ولفت يهوشواع إلى أن التصريحات المذكورة، سواء التي تحدثت عن حجم التقدم الذي أحرزه الجيش الإسرائيلي في الاستعداد لمواجهة "حزب الله"، كقول الجنرال أيزنكوط: "لو أن نصر الله يعرف ما نعرفه عنه، لفكّر مرتين قبل ضرب إسرائيل"، أو تصريحات قائد سلاح الجو، أمير إيشل، بأن بـ"مقدور سلاح الجو الإسرائيلي أن ينفذ اليوم خلال 48 ساعة ما كان يستغرق منه سابقا أياما طويلا"، تشكل في واقع الحال رسائل موجهة بهدف ردع "حزب الله"، وتحذيره من مخاطر ومغبات توجيه سلاحه إلى الجبهة الإسرائيلية، خاصة أن الحزب لا يزال يعاني من وطأة استنزاف قواه في القتال الدائر في سورية.
ووفقا للتقرير في "يديعوت أحرونوت"، فإن مسألة توجيه ضربة استباقية لـ"حزب الله" باتت مسألة جدل ونقاش داخل الحكومة الإسرائيلية، وليس فقط في صفوف قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، وقد خصص الكابينت الإسرائيلي مؤخرا جلسات لمناقشة هذه القضية.
ويتمحور الجدل حول جدوى توجيه الضربة، لجهة منع الحزب من تصنيع كمية كبيرة من الأسلحة، مقابل تبعات شن هجوم كهذا، وتفجير مواجهة عسكرية، لن تكون هذه المرة كسابقاتها، خاصة أن قدرات الحزب قد تطورت كثيرا، كما أن ترسانته الصاروخية باتت قادرة اليوم على توجيه أكثر من 1200 صاروخ يوميا إلى إسرائيل، وإيقاع مئات القتلى.
وبحسب التقرير في "يديعوت أحرونوت"، فإن "نوعا من ميزان الردع يقوم اليوم بضبط العلاقة بين إسرائيل و"حزب الله"، لكن المخاوف الإسرائيلية هي من انتقال الحزب، بعد إتمام بناء البنى التحتية المذكورة في الأرض اللبنانية، إلى مرحلة التصنيع، وبالتالي صنع صواريخ قادرة على تغيير المعادلة القادمة، خاصة في حال امتلاك الحزب صواريخ ياخوت، التي يمكنها التشويش على حرية الحركة لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية".
وبحسب الصحيفة، فإن أحد الخيارات التي طرحت أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية هي "قذف الكرة إلى ملعب الحكومة اللبنانية لجهة مطالبتها بمنع بناء المصانع الإيرانية في الجنوب، وتحميلها المسؤولية عن ذلك، وتهيئة الرأي العام لحالة اندلاع مواجهة قادمة، مع اعتماد سيناريو يقول إن الحرب القادمة ستكون الأشد فتكا من حيث النيران الإسرائيلية، وستكون قصيرة الأمد لجهة استدعاء تدخل دولي لوقف العمليات القتالية، خصوصا إذا تضمنت هذه العمليات قصف مواقع وأهداف في العمق اللبناني ، ولا تتبع لـ"حزب الله"".