بعد رحلاته إلى جزيرة سقطرى اليمنية (380 كلم جنوبي شبه الجزبرة العربية)، أصدر الكاتب والمصوّر الإسباني جوردي استيفا (1951) كتاباً بعنوان "سقطرى: جزيرة الجن" عن "دار أتلانتا للنشر" عام 2014، تناول فيه الأساطير التي تدور حول نباتاتها وحيواناتها البدائية، كما أنتج فيلماً وثائقياً يحمل عنوان الكتاب نفسه ونقَل كل هذه المعلومات والروايات على ألسنة أهل الجزيرة.
"أركاديا العربية" عنوان معرضه الجديد الذي يُفتتح عند العاشرة من صباح الخميس، الرابع والعشرين من الشهر الجاري، في "البيت العربي" بمدريد، ويتواصل حتى الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ضمن فعاليات "مهرجان صورة إسبانيا".
يتكوّن المعرض من سلسلتين؛ الأولى صور من سقطرى التي "توصف بأنها جزيرة السندباد، المكان المفقود في المحيط الهندي الذي سافر إليه كل من الهنود واليونانيين والعرب لعدّة قرون، حيث جذبتهم خصائصه ومنها الغطاء النباتي الذي يشمل أكثر من ثمانمئة نوع من الأشجار والأعشاب، ومئات أنواع الطيور والحيوانات، إلى جانب النقوش على الكهوف التي تعود إلى حضارات عدّة"، بحسب بيان المنظّمين.
تتناول صور الجزيرة اليمنية الأساطير والقصص الخاصة بالجن (الأرواح) والتي لا تزال تُروى باللغة السقطرية، التي تعدّ إحدى اللغات العربية الجنوبية القديمة، والتي اختلطت مع العربية الحديثة ولم تعد الأجيال الجديدة تتحدّث بها، ولكن لا يُعرف عنها الكثير بسبب انعزال الجزيرة التي حالت الرياح الموسمية دون إنشاء موانئ بحرية دائمة فيها على غرار تلك التي أسّسها العرب في شرقي أفريقيا.
أما السلسلة الثانية فهي لواحات مصر الخمس الكبرى (سيوة، والبحرية، والفرافرة، والداخلة، والخارجة)، وهي "عوالم صغيرة ظلت صامدة في الزمن لفترة طويلة، متمسكة بثقافتها الخاصة، ما أدى إلى ظهور العديد من الأساطير حولها"، وفق البيان ذاته.
يقول جوردي في تقديمه: "لم أكن مهتماً بأخذ لقطات للكثبان أو السراب، أو معابد الفراعنة التي انهارت في هذه الأماكن، والتي من الممكن أن تسعد المسافرين الرومانسيين... كان منظوري يشبه ذلك الصياد الصبور الذي يجلس في الانتظار. بحثت عن الوقت المناسب، طاردت الظلال وانتظرت اللحظة، حيث كنت أرغب في التقاط روح المكان".
وأصدر استيفا العام الماضي كتاباً بعنوان "واحات مصر" عن "منشورات إيدتوريال بي إم"، تضمّن صوره الفوتوغرافية التي التقطها خلال زيارته لتلك الواحات ورؤيته في إعادة اكتشاف هذه المناطق المحاصرة بالصحراء، والتي تواجه زحف العالم المعولم إليها على طريقتها.