيز يوسيل، في صحيفة "دي فيلت" الألمانية، والمحتجز لدى أنقرة منذ أوائل عام 2017.
وقد تستأنف ألمانيا تصدير الأسلحة إلى أنقرة، بعد أن تم تعليقها وفرض قيود صارمة عليها، على الرغم من أنّ تركيا دولة حليفة وشريكة في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو).
وأمس الجمعة، قال غابريال، في حديث مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، "إذا كان الحل لإطلاق يوسيل هو توريد الأسلحة مرة أخرى إلى تركيا، فإنّ إطلاق يوسيل أولوية".
وكان موقف غابريال محل انتقاد من قبل حزبي "اليسار" و"الخضر"، حيث قال أوميد نوريبور، القيادي وخبير السياسة الخارجية في حزب "الخضر"، إنّه "ينبغي النظر إلى صادرات الأسلحة بصورة مستقلة، وأن تبقى معلقة طالما أنّ تركيا تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ".
ودافع غابريال، عن اجتماعه المزمع مع جاووش أوغلو، بالقول "إذا لم نتحدّث مع بعضنا البعض، فإنّ الوضع بالتأكيد لن يكون أفضل، لا لبلدينا ولا للأشخاص المحتجزين"، مشيراً إلى أنّ 7 مواطنين ألمان، هم حالياً في السجون التركية لأسباب سياسية، وفقاً لوزارة الخارجية الألمانية.
ووجهت ليوسيل، تهم "الانتماء لمنظمة إرهابية، وترديده دعاية إرهابية وإساءة استخدام البيانات"، بعد نشر المراسل الألماني تقريراً عن محتوى رسائل مسرّبة من البريد الإلكتروني لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، بيرات البيرق، زوج ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سبتمبر/أيلول 2016.
ولفت غابريال، إلى أنّ العلاقات الثنائية بين ألمانيا وتركيا تتقدّم، منذ لقائه جاووش أوغلو في أنطاليا بتركيا، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكان جاووش أوغلو قد كتب بدوره مقالاً لمجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، نُشر، أمس الجمعة، شدّد فيه على أهمية زيادة التعاون والتفاهم بين ألمانيا وتركيا.
وقال الوزير التركي، إنّ "لدى الطرفين مصلحة في بداية جديدة للعلاقات، لأنّنا نعيش في عصر التحديات"، مضيفاً أنّه "من العقلانية مواصلة علاقات الصداقة، وتعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة". ورأى أنّ "الأمر يسهل حدوثه عند كسر الطرفين دوامة الأزمة الراهنة"، معتبراً أنّ "دبلوماسية السقف العالي لن تجدي نفعاً، والحاجة تبقى للغة أكثر تعاطفاً وفهماً للجانب الآخر".