بعد تقديمها لمدة شهر على مسرح الجميزة، يمدّد، جو قديح، مسرحيته المونودرامية الأخيرة "أبو الغضب" حتى آخر شهر آذار. لا يتطرَّق عرض جو قديح الأخير إلى موضوعة الحرب ومجرياتها السياسية، بقدر ما يتطرق إلى يومياتها الصغيرة. "العربي الجديد" أجرت حواراً مع جو قديح حول العرض.
أحكي عن الناس العاديين
عن المسرحيَّة يقول قديح لـ "العربي الجديد": "تتناول المسرحية المقاومين أيام الحرب الأهلية اللبنانية. وعندما أقول مقاومين أعني الناس العاديين دون التطرق إلى السياسة. بالطبع، وضعت الأمور في سياق الأحداث، ولكن لم أحكم على أحد. بالنسبة لي، الأبطال هم الشعب اللبناني على مختلف أطيافهم وانتماءاتهم في كل المناطق اللبنانية. إذْ قاوموا كلٌ على طريقته الخاصة لأجل البقاء على قيد الحياة. لدي حنين لهذه المرحلة ولهذا الزمن، وهو حنين يستعيد يومياتنا الصغيرة. كيف كنا نلتقي ببعضنا البعض، كيف كنا نخاطر ونجتاز المعابر، كيف كنا ننزل مسرعين إلى الملاجئ. ورغم كل الأيديولوجيات والأفكار النمطية التي تشرّبناها إبان الحرب حول العدو، إلا أنَّ الأمر الوحيد الذي كان يجمعنا كان الإعلام وعالم الفن. هو نوع من تكريم كبير لتلفزيون لبنان وللراديو وللمذيعين والممثلين والمخرجين والكتاب والفنانين الذين أدخلوا نفحة أمل على حياتنا اليومية، والذين أعادوا لنا هذا الإحساس بإنسانيتنا. خلال الحرب كانت غريزتنا هي التي تسوق سلوكياتنا. كل ما كنا نفكر به هو هروبنا من القذيفة، وفي أي غرفة آمنة علينا أن ننام".
وضعت 100 صفحة جانباً
عن عمليَّة كتابة نص المسرحيَّة يقول جو: "استغرقت عملية الكتابة الكثير من الوقت. أحياناً، كان يمضي أكثر من شهرين دون أن أكتب كلمة واحدة. إذْ كنت أواجه أنواعاً من الفراغات. وكانت دائماً تراودني فكرة، ماذا سأقدّم كعرض، وماذا سأقدم كمادة مكتوبة بداعي الأرشفة والنشر لاحقاً. المادة المكتوبة هي مادة أضع فيها كل ما كتبت سابقاً وحذفت، خاصةً على مستوى تأريخ الحرب اللبنانية من وجهة نظري الخاصة، وهناك مئة صفحة تم وضعها جانباً. ركزت في نص العرض على كيفية تركيب الحبكة الدرامية، وعلى كل ما يعني الناس مباشرة، وما فاجأني في العرض هو ضحك الناس وتجاوبهم، كما لو أنهم يقومون بنوع من علاج نفسي عبر استعادة جزء من ذكرياتهم والضحك عليها. وضعت سياقاً بسيطاً واعتمدت على 7 أغان سجعية، وتلي كل أغنية حكاية".
اقــرأ أيضاً
لم أتطرق إلى موضوع الحرب
أمّا عن سبب اختيار جو الكوميديا للتعبير عن مواقف جدية وحزينة أحياناً، فيقول: "لم أتطرق يوماً لموضوع الحرب في مسرحياتي. بالنسبة لي، كل المسرحيات التي حضرتها عن الحرب اللبنانية، على أهميتها طبعاً، فيها إما وعظة أو تراجيديا. أنا أحببت أن أعالج موضوع الحرب واضعاً ضحكة على مبسم الجمهور. الضحك هو نوع من علاج، واليوم خاصةً مع وسائل التواصل الاجتماعي، يبتعد الناس شيئاً فشيئاً عن إنسانيتهم. حين أقول لأحدهم إنني أعمل على عمل جديد يقولون: "مسرح؟ أنا بحاجة أن أضحك". هذا الشيء لا يعني أن ما أقدمه هو نكتة. الكوميديا أصعب من التراجيديا. ما أقدمه على الخشبة هو تلك الحدوتة الصغيرة حول يوميات أبطال الحرب الحقيقيين، حول والدتي التي رأيتها وهي تركض واضعة "طنجرة برستو" على رأسها خوفاً من القنص. تلك الحكايا الصغيرة عنا نحن. نحن الذين وقفنا على المعابر، وانتظرنا لساعات لشراء الماء والبنزين. وتآكلت أجمل أيام حياتنا".
وحول الأعمال المقبلة، يختتم قديح: "لا أعرف حتى الآن. كلّ عام بعامه. حالياً، أنا أدير مسرح الجميزة الآن مع سولانج تراك، هناك الكثير من المحترفات وورشات العمل التي ننظمها. من ناحيتي، أحب المسرح الكلاسيكي، ولكن المشكلة في لبنان، أن المسرح الكلاسيكي ليس لديه جمهور".
أحكي عن الناس العاديين
عن المسرحيَّة يقول قديح لـ "العربي الجديد": "تتناول المسرحية المقاومين أيام الحرب الأهلية اللبنانية. وعندما أقول مقاومين أعني الناس العاديين دون التطرق إلى السياسة. بالطبع، وضعت الأمور في سياق الأحداث، ولكن لم أحكم على أحد. بالنسبة لي، الأبطال هم الشعب اللبناني على مختلف أطيافهم وانتماءاتهم في كل المناطق اللبنانية. إذْ قاوموا كلٌ على طريقته الخاصة لأجل البقاء على قيد الحياة. لدي حنين لهذه المرحلة ولهذا الزمن، وهو حنين يستعيد يومياتنا الصغيرة. كيف كنا نلتقي ببعضنا البعض، كيف كنا نخاطر ونجتاز المعابر، كيف كنا ننزل مسرعين إلى الملاجئ. ورغم كل الأيديولوجيات والأفكار النمطية التي تشرّبناها إبان الحرب حول العدو، إلا أنَّ الأمر الوحيد الذي كان يجمعنا كان الإعلام وعالم الفن. هو نوع من تكريم كبير لتلفزيون لبنان وللراديو وللمذيعين والممثلين والمخرجين والكتاب والفنانين الذين أدخلوا نفحة أمل على حياتنا اليومية، والذين أعادوا لنا هذا الإحساس بإنسانيتنا. خلال الحرب كانت غريزتنا هي التي تسوق سلوكياتنا. كل ما كنا نفكر به هو هروبنا من القذيفة، وفي أي غرفة آمنة علينا أن ننام".
وضعت 100 صفحة جانباً
عن عمليَّة كتابة نص المسرحيَّة يقول جو: "استغرقت عملية الكتابة الكثير من الوقت. أحياناً، كان يمضي أكثر من شهرين دون أن أكتب كلمة واحدة. إذْ كنت أواجه أنواعاً من الفراغات. وكانت دائماً تراودني فكرة، ماذا سأقدّم كعرض، وماذا سأقدم كمادة مكتوبة بداعي الأرشفة والنشر لاحقاً. المادة المكتوبة هي مادة أضع فيها كل ما كتبت سابقاً وحذفت، خاصةً على مستوى تأريخ الحرب اللبنانية من وجهة نظري الخاصة، وهناك مئة صفحة تم وضعها جانباً. ركزت في نص العرض على كيفية تركيب الحبكة الدرامية، وعلى كل ما يعني الناس مباشرة، وما فاجأني في العرض هو ضحك الناس وتجاوبهم، كما لو أنهم يقومون بنوع من علاج نفسي عبر استعادة جزء من ذكرياتهم والضحك عليها. وضعت سياقاً بسيطاً واعتمدت على 7 أغان سجعية، وتلي كل أغنية حكاية".
لم أتطرق إلى موضوع الحرب
أمّا عن سبب اختيار جو الكوميديا للتعبير عن مواقف جدية وحزينة أحياناً، فيقول: "لم أتطرق يوماً لموضوع الحرب في مسرحياتي. بالنسبة لي، كل المسرحيات التي حضرتها عن الحرب اللبنانية، على أهميتها طبعاً، فيها إما وعظة أو تراجيديا. أنا أحببت أن أعالج موضوع الحرب واضعاً ضحكة على مبسم الجمهور. الضحك هو نوع من علاج، واليوم خاصةً مع وسائل التواصل الاجتماعي، يبتعد الناس شيئاً فشيئاً عن إنسانيتهم. حين أقول لأحدهم إنني أعمل على عمل جديد يقولون: "مسرح؟ أنا بحاجة أن أضحك". هذا الشيء لا يعني أن ما أقدمه هو نكتة. الكوميديا أصعب من التراجيديا. ما أقدمه على الخشبة هو تلك الحدوتة الصغيرة حول يوميات أبطال الحرب الحقيقيين، حول والدتي التي رأيتها وهي تركض واضعة "طنجرة برستو" على رأسها خوفاً من القنص. تلك الحكايا الصغيرة عنا نحن. نحن الذين وقفنا على المعابر، وانتظرنا لساعات لشراء الماء والبنزين. وتآكلت أجمل أيام حياتنا".
وحول الأعمال المقبلة، يختتم قديح: "لا أعرف حتى الآن. كلّ عام بعامه. حالياً، أنا أدير مسرح الجميزة الآن مع سولانج تراك، هناك الكثير من المحترفات وورشات العمل التي ننظمها. من ناحيتي، أحب المسرح الكلاسيكي، ولكن المشكلة في لبنان، أن المسرح الكلاسيكي ليس لديه جمهور".