جلسة لمجلس الأمن الخميس لبحث العملية التركية شمالي سورية

باريس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
09 أكتوبر 2019
42F58AC9-A338-4966-89A7-39BD7FEC78A5
+ الخط -
قال دبلوماسيون أوروبيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة مغلقة بشأن سورية غداً الخميس، بعدما بدأت تركيا العملية العسكرية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". ويأتي ذلك بموازاة تأكيد حلف شمالي الأطلسي، التي تعدّ تركياً عضواً به، أنّ العملية يجب أن تكون محدودة ومتناسبة.

وذكر الدبلوماسيون أن جلسة المجلس، الذي يضم في عضويته 15 دولة، لبحث الوضع في سورية تأتي بطلب من أعضاء أوروبيين، هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.

وكانت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا، أميلي دو مونشالان، قد ذكرت في وقت سابق اليوم أن باريس ولندن ستدعوان لجلسة بمجلس الأمن لبحث العملية العسكرية التركية شمالي سورية، والتي تستهدف المليشيات الكردية.

وأوضحت مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية "تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل"، مضيفة "سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي".

وفور إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بدء العملية العسكرية شمالي سورية، سارعت الدول الأوروبية إلى الاستنكار والتحذير من العواقب، خصوصاً تأثير ذلك على الحرب ضدّ تنظيم "داعش".

هولندا تستدعي السفير

وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، في بيان، إنه استدعى اليوم سفير تركيا لدى بلاده. وأضاف بلوك في بيانه: "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سورية… ندعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه".

وكان الرئيس التركي قد أعلن اليوم بدء العملية العسكرية في شمال شرق سورية، تحت اسم عملية "نبع السلام" ضد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة يشكلون تهديداً لها، بالإضافة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، مشدداً على أن العملية هدفها "القضاء على الممر الإرهابي المراد تشكيله على حدودنا الجنوبية وإحلال السلام والأمان في المنطقة".

ماكرون يتضامن مع "قسد"

وفي إطار الردود على العملية التركية أيضاً، ذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه التقى، أمس الثلاثاء، مع جيهان أحمد، المتحدثة باسم "قوات سورية الديمقراطية" للتعبير عن تضامن باريس مع القوات الكردية.

وقال مكتب ماكرون، اليوم الأربعاء، إن الرئيس أكد مجدداً خلال الاجتماع أن فرنسا لا تزال "قلقة للغاية" من عملية عسكرية تركية محتملة في سورية.

في السياق، دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، تركيا إلى "ضبط النفس" ووقف عمليتها العسكرية في سورية.

وقال يونكر أمام البرلمان الأوروبي: "لدى تركيا مخاوف أمنية عند حدودها مع سورية، وعلينا تفهم ذلك. لكني أدعو تركيا وغيرها من (الأطراف) الفاعلة لضبط النفس". وأضاف "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى بمنطقة آمنة عليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن".

ألمانيا: الهجوم مخاطرة

وأشار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، إلى أن تركيا "تخاطر عمدا بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وعودة تنظيم داعش" من خلال هجومها. وأضاف في بيان "سورية بحاجة إلى الاستقرار وإلى عملية سياسية.. لكن الهجوم التركي يهدد الآن بالتسبب بكارثة إنسانية جديدة"، مشيراً إلى أن برلين "ستدعو تركيا إلى إنهاء هجومها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بشكل سلمي". 

رئيس مجلس الأمن: ضبط النفس

ودعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب أفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، الأربعاء، تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية. وعبّر رئيس المجلس لشهر أكتوبر/ تشرين الأول عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه يعود إلى الذين يصوغون قرارات حول سورية الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع.

إلى ذلك، قال فرحان حق، المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس "قلق للغاية" من التطورات الأخيرة في شمال شرق سورية، وإن "أي عملية عسكرية يجب أن تحترم بشكل تام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي".

وأضاف "يجب حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. الأمين العام يعتقد أنه ليس هناك حل عسكري للصراع السوري".

الأطلسي: نتمنّى تحركاً متناسباً وموزوناً

وذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أن العملية العسكرية التركية ينبغي أن تكون محدودة، مضيفا أنه من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.

وقال ستولتنبرغ للصحافيين إن تركيا لديها "مخاوف أمنية مشروعة"، وإنها أبلغت الحلف بشأن الهجوم. وأضاف قائلاً عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي: "أعول على تركيا للتصرف بطريقة تتسم بضبط النفس، والتأكد من أن أي تحرك قد تتخذه في شمال سورية سيكون متناسباً وموزوناً".

وأوضح "من المهم تجنب التحركات التي تزيد من زعزعة الاستقرار والتوتر وتسبب المزيد من المعاناة للمدنيين".

نواب أميركيون يعدّون لعقوبات "مدمّرة"

وفيما ذكرت قناة (سي.إن.إن ترك) أن وزارة الخارجية استدعت السفير الأميركي لدى أنقرة الأربعاء لإطلاعه على العملية العسكرية التركية في شمال شرق سورية، وذلك بعد دقائق من بدء العملية عبر الحدود، قال السناتور الأميركي الجمهوري البارز ليندسي غراهام إنه بصدد تقديم حزمة عقوبات "مدمرة" على تركيا بسبب عمليتها العسكرية في شمال شرق سورية، معبراً عن مخاوفه بشأن مصير الأكراد في المنطقة.

وعادة ما يعلن غراهام تأييده للرئيس الأميركي، لكنه انتقد مراراً قراره بسحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية.

وقال غراهام في مقابلة مع موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، نشرت اليوم الأربعاء، إن العقوبات ستستهدف الاقتصاد والجيش التركيين. وتوقع أن يحشد مجلس الشيوخ الأميركي الأصوات ليمنع رفض الرئيس الأميركي المحتمل لرفض هذه العقوبات.

وتابع غراهام "من يمكن أن يدعم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان في مواجهة الأكراد؟". وتوقع "تأثيراً مضاعفاً مدمراً" بسبب العملية التركية في سورية.

وكان غراهام قد حذّر منذ وقت طويل من أن قرار ترامب بسحب القوات سيفتح الباب أمام ضربة تركية على القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن. وفي تغريدة أمس الثلاثاء هدد غراهام تركيا "بعقوبات من الجحيم" إذا توغلت في شمال سورية. وأضاف أنها ستكون "عقوبات واسعة وعميقة ومدمرة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
سوريون فروا من لبنان بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي  (العربي الجديد)

سياسة

يتعرض السوريون العائدون من لبنان هرباً من الحرب الإسرائيلية، لصعوبات خلال رحلة الوصول إلى الشمال السوري تحديداً، مع ما يتخللها من ابتزاز مالي ومخاطر.
الصورة
يُقلق موسم الأمطار والشتاء سكان مخيمات شمال غربي سورية (العربي الجديد)

مجتمع

غرقت وتضررت خيام كثيرة للاجئين في السنوات الأخيرة بفعل العواصف والأمطار والسيول خلال الشتاء في الشمال السوري لكنهم لا يزالون داخلها، وتتهددهم مآسٍ جديدة
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي