وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، إن النيابة الإسرائيلية العامة حذرت، في كتاب رسمي، من وجود نمط معين من السلوك والعمل لدى جنود الاحتلال والقادة الميدانيين عند كل حادثة تنتهي باستشهاد فلسطيني، بعد محاولة طعن، يتم عبره "تلويث" موقع الحادثة من خلال نقل وإزالة أدلة من الموقع، أو تغيير مواقعها.
ويؤدي هذا الأمر إلى تغيير طبيعة موقع الحدث، وعدم قدرة المحققين على معرفة ما حدث فيه بصورة دقيقة، الأمر الذي يضع صعوبات أمام قدرة هذه الجهات أيضا في الدفاع عن الجنود الإسرائيليين، في ظل الشكاوى والدعاوى التي بدأ الفلسطينيون برفعها ضدهم في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
ووضع ذلك مصاعب كبيرة أمام محققي النيابة العامة في تعقب حقيقة ما حدث في كثير من عمليات الإعدام الميدانية، التي نفذها جنود الاحتلال في العام الأخير، بحق فلسطينيين وفلسطينيات ادعى جنود الاحتلال أنهم حاولوا تنفيذ عمليات طعن ضد مستوطنين وجنود.
وفي التفاصيل، فإن الجنود والقادة العسكريين للجيش، يقومون أحياناً كثيرة، بنقل "آثار" من الحادث من مكانها، أو يلوثون موقع الحادث من خلال الدوس على بقع الدماء على الأرض، أو بفعل قيامهم بلمس كثير من الموجودات وترك بصمات عليها. ناهيك عن صرف القادة العسكريين لكثير من شهود العيان من الموقع قبل وصول المحققين، أو إتاحة المجال أمام وجود عدد كبير من المستوطنين خصوصاً في مناطق مثل الخليل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الكتاب المذكور كان قد وُجِّهَ لسلطات الجيش قبل عملية الإعدام الميدانية التي قام بها الجندي القاتل، إليئور أزاريا، في 24 مارس/ آذار الماضي، بإعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف، وهو ملقى على الأرض بعد إصابته بعيار ناري ودون أن يشكل خطراً على أحد.
وبين شريط موثق لأحد متطوعي منظمة "بتسيلم" غير الحكومية، كيف قام القاتل بإعدام الشريف، فيما أظهر تقرير لبرنامج في القناة الثانية، تم بثه الشهر الماضي، حالة من الفوضى، ظهر فيها عدد كبير من مستوطني الخليل في موقع الجريمة، وهم يديرون دفة الأمور ويصدرون أوامر حتى للجنود في المكان. كما بينت صور الشريط المذكور، كيف تم رمي سكين بجانب جثمان الشهيد لتأكيد الادعاء بأنه حاول طعن الجنود.