وتحدث جونسون، في تصريحات لموقع إخباري إلكتروني، عن العلاقات مع روسيا والصين، وأشار إلى وجود "أسلوب في جنون" مقاربات ترامب السياسية.
ورفضت الناطقة باسم رئيسة الوزراء البريطانية التعليق على تصريحات جونسون، التي سرّبت إلى وسائل الإعلام وكشفها موقع "بازفيد" الأخباري أولاً.
ولم يسع جونسون، المعروف بتصريحاته التي تفتقر إلى الدبلوماسية على الرغم من منصبه، إلى انتقاء كلماته في تصريحاته التي أدلى بها خلال عشاء أقامته مجموعة ضغط محافظة، وكان يفترض ألا تكشف، لكن وسائل إعلام عديدة حصلت على تسجيلات لها.
وقال جونسون في التصريحات التي نقلها موقع "بازفيد نيوز"، في انتقاد ضمني لطريقة عمل ماي، إنه "إذا لم تكن لديكم الشجاعة للرغبة في سياسة مستقلة، فلن تحصلوا على الأرباح الاقتصادية لبريكست. لن تحصلوا أبداً على الأرباح السياسية لبريكست".
وأشار الوزير المشكك في الوحدة الأوروبية إلى أن تيريزا ماي "ستدخل في مرحلة سنصبح فيها أشرس مع بروكسل"، في إشارة إلى المفوضية الأوروبية التي وصفها بـ"العدوة"، قائلاً: "سنحارب العدو، وهذا صحيح تماماً. علينا أن نفعل ذلك".
واستدرك: "لكن عليكم القبول بواقع أن الأمر قد ينهار الآن. أريد ألا يصاب أي شخص بالهلع خلال هذا الانهيار. لا هلع. من أجل الناس، لا هلع، وكل شيء سيكون على ما يرام في نهاية المطاف".
وتابع وزير الخارجية البريطاني أن بريكست "لا رجعة فيه"، لكنه "يمكن ألا يكون بالشكل الذي نريده نحن"، مشيراً إلى أن "الطبقة الحاكمة"، وخصوصاً الخزانة التي يديرها وزير المالي فيليب هاموند، تسعى إلى أن يجري "بريكست بأقل قدر ممكن من التغيير".
وأضاف أن هناك احتمالاً كبيراً بأن نرى المملكة المتحدة تقبل باتفاق يتجاوز "خطوطاً حمراً" عديدة لمؤيدي بريكست بلا تنازلات، وجونسون أحدهم، بما أن البلاد "عالقة الآن في فلك الاتحاد الأوروبي، في الاتحاد الجمركي وبشكل أوسع في السوق المشتركة".
حماقة
ويفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد في نهاية مارس/ آذار 2019، مع البقاء في الاتحاد الجمركي حتى نهاية 2020، الوقت اللازم لإعداد شراكة جديدة.
ويمكن تمديد هذه المهلة إلى نهاية 2021 إذا لم يتم التوصل إلى حل يضمن إبقاء الحدود مفتوحة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
ويخشى مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد بلا تنازلات أن يستمر هذا الوضع إلى ما لا نهاية.
ويفترض أن يتحدث كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه، بعد ظهر الجمعة، عن تقدم المفاوضات، خصوصاً بشأن القضية الشائكة التي تمثلها الحدود الأيرلندية. لكن جونسون قلل من أهمية هذه القضية، وقال "إنها صغيرة جداً، وتضم عدداً قليلاً جداً من الشركات التي تستخدم فعلياً هذه الحدود بشكل منتظم، إلى درجة أنه لا يمكن فهم اتخاذ مسألة صغيرة إلى هذا الحد أبعاداً كهذه".
وأضاف جونسون: "نسمح لهذه الحماقة بأن تملي علينا كل برنامج عملنا". ورأى أن ترامب كان سيواجه المفوضية الأوروبية بقوة، مشدداً: "أزداد إعجاباً بدونالد ترامب. أزداد قناعة بأن هناك أسلوباً منظماً في جنونه".
واعترفت الناطقة باسم ماي بوجود "جدل حاد" داخل الحكومة، وقالت إن "رئيسة الوزراء تعتقد أن مكتبها وحكومتها يعملان بجد لتنفيذ إرادة الشعب"، إلا أنها رفضت تصريحات جونسون بشأن الحدود الأيرلندية.
وقالت إن تجنّب المراقبة على الحدود بين أيرلندا الشمالية ودبلن "أولوية لدى رئيسة الوزراء من اليوم الأول"، مضيفة أن "رئيسة الوزراء ملتزمة الاتحاد (المملكة المتحدة)، وظهور حدود عملية سيعرض ذلك للخطر".
خبرة نووية
وأكد وزير الخارجية البريطاني: "تصوّروا لو أن دونالد ترامب يصنع بريكست"، مضيفاً: "سيقوم بذلك بأكبر قدر من القوة (...) ستكون هناك كل أنواع القطيعة وكل أنواع اللحظات الفوضوية. الجميع سيعتقدون أنه أصيب بالجنون. لكن في نهاية المطاف سنصل إلى أمر ما. إنها فكرة لطيفة جداً".
على الصعيد الدولي، أكد جونسون أن تيريزا ماي ستعرض على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا خطة تقضي بإنشاء "وحدة للتدخل السريع" في مواجهة "الاعتداءات الروسية"، وخصوصاً الهجمات الإلكترونية.
وأوضح أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، طلب من المملكة المتحدة استخدام "خبرتها النووية لتفكيك الصواريخ النووية لكيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي".
وحول الصين، قال: "نحتاج إلى مواجهة الصين دبلوماسياً، إلى معاملتها كصديقة وشريكة لنا، لكن أن نعترف أيضاً بأنها منافستنا التجارية وستحاول الاحتيال علينا".
وصرّح مصدر قريب من جونسون أن "تسجيل" التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية في هذا العشاء الخاص، "وتوزيعها على وسائل الإعلام" أمر "محزن جداً ومخيّب للآمال".
وجونسون معروف بهفواته التي تصل إلى حد إرباك تيريزا ماي، لكن تصريحاته الأخيرة هذه أثارت ذهول المراقبين.
وقال الصحافي جاك بلانشار، من موقع "بوليتيكو" الإلكتروني: "لم يحدث يوماً في الماضي أن سمعت وزيراً للخارجية البريطانية يدلي بتصريحات كهذه حول حلفاء وأعداء وحول حكومته".
(فرانس برس)