وأثير الكثير من الجدل حول تسمية "تحيا تونس" منذ إعلانه رسمياً الأحد الماضي في مدينة المنستير.
وفي الوقت الذي اعتبر البعض أنه اختيار متسرع للاسم، مشددين على أن الحزب "سطا على شعار هو ملك لكل التونسيين، وطالما رفعت عبارة "تحيا تونس" في العديد من المناسبات العامة والسياسية"، يرى المدافعون عن الحزب أنه اختيار موفق، وكان بقرار من الأغلبية، بل إن "الاسم أزعج منافسيهم السياسيين".
وأكد رئيس منظمة "أنا يقظ" أشرف العوادي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "عبارة "تحيا تونس" هي ملك لكل التونسيين، والمنظمة تمثل فئة من هؤلاء الغاضبين من محاولة استغلال هذه العبارة، ولذلك كان التحرك من أجل منع أي طرف سياسي من استعمال "تحيا تونس"، وهو ما دفعنا إلى تسجيلها ضمن الملكية الفكرية"، مؤكداً أنهم حصلوا على ملكية العبارة كـ"إجراء وقائي".
وأوضح العوادي أن "هذه العبارة ستبقى للتونسيين، إذ لن تمتلكها المنظمة رغم تسجيلها، وستبقى العبارة من ضمن ثوابت التونسيين، ولا يمكن لأي حزب سياسي أن يمتلكها حصرياً"، مؤكداً أن "عبارة "تحيا تونس" لديها رمزية ووقع خاص لدى التونسيين منذ الاستعمار، ولدى الجيش التونسي والأمنيين والرياضيين، وكل فئات الشعب، وبالتالي يجب تحييدها عن التوظيف السياسي".
ولفت العوادي إلى أن تسمية حزب باسم "تحيا تونس" سيحرم التونسيين من هذه العبارة، إذ إن "مجرد نطقها في فترة الصمت الانتخابي سيعرّض صاحبه إلى التتبعات، طالما أنها اسم حزب سياسي"، مشيراً إلى أن "الرسالة ليست للحزب الجديد فقط، بل لكل الأحزاب، إذ إن المنظمة ستتعامل مع المسألة بكل جدّية، وأي طرف سياسي سيحاول السطو على "تحيا تونس" ستتم ملاحقته قضائياً، وبالتالي يجب تجنب هذا الإحراج وترك العبارة للشعب التونسي"، مشدداً على أنه "من الأسلم أن يغير الحزب الجديد التسمية لتفادي الملاحقة القضائية".
وأكدت النائب وعضو حزب "تحيا تونس" صابرين القوبنطيني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "المنظمة أودعت طلب تسجيل، والقانون واضح في هذه المسألة، حيث سيتم النظر في المطلب، وبالتالي لم تتحصل المنظمة بعد على الملكية الفكرية، ومن السابق لأوانه أن تعلن امتلاكها لعبارة "تحيا تونس""، مضيفة أن العديد من الإشكاليات ستطرح، وهي أن التسجيل جاء لماركة (أي علامة) تجارية، والجمعيات لا يحق لها امتلاك علامات، بل عقارات لأداء مهامّها وفق قانون الجمعيات".
وبيّنت القوبنطيني أنه "حتى في صورة حصول الجمعية على ملكية عبارة "تحيا تونس"، فإن الأحزاب لديها قوانين تضبطها، والتي لا علاقة لها بالجمعيات والعلامات الصناعية، وخاصة أن الحزب سياسي، ولن يصدر أو يبيع علامات باسمه"، مؤكدة أن اسم الحزب يخضع للمرسوم عدد 88 لسنة 2011 المنظم للأحزاب، وأنه "يجب ألا يدعو إلى الكراهية ويحرّض على العنف، ويكون غير مستعمل سابقاً، وبالتالي للحزب مرجعية وإطار قانوني ينظمه".
ولفتت إلى أنه "ليس من حق الجمعية أن تمتلك علامة تجارية، وبالتالي العملية استفزازية للحزب، إذ تحاول "أنا يقظ" أن تظهر بثوب المدافع عن الشعب التونسي"، متسائلة: "هل من الأخلاقي أن تسجل جمعية عبارة باسمها بدعوى الدفاع عن الشعب التونسي؟"، مؤكدة أنه "لا يحق للجمعيات التدخل في الأحزاب وفي الشأن السياسي إلا من خلال دور رقابي، وفي ما عدا ذلك فإن الاصطفاف السياسي غير مقبول".
وحول الجدل الذي أثير حول تسمية الحزب بـ"تحيا تونس"، بينت القوبنطيني أن "الاختيار كان بحسب التصويت من قبل مساندي الحزب، وأن اللوم جاء من منافسين سياسيين، وربما أزعجتهم التسمية، وخاصة أن هؤلاء راهنوا على تسميات معينة سبق أن روّجوا لها"، مضيفة أن "الجدل الذي أثير حول اسم الحزب كان في صالحه، حيث سرعان ما اشتهر"، قبل أن توضح أنه "من الأفضل مناقشة الحزب في برامجه ورؤيته المستقبلية، وليس في مجرد الاسم".
يشار إلى أن منظمة "أنا يقظ" شنّت حملة على "تحيا تونس"، تحت شعار "تونس تحيا أما إنتوما الي ما تحياوش"، وهي حملة ضد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وخاصة بعدما راج عن التوسط لرجل الأعمال مروان مبروك لدى الاتحاد الأوروبي لإلغاء تجميد ممتلكاته، وذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية.