تصفيق للبيع. وصراخ بالمقابل داخل "بلاتوهات" البرامج التلفزيونية. هكذا تحوّل المشهد من جمهور متفاعل باحث عن الحضور حصرياً ومباشرة لمكان الحدث، إلى مجموعة يتم استقطابها من أجل أن تؤدي دور المعجبين والمنشطين لحلقات البرامج الترفيهية والاجتماعية وحتى الحوارية.
وتحوّل إيجار الجماهير إلى سوق نشطة، خاصة مع النمو القوي للقنوات العربية، ومختلف البرامج التي تحتاج حضوراً حياً للجماهير كي يبعثوا فيها الروح. والأكيد أن للسوق وسطاؤها، ومستفيدون من "تزوير الفرجة" على الشاشة الصغيرة.
وتظهر معطيات إحصائية عن نسبة حضور البرامج الترفيهية في القنوات التلفزيونية العربية، أن هذه الأخيرة تستحوذ على ما يفوق 70% من مجموع البرامج المعروضة يومياً على الشاشات. ويحتاج هذا النوع منها إلى ضمان حضور حي لجمهور مكثف يضمن تنشيط الحلقات والتفاعل مع منشطيها وضيوفها.
تعويضات مقابل التصفيق
وحسب معطيات استقتها "العربي الجديد" من شبكة مراسيلها في العديد من الدول العربية، فإن عملية إيجار الجماهير تختلف حسب نوعية البرامج. فمتوسط تعويضات حضور الجماهير في البرامج يراوح ما بين 20 و60 دولاراً للعب دور الجمهور أو المعجبين، شريطة الانضباط التام داخل مكان التصوير لتوجيهات مساعدي المخرج، وشخص آخر يلعب دور مايسترو التصفيقات، وهناك نوع من الجماهير المحترفة، تحصل على تعويض متوسط ما بين 70 و100 دولار، نظراً لتعاملهم "باحترافية" مع الكاميرات، وتفاعلهم السريع مع مختلف المتدخلين في إعداد وتقديم البرامج. وظهر من خلال المعطيات التي حصلت عليها "العربي الجديد" أنه جرى إنشاء وكالات خاصة مهمتها الأولى والأخيرة ضمان حضور جماهيري مكثف داخل البرامج التلفزيونية.
وتنتشر في الجزائر ظاهرة "كراء" المعجبات خلال استقبال المشاهير من الفنانين، ويكُنَّ في الغالب من طالبات المدارس الثانوية والجامعية، مقابل ضمان التنقل إلى مكان الحدث، وتعويض لا يتجاوز في أحسن الأحوال 50 دولاراً. وحسب المعطيات، فقد شهدت الجزائر منذ مدة حالة غضب شديدة، عنوانها ظهور العديد من الفتيات في استقبال المغني المصري تامر حسني، حتى أن مجموعة من الأسر احتجت وبقوة على الجهة التي توسطت في استقطاب بناتها.
أما في مصر، فالبرامج التي تهتم بالشأن الداخلي تعتمد على شركات ووسطاء خاصين مهمتهم استقطاب الجماهير لحضور الحلقات المباشرة أو المسجلة. ويحصل معظمهم على تعويض عن حضور تصوير الحلقات قيمته 100 جنيه (حوالي 13 دولاراً)، تحتسب في خانة التعويض عن التنقل.
عفوية زائفة
وقال المخرج شكير الخليفي، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن أغلب البرامج التي تحتاج جمهوراً في مصر تؤدي له مقابلاً للحضور". وكشف الخليفي، الذي واكب تجربة تخطت11 عاماً في إخراج برامج تلفزيونية مختلفة، أن كل ما يدور داخل البلاتوهات معدٌ بإحكام، وليس عفوياً، لأن الجمهور الحاضر جرى استقطابه أصلاً. وذهب الخليفي حد القول بأن الأجواء داخل مكان التصوير مع الجمهور تكون مضحكة، لأن التوجيهات تكون مكتوبة في لوحة، ويحدث أن يرفع مساعد المخرج خطأ لوحة الضحك أو التصفيق على مشهد لا يحتاج إلى ذلك.
وعن التعويض الذي يحصل عليه هؤلاء خلال تصوير البرامج، قال الخليفي إنه قد يصل إلى 400 جنيه (53 دولاراً)، إذا كان تصوير البرنامج يتطلّب يوماً كاملاً، بالإضافة إلى ضمان التنقل إلى مكان التصوير ووجبة طعام واحدة في اليوم.
وعن فئات ونوعية الجماهير التي تؤثث فضاءات تصوير برامج القنوات المصرية والعربية، قسم المخرج شاكر الخليفي الجمهور إلى ثلاث فئات، فئة "الكومبرس" التي يتم استقطابها عبر مكاتب خاصة وكلفتها ما بين 60 و300 جنيه (ما بين 8 دولارات و40 دولاراً)، وفئة موجهة للبرامج الثقافية والسياسية التي تحتاج حضور أساتذة وطلبة ومهندسين، وفئة ثالثة خلقها برنامج باسم يوسف لأول مرة في مصر، وهي التي تؤدي وتروّج للبرنامج مقابل حضور تصوير العرض.
طرق تأمين الجمهور
وقالت الصحافية ومعدة البرامج في القناة الثانية المغربية، مريم رايسي، إن عملية ضمان حضور جمهور في حلقات برنامج أسبوعي يحتاج إلى ظهور 60 شخصاً، وهو أمر صعب جداً يحتاج مجهوداً أسبوعياً كي لا تتكرر الوجوه أمام المشاهد، ولكي تضمن كذلك نوعية تناسب كل برنامج. وأضافت رايسي، في تصريحها لـ"العربي الجديد"، أن البرامج التي تشرف عليها لا تؤدي أي تعويض للجمهور. وأوضحت بالمقابل، أن المحطات تتعاقد بشراكات مبدئية مع الجمعيات والجامعات والمدارس العليا التي توفر لها حضور أعضائها وطلابها، مقابل تحمّل القناة لمصاريف النقل.
وطرحت رايسي ضرورة إعادة التفكير في طريقة حضور الجماهير للعديد من البرامج التلفزيونية، واعتبرت أن البرامج الوحيدة التي تحتاج إلى جمهور ينشّطها هي المتخصصة في الفن، أو التي تكون عبارة عن سهرات مباشرة أو مسجلة يبحث الجمهور بنفسه عن حضورها.
أرقام:
40: أظهرت دراسة أنجزتها منظمة اليونسكو أن القنوات العربية تستورد من الدول الأجنبية ما بين 40 و70% من البرامج التي تبثها إلى فئة الشباب.
وتظهر معطيات إحصائية عن نسبة حضور البرامج الترفيهية في القنوات التلفزيونية العربية، أن هذه الأخيرة تستحوذ على ما يفوق 70% من مجموع البرامج المعروضة يومياً على الشاشات. ويحتاج هذا النوع منها إلى ضمان حضور حي لجمهور مكثف يضمن تنشيط الحلقات والتفاعل مع منشطيها وضيوفها.
تعويضات مقابل التصفيق
وحسب معطيات استقتها "العربي الجديد" من شبكة مراسيلها في العديد من الدول العربية، فإن عملية إيجار الجماهير تختلف حسب نوعية البرامج. فمتوسط تعويضات حضور الجماهير في البرامج يراوح ما بين 20 و60 دولاراً للعب دور الجمهور أو المعجبين، شريطة الانضباط التام داخل مكان التصوير لتوجيهات مساعدي المخرج، وشخص آخر يلعب دور مايسترو التصفيقات، وهناك نوع من الجماهير المحترفة، تحصل على تعويض متوسط ما بين 70 و100 دولار، نظراً لتعاملهم "باحترافية" مع الكاميرات، وتفاعلهم السريع مع مختلف المتدخلين في إعداد وتقديم البرامج. وظهر من خلال المعطيات التي حصلت عليها "العربي الجديد" أنه جرى إنشاء وكالات خاصة مهمتها الأولى والأخيرة ضمان حضور جماهيري مكثف داخل البرامج التلفزيونية.
وتنتشر في الجزائر ظاهرة "كراء" المعجبات خلال استقبال المشاهير من الفنانين، ويكُنَّ في الغالب من طالبات المدارس الثانوية والجامعية، مقابل ضمان التنقل إلى مكان الحدث، وتعويض لا يتجاوز في أحسن الأحوال 50 دولاراً. وحسب المعطيات، فقد شهدت الجزائر منذ مدة حالة غضب شديدة، عنوانها ظهور العديد من الفتيات في استقبال المغني المصري تامر حسني، حتى أن مجموعة من الأسر احتجت وبقوة على الجهة التي توسطت في استقطاب بناتها.
أما في مصر، فالبرامج التي تهتم بالشأن الداخلي تعتمد على شركات ووسطاء خاصين مهمتهم استقطاب الجماهير لحضور الحلقات المباشرة أو المسجلة. ويحصل معظمهم على تعويض عن حضور تصوير الحلقات قيمته 100 جنيه (حوالي 13 دولاراً)، تحتسب في خانة التعويض عن التنقل.
عفوية زائفة
وقال المخرج شكير الخليفي، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن أغلب البرامج التي تحتاج جمهوراً في مصر تؤدي له مقابلاً للحضور". وكشف الخليفي، الذي واكب تجربة تخطت11 عاماً في إخراج برامج تلفزيونية مختلفة، أن كل ما يدور داخل البلاتوهات معدٌ بإحكام، وليس عفوياً، لأن الجمهور الحاضر جرى استقطابه أصلاً. وذهب الخليفي حد القول بأن الأجواء داخل مكان التصوير مع الجمهور تكون مضحكة، لأن التوجيهات تكون مكتوبة في لوحة، ويحدث أن يرفع مساعد المخرج خطأ لوحة الضحك أو التصفيق على مشهد لا يحتاج إلى ذلك.
وعن التعويض الذي يحصل عليه هؤلاء خلال تصوير البرامج، قال الخليفي إنه قد يصل إلى 400 جنيه (53 دولاراً)، إذا كان تصوير البرنامج يتطلّب يوماً كاملاً، بالإضافة إلى ضمان التنقل إلى مكان التصوير ووجبة طعام واحدة في اليوم.
وعن فئات ونوعية الجماهير التي تؤثث فضاءات تصوير برامج القنوات المصرية والعربية، قسم المخرج شاكر الخليفي الجمهور إلى ثلاث فئات، فئة "الكومبرس" التي يتم استقطابها عبر مكاتب خاصة وكلفتها ما بين 60 و300 جنيه (ما بين 8 دولارات و40 دولاراً)، وفئة موجهة للبرامج الثقافية والسياسية التي تحتاج حضور أساتذة وطلبة ومهندسين، وفئة ثالثة خلقها برنامج باسم يوسف لأول مرة في مصر، وهي التي تؤدي وتروّج للبرنامج مقابل حضور تصوير العرض.
طرق تأمين الجمهور
وقالت الصحافية ومعدة البرامج في القناة الثانية المغربية، مريم رايسي، إن عملية ضمان حضور جمهور في حلقات برنامج أسبوعي يحتاج إلى ظهور 60 شخصاً، وهو أمر صعب جداً يحتاج مجهوداً أسبوعياً كي لا تتكرر الوجوه أمام المشاهد، ولكي تضمن كذلك نوعية تناسب كل برنامج. وأضافت رايسي، في تصريحها لـ"العربي الجديد"، أن البرامج التي تشرف عليها لا تؤدي أي تعويض للجمهور. وأوضحت بالمقابل، أن المحطات تتعاقد بشراكات مبدئية مع الجمعيات والجامعات والمدارس العليا التي توفر لها حضور أعضائها وطلابها، مقابل تحمّل القناة لمصاريف النقل.
وطرحت رايسي ضرورة إعادة التفكير في طريقة حضور الجماهير للعديد من البرامج التلفزيونية، واعتبرت أن البرامج الوحيدة التي تحتاج إلى جمهور ينشّطها هي المتخصصة في الفن، أو التي تكون عبارة عن سهرات مباشرة أو مسجلة يبحث الجمهور بنفسه عن حضورها.
أرقام:
40: أظهرت دراسة أنجزتها منظمة اليونسكو أن القنوات العربية تستورد من الدول الأجنبية ما بين 40 و70% من البرامج التي تبثها إلى فئة الشباب.
28: تستحوذ البرامج الحوارية واللقاءات مع المشاهير، حسب استطلاع أجربته "شبكة التلفزيون المدفوع"، على 28% من متابعة الجمهور المصري للبرامج.
إقرأ أيضا: مليونا شقة فارغة وملايين المصريين بلا سكن