فتحت قوات المعارضة السورية جبهة جديدة ضد قوات النظام السوري منذ أمس الثلاثاء، في محاولة وصل مدينة الحولة في الريف الغربي مع مناطق سيطرتها في الريف الشمالي، لتضاف هذه الجبهة إلى جبهات الجنوب والشمال والغرب، ما يشكّل ضغطاً إضافياً على جيش النظام في هذه المرحلة.
وجاء إعلان "غرفة عمليات نصرة المستضعفين" عن معركة جديدة في ريف حمص الشمالي، تحت "مسمى" وكان حق علينا نصر المؤمنين" للسيطرة على قرى تسنين وكفرنان وجبورين. وسيطرت فصائل المعارضة مجتمعة، على النقاط والحواجز المتبقية شرق نهر العاصي من حاجز الديك في قرية جبورين، وحاجز زكبو في قرية تسنين، وحاجزي المداجن وبيت القرميد قرب قرية كفرنان، بعد معارك محتدمة مع قوات النظام السوري، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي هذا السياق، أوضح الناشط الإعلامي سامر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أن "جيش التوحيد يمثل اندماج كافة الفصائل العاملة في مدينة تلبيسة، وهو جزء من غرفة عمليات نصرة المستضعفين التي قامت بالعمل العسكري الثلاثاء، والذي هدف الى تامين محيط ام شرشوح وتلة أبو السلاسل التي كان النظام يقوم بالضغط عليها خلال الأيام الماضية بهدف استردادها".
وأوضح الحمصي، أن "هذه هي المرحلة الأولى من العملية، على ان يكون هناك مرحلة ثانية تهدف الى فتح الطريق بين ريف حمص الغربي المتمثل بمنطقة الحولة وريفها، وصولا إلى مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي بحيث يصبح الريف الشمالي جبهة واحدة".
اقرأ أيضاً: مقتل خمسة قياديين من "حزب الله" في معارك القلمون
وأضاف الحمصي أن "انطلاق هذه المعركة في هذا التوقيت، هو بسبب حالة التخبط التي يعيشها مؤيدو النظام، والمشاكل التي حدثت خلال الأيام الماضية في المناطق الموالية للنظام كحي الزهراء ومريمين والمختارية وغيرها، بسبب عدد القتلى الكبير للنظام في معارك الشمال وهو ما حاولت هذه الفصائل استغلاله، وهو عدوى إيجابية أصبحت تصيب المناطق السورية، اسميها عدوى جيش الفتح بعد الانتصارات الحازمة والسريعة التي حققها في الشمال السوري".
ويبدو أن قوات المعارضة تضع نصب عينها محاولة وصل مدينة الحولة في ريف حمص الغربي مع بقية مناطق سيطرتها في الريف الشمالي، بما يمهد لفك الحصار عن المدينة المحاصرة والاتصال جغرافياً مع مدن الرستن وتلبيسة، وتخفيف الضغط عن حي الوعر المحاصر شمال مدينة حمص، والذي يتعرض لقصف بشكل شبه يومي من قبل جيش النظام.
وتقع مدينة الحولة على طريق حمص مصياف في ريف حمص الشمالي الغربي، وتعرضت لسلسلة من المجازر على يد قوات النظام السوري، منذ انطلاق الثورة، كان أشهرها في مايو/أيار من عام 2012، وهي محاصرة منذ ذلك الحين، ويعيش فيها نحو 50 ألف شخص
ويؤكد المتحدث الرسمي باسم "حركة تحرير حمص" صهيب العلي لـ "العربي الجديد"، أن "أهداف المعركة بالدرجة الأولى تهدف إلى فك الحصار عن منطقة الحولة وتحرير المناطق المحتلة من قبل النظام وشبيحته، والرد على طيران الأسد الذي يرتكب المجازر بحق المدنيين العزل"، مبيّناً أن "العمليات مستمرة ضد قوات النظام حتى تحرير حمص بشكل كامل".
وتفتح قوات المعارضة الجبهة الجديدة في هذا الوقت، مدفوعة بانتصارها في درعا وإدلب وحلب، لتكون معارك الوسط هي الحلقة المكملة لانتصارات المعارضة في الجنوب والشمال، ولتسهم في مزيد من التشرذم وحالة الإحباط والخوف في صفوف قوات النظام، من إطلاق معركة دمشق أو الساحل، لإطلاق رصاصة الرحمة.
اقرأ أيضاً: واشنطن: بقاء نظام الأسد سبب استمرار مشكلة "داعش"