وأوضحت "يسرائيل هيوم" أن "الانفراج" في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين يأتي في أعقاب استجابة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، بعدم إعادة السفيرة الإسرائيلية التي تولت مهامها في فترة وقوع الجريمة إلى عمّان.
وتضيف المعلومات التي أوردتها الصحيفة أنهم في إسرائيل طلبوا عدم المس بالسفيرة، وعليه فإنها ستحصل على منصب جديد، وهذا ما أوصى به نتنياهو مدير عام وزارة الخارجية، إذ وجّه بأن يكلّفها بمنصب رفيع لا يمس في مكانتها.
وكانت السفيرة الإسرائيلية، عينات شلاين، قد غادرت عمّان منذ وقوع الحادثة، "ورفض الأردنيون عودتها إلى عمّان، وطلبوا في نهاية المطاف التحقيق مع الحارس في بلدهم"، وهو ما رفضته إسرائيل، وأعلنت عن تجميد كافة أنواع التعاون مع الأردن، كما قامت بوقف نشاط القنصلية الإسرائيلية في الأردن.
وأثر هذا الأمر على المضي قدماً بمشروع "قناة المياه" المشترك بين البلدين، كما أعاق استصدار تأشيرات دخول لآلاف الأردنيين إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وفق ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.
وذكرت "يسرائيل هيوم" أنه خلال الأسبوع الماضي، توجه الأردنيون إلى وزارة التعاون الإقليمي الإسرائيلية، وهددوا بأنه في حال لم تتجاوب إسرائيل مع التقدم بمشروع "قناة المياه" فإنهم سيمضون فيه وحدهم.
وفي إطار هذا المشروع، تقوم إسرائيل بتزويد الأردن بالمياه من منطقة بحيرة طبريا، كما تقوم بتحلية المياه في المنطقة الجنوبية من البلاد، فيما يسود الاعتقاد في تل أبيب أنه "رغم عدم مقدرة الأردن على المضي قدما لوحده في المشروع، لأنه مرتبط بشكل وثيق مع إسرائيل، فإن هذه فرصة لإنهاء الأزمة".
وكانت الجريمة التي وقعت في بناية سكنية في العاصمة الأردنية، في يوليو/ تموز الماضي، قد أثارت غضبا كبيرا في البلاد.
ومنذ ذلك الحين، كان الأمر الأهم بالنسبة لإسرائيل هو الحفاظ على رجل الأمن الذي أطلق النار، ومنع اعتقاله أو التحقيق معه في الأردن، ليتم التحقيق معه في إسرائيل من قبل طاقم خاص من محققي "جهاز الأمن العام الإسرائيلي" (الشاباك)، ووزارة الخارجية ووزارة القضاء، فيما لن يتم التحقيق معه في الأردن، بعدما "تم الاتفاق على نقل نتائج التحقيقات إلى الأردنيين".
وتعتبر عينات شلاين، التي شغلت منصب السفيرة بعمان منذ 3 سنوات، السيدة الإسرائيلية الأولى التي تتولى منصب سفيرة في دولة عربية.
وفي نظر الإسرائيليين فهي دبلوماسية مخضرمة وتحظى بتقدير كبير، وأشادت القيادة السياسية بأدائها في هذه الأزمة، كما اجتمع بها نتنياهو بحضور حارس السفارة بعد عودتهما إلى إسرائيل مباشرة، والتقط ثلاثتهم صورة مشتركة عممها مكتب نتنياهو في حينه، وأثارت غضبا كبيرا في أوساط الأردنيين الذين قالوا إنها جاءت "لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الأردنيين".
وتدخل البيت الأبيض حينئذ ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لاحتواء الأزمة، وبدأت الأمور تهدأ بعد قيام رئيس جهاز "الشاباك" في حينه، يورام كوهين، بزيارة عمّان وإطلاع الأردنيين على تفاصيل التحقيق مع رجل الأمن الذي أطلق النار.
في المقابل، ووفق الصحيفة العبرية، تم الاتفاق على قيام إسرائيل بإزالة البوابات الإلكترونية التي نصبتها عند الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى. وقالت إسرائيل وقتئذ إنه لم يكن هناك اتفاق في هذا الصدد، ولكن "نشأت ظروف قادت إلى حل الأزمتين معاً".
ولم تتطرق أي جهة رسمية إسرائيلية للتسوية الجديدة. وعقبت وزارة الخارجية: "نحن نعمل على توفير حل يعيد العلاقات إلى مسارها".