حاضنة شعبية على هامش الاستبداد
وردت هذه الجملة في سياق حديث الرئيس النيجيري عن فلسطين في أثناء استقباله بمقر إقامته في أبوجا، السفير الفلسطيني منتصر أبو زيد، الذي سلمه رسالة تهنئة من الرئيس محمود عباس بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
لا أدري ما سر ارتباط الزعماء والجنرالات والأنظمة بهذه الجملة وحفظها دون غيرها عن ظهر قلب؟ هل هي الضرورة اللغوية التي تضفي بعداً شاعرياً على خطاباتهم الإنشائية؟ أم أنها الحالة العاطفية التي تستدعي تكاتفاً بروتوكولياً إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في مناسباتهم الوطنية؟ أم هي العبارة المفتاحية والطريق الأقصر لتأمين حاضنة شعبية على هامش الاستبداد والتسلط.
شيء ما يدعوك للابتسام وأنت تتابع تأكيدات رنانة على دعم القضية الفلسطينية من جهات مازالت تبحث عن من يدعهما في إثبات وجودها وشرعيتها على الأرض!
وهو ذات الشيء الذي يدعوك للابتسام ثانية، وأنت تتذكر امتناع نيجيريا العام الماضي عن التصويت في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الفلسطيني الهادف إلى وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
كم مرة وردت هذه الجملة في البيانات الختامية لاجتماعات القمم العربية؟ وكم مرة ترجمت على أرض الواقع؟ وما هي التغيرات التي طرأت عليها منذ النكسة حتى الذكرى السابعة والستين للنكبة، باستثناء الفقرة الجديدة التي تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة؟
إنها الوصفة السحرية للانضمام لنادي الجلادين العرب الذين لم يدخروا جهداً في جلد إسرائيل بسياط كلماتهم الملتهبة، يكفي أن تردد هذه الجملة ثلاث مرات في اليوم كي ينمو فيك نزق ثوري، لربما تكون رئيساً محتملاً، من يدري.. قد نحرر على يديك القدس دون الحاجة لسيف صلاح الدين.. ألم يسقط "أحمد سعيد" بصوته تل أبيب!