لم تخفِ معركة الفلوجة، الشهر الماضي، حقيقة ما يحصل في العاصمة العراقية بغداد، إذ اعتقلت المليشيات عدداً كبيراً من المواطنين أخيراً، في العاصمة، كما اعتقلت آخرين ممّن تمكنوا من الهرب من مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وعلى عكس ما تظهر وسائل الإعلام المناصرة للمليشيات فقد تم اعتقال عشرات المواطنين، وجميعهم من مكوّن طائفي واحد، وترحيلهم إلى معتقل سرّي يقع تحت سلطة المليشيات، حسبما يفيد مصدر أمني لـ"العربي الجديد". ويشير المصدر إلى أن "المليشيات تملك معتقلات خاصة في عدد من مناطق العراق، لكن أهمها وأخطرها، هو المعتقل الذي أُنشئ في ناحية جرف الصخر (60 كيلومتراً جنوب غرب بغداد)".
في هذا السياق، يضيف المصدر بأن "المليشيات تستحدث سجوناً مؤقتة في المناطق، التي تتوجه إليها لغرض شنّ عمليات مداهمة واعتقال، لا سيما في مدن محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) وصلاح الدين (شمال بغداد) وفي داخل بغداد أيضاً، وحين يكون الشخص الذي يتم اعتقاله على درجة عالية من الأهمية، يتم ترحيله إلى معتقل جرف الصخر".
ويلفت المصدر إلى أنه "لا أحد يعلم إن خرج أحد المعتقلين حياً من معتقل جرف الصخر بعد اعتقاله أم لا"، كما يؤكد أن "لا أحد يستطيع محاسبة المليشيات التي تتمتع بنفوذ أكبر من الأجهزة الأمنية الرسمية". ووفقاً لشهود عيان وناشطين حقوقيين، فقد ارتفعت أعداد المعتقلين لدى المليشيات بعد نشوب معركة الفلوجة، إذ تمّ اعتقال العشرات من شباب الفلوجة ورجالها، الهاربين من "داعش"، كما تمّ اعتقال آخرين كانوا تحت سطوة التنظيم في قضاء الكرمة، الذي تحرر منذ أيام، فيما نُقلت النساء والأطفال إلى مخيمات خاصة أعدتها القوات العراقية لإجلاء العائلات.
اقــرأ أيضاً
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن عن انطلاق معركة تحرير الفلوجة في وقت مبكر من يوم الإثنين 23 مايو/أيار الماضي، بمشاركة المليشيات إلى جانب القوات الأمنية العراقية. في هذا الإطار، ينوّه الناشط في مجال حقوق الإنسان، قتيبة الجبوري، في حديث مع"العربي الجديد"، إلى أن "نساء من الفلوجة والكرمة تدعو القوى الأمنية إلى إطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن، وأكدن أن المليشيات اعتقلتهم ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم". ويردف الجبوري، قائلاً إن "هناك معلومات تفيد بأنه تم ترحيل المعتقلين إلى جرف الصخر"، معرباً عن مخاوفه من "حصول عمليات انتقامية بطابع طائفي، من خلال قتلهم وحتى التمثيل بجثثهم".
يشار إلى أن ناحية جرف الصخر الواقعة شمال محافظة بابل، من بين المناطق التي شهدت تغييراً ديموغرافياً كبيراً، بعد تهجير سكانها، وجميعهم من مكوّن واحد. ولم تتمّ الموافقة على عودة السكان بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها. وهاجر أهلها عندما شنّت المليشيات والقوات الأمنية معركة ضد تنظيم "داعش، للسيطرة عليها، وتم ذلك بالفعل، بعد ثلاثة أشهر من اشتداد المعارك. ومنذ عام 2014 لم توافق الحكومة العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" على عودة المهجرين إلى ديارهم، لا سيما أن الكثير منهم يملكون أراض زراعية وبساتين.
ويوجد نحو 11 سجناً كبيراً ومتوسطاً خاصاً بالمليشيات في جرف الصخر، التي باتت مهجورة تماماً ويقبع فيها آلاف المعتقلين، الذين لا تتمكن الحكومة أو المنظمات الدولية من الوصول إليهم، كونها مصنّفة ضمن مناطق الحرب الساخنة، مع العلم بأنه أخيراً طالب نواب في البرلمان العراقي الحكومة بالتدخّل بما وصفوه "المهزلة وإنهاء ظاهرة سجون المليشيات فوراً". ويقول القيادي بـ"جبهة الحراك الشعبي"، محمد عبد الله، إن "جرف الصخر هو غوانتانمو العراق، مع فارق يتجلّى في أوضاع النزلاء فيها، إذ إن ما يتعرّض له المعتقلون في سجون المليشيات في جرف الصخر، أبشع بعشرات المرات مما يجري في غوانتانمو"، وفقاً لقوله. ويبيّن أن "التقديرات تشير إلى وجود 3 آلاف معتقل، وهناك حالات وفيات مستمرة بين المختطفين".
ويؤكد عبد الله أن "هذا العدد مبهم وغير دقيق، فمنهم من يقول إن العدد أكبر من ذلك بكثير، ومنهم من يعتبره مُبَالَغاً فيه، لكنه في النهاية يدلّ على ضعف الدولة وتسلّط المليشيات. ذلك، لأن المختطفين في تلك السجون لم يصدر بحقهم أية مذكرات قضائية أو استدعاء أو حتى شبهات أمنية، لكنهم اعتقلوا لدوافع طائفية وأصبحت السجون مصدراً ماليّاً للمليشيات، وهم يبتزون أهالي الضحايا والجهات السياسية للحصول على مكاسب مالية وغير مالية". وقد وصل تجاوز المليشيات حدّ منعها دخول العبادي، مطلع العام الحالي، قضاء المقدادية، حين كان يحاول الاستجابة لنداءات أهلها، الذين استغاثوا لنجدتهم من سطوة المليشيات.
يُذكر أن عدد المليشيات في العراق يتجاوز الـ40 مليشيا، إلا أن عدداً قليلاً منها هو الأبرز والأكثر قوة وسطوة، وأبرزها: مليشيا "بدر"، ومليشيا "كتائب حزب الله العراق"، ومليشيا "الخراساني"، ومليشيا "عصائب أهل الحق"، ومليشيا "أبو الفضل العباس"، ومليشيا "سرايا السلام". وترتبط المليشيات بعلاقات مع جهات خارجية، كما يرتبط قادتها بعلاقات وثيقة مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بحسب اعترافات قادة المليشيات، في مناسبات مختلفة، كما تُظهر صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل الإعلام، كبار قادة المليشيات مع سليماني في عدد من مناطق العراق، آخرها في معركة الفلوجة.
اقــرأ أيضاً
ويلفت المصدر إلى أنه "لا أحد يعلم إن خرج أحد المعتقلين حياً من معتقل جرف الصخر بعد اعتقاله أم لا"، كما يؤكد أن "لا أحد يستطيع محاسبة المليشيات التي تتمتع بنفوذ أكبر من الأجهزة الأمنية الرسمية". ووفقاً لشهود عيان وناشطين حقوقيين، فقد ارتفعت أعداد المعتقلين لدى المليشيات بعد نشوب معركة الفلوجة، إذ تمّ اعتقال العشرات من شباب الفلوجة ورجالها، الهاربين من "داعش"، كما تمّ اعتقال آخرين كانوا تحت سطوة التنظيم في قضاء الكرمة، الذي تحرر منذ أيام، فيما نُقلت النساء والأطفال إلى مخيمات خاصة أعدتها القوات العراقية لإجلاء العائلات.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن عن انطلاق معركة تحرير الفلوجة في وقت مبكر من يوم الإثنين 23 مايو/أيار الماضي، بمشاركة المليشيات إلى جانب القوات الأمنية العراقية. في هذا الإطار، ينوّه الناشط في مجال حقوق الإنسان، قتيبة الجبوري، في حديث مع"العربي الجديد"، إلى أن "نساء من الفلوجة والكرمة تدعو القوى الأمنية إلى إطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن، وأكدن أن المليشيات اعتقلتهم ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم". ويردف الجبوري، قائلاً إن "هناك معلومات تفيد بأنه تم ترحيل المعتقلين إلى جرف الصخر"، معرباً عن مخاوفه من "حصول عمليات انتقامية بطابع طائفي، من خلال قتلهم وحتى التمثيل بجثثهم".
يشار إلى أن ناحية جرف الصخر الواقعة شمال محافظة بابل، من بين المناطق التي شهدت تغييراً ديموغرافياً كبيراً، بعد تهجير سكانها، وجميعهم من مكوّن واحد. ولم تتمّ الموافقة على عودة السكان بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها. وهاجر أهلها عندما شنّت المليشيات والقوات الأمنية معركة ضد تنظيم "داعش، للسيطرة عليها، وتم ذلك بالفعل، بعد ثلاثة أشهر من اشتداد المعارك. ومنذ عام 2014 لم توافق الحكومة العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" على عودة المهجرين إلى ديارهم، لا سيما أن الكثير منهم يملكون أراض زراعية وبساتين.
ويوجد نحو 11 سجناً كبيراً ومتوسطاً خاصاً بالمليشيات في جرف الصخر، التي باتت مهجورة تماماً ويقبع فيها آلاف المعتقلين، الذين لا تتمكن الحكومة أو المنظمات الدولية من الوصول إليهم، كونها مصنّفة ضمن مناطق الحرب الساخنة، مع العلم بأنه أخيراً طالب نواب في البرلمان العراقي الحكومة بالتدخّل بما وصفوه "المهزلة وإنهاء ظاهرة سجون المليشيات فوراً". ويقول القيادي بـ"جبهة الحراك الشعبي"، محمد عبد الله، إن "جرف الصخر هو غوانتانمو العراق، مع فارق يتجلّى في أوضاع النزلاء فيها، إذ إن ما يتعرّض له المعتقلون في سجون المليشيات في جرف الصخر، أبشع بعشرات المرات مما يجري في غوانتانمو"، وفقاً لقوله. ويبيّن أن "التقديرات تشير إلى وجود 3 آلاف معتقل، وهناك حالات وفيات مستمرة بين المختطفين".
ويؤكد عبد الله أن "هذا العدد مبهم وغير دقيق، فمنهم من يقول إن العدد أكبر من ذلك بكثير، ومنهم من يعتبره مُبَالَغاً فيه، لكنه في النهاية يدلّ على ضعف الدولة وتسلّط المليشيات. ذلك، لأن المختطفين في تلك السجون لم يصدر بحقهم أية مذكرات قضائية أو استدعاء أو حتى شبهات أمنية، لكنهم اعتقلوا لدوافع طائفية وأصبحت السجون مصدراً ماليّاً للمليشيات، وهم يبتزون أهالي الضحايا والجهات السياسية للحصول على مكاسب مالية وغير مالية". وقد وصل تجاوز المليشيات حدّ منعها دخول العبادي، مطلع العام الحالي، قضاء المقدادية، حين كان يحاول الاستجابة لنداءات أهلها، الذين استغاثوا لنجدتهم من سطوة المليشيات.
يُذكر أن عدد المليشيات في العراق يتجاوز الـ40 مليشيا، إلا أن عدداً قليلاً منها هو الأبرز والأكثر قوة وسطوة، وأبرزها: مليشيا "بدر"، ومليشيا "كتائب حزب الله العراق"، ومليشيا "الخراساني"، ومليشيا "عصائب أهل الحق"، ومليشيا "أبو الفضل العباس"، ومليشيا "سرايا السلام". وترتبط المليشيات بعلاقات مع جهات خارجية، كما يرتبط قادتها بعلاقات وثيقة مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بحسب اعترافات قادة المليشيات، في مناسبات مختلفة، كما تُظهر صور ومقاطع فيديو نشرتها وسائل الإعلام، كبار قادة المليشيات مع سليماني في عدد من مناطق العراق، آخرها في معركة الفلوجة.