لم يمنع بتر القدمين الفلسطيني، أسامة أبو عسكر، من المشاركة في الوقفة التي نظمها جرحى الانتفاضة في قطاع غزة، رفضاً لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، والتضامن مع الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية.
وقال أبو عسكر، خلال مشاركته في الوقفة، اليوم الإثنين، من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي مدينة غزة، إن "الألم والظروف المناخية السيئة لم تمنع الجرحى من المشاركة في رفض قرار ترامب، ومساندة الأسرى الفلسطينيين، والمطالبة بحقوق الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا".
وبيّن أبو عسكر لـ"العربي الجديد"، أن "الجرحى خارج السجون وداخله في ذات دائرة الاستهداف، والكراسي المتحركة لن تمنعنا من المطالبة بحقنا في القدس عاصمة أبدية، ورفض قرارات ترامب، الذي وهب ما لا يملك لمن لا يستحق".
ورفع المشاركون في الوقفة صور الأسيرة الجريحة، إسراء الجعابيص، والشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا، والصبية الأسيرة عهد التميمي، ولافتات "رغم إعاقتنا سندافع عن القدس لآخر قطرة دم"، و"لن تهود القدس حتى لو خرجت الروح من الجسد"، و"الأقصى في العيون. نفنى ولا تهون"، و"القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، و"الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات".
كما شارك في الوقفة الجريح، عنان النجار، الذي أصيب في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، خلال فعاليات احتجاجية على الشريط الفاصل شرقي مدينة غزة، تضامناً مع أهالي الضفة الغربية بعد استشهاد الشاب مهند الحلبي.
وأوضح النجار لـ "العربي الجديد"، أنه جاء للتضامن مع القدس، والجرحى داخل المعتقلات الإسرائيلية، أما عن الرسالة التي أراد إيصالها، فأضاف "رسالتي للجرحى أن يبقوا صامدين، وأن تبقى معنوياتهم عالية، وأن يوحدوا ألمهم من أجل القدس وفلسطين".
بدوره، أشار الجريح، محمد الكحلوت، مستندا إلى عكازه، إلى أن إجراءات إسرائيل، وقرارات الإدارة الأميركية لن تمر دون مواجهة، وقال "لن نسمح لترامب بأن يمرر قراراته، وستظل القدس عربية، وعاصمة للدولة الفلسطينية مهما كلفنا ذلك من ثمن".
وطالب الكحلوت المؤسسات الحقوقية الدولية بفتح تحقيق لكشف ظروف استشهاد المقعد إبراهيم أبو ثريا، والذي استهدفه جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد خلال التظاهرات الرافضة للقرار الأميركي شرقي مدينة غزة.
وقال الجريح، عماد عودة، وهو أحد منظمي الوقفة، لـ"العربي الجديد"، إنه تم تنظيم الفعالية بشكل عفوي من قبل عدد من الجرحى بعد التواصل في ما بينهم، من أجل مساندة الأسرى، وإيصال رسالة لترامب والاحتلال الإسرائيلي، أن "الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن يرضخ للإملاءات والضغوط".