لم يبق لدى عصابة بشار الأسد ما تتاجر به، سوى بطون الجائعين والمحاصرين، بعد تأجير وبيع كل ما يباع للخارج، من عقود نفط وغاز وكهرباء وصوامع حبوب، وحتى العقارات التي فضح أمرها المفاوض الإيراني إثر شرط بقائها بملكية الإيرانيين كأحد شروط التخلي عن بشار الأسد.
وفي آخر مشهد درامي ينقصه حسن الإخراج، أعلنت دمشق أن دوريات حماية المستهلك ضبطت الخميس 24 كيس سكر و25 كيس طحين، تم استجرارها من مراكز توزيع المقنن، لبيعها بالسوق السوداء.
وساق المخرج بناء على نص مديرية التجارة الداخلية المهلهل، أن عمليه ضبط المهربات تمت بمنطقة العدوي بدمشق وأن التجار حصلوا على مستحقات الشعب عبر التغرير بالسوريين وشراء بطاقات التموين وقسائم المقننات بأسعار متدنية.
من اللامنطق ربما، دحض ادعاءات عصابة الأسد بالمنطق، ولكن ومن قبيل فضح غباء الادعاء والمدعين وكشف سخف الطرح وسوء الاخراج نسأل: كيف مرت المهربات على عشرات الحواجز حتى وصلت للعدوي؟
قصارى القول: سألني قبل أيام رجل كان متنفذا جداً ضمن دائرة النظام، ومازال يتابع آليات ارتزاق مافيا الأسد هناك.
أتعلم من أين يأتي النظام برواتب الموظفين والشبيحة ومعظم تمويل الحرب؟!.
وأجاب بعد إيمائي بجهل الإجابة... كل السيولة لدى نظام الأسد اليوم من تجارة الحرب.
وأضاف المسؤول السوري السابق، أتعلم أن إدخال المواد الغذائية للغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين الوحيد قد أوكلت لرجل الأعمال "خ.ح" مقابل مليون ليرة لكل طن.
خلاصة القول: عندما تعلم عزيزي القارئ أن سعر ربطة الخبز "أقل من 2 كلغ" لا تتجاوز 75 ليرة بدمشق وتباع بمخيم اليرموك ومدن الغوطة الشرقية بأكثر من 2000 ليرة، أي على بعد لا يتجاوز 10 كليومترات، وسعر كيلو الدقيق أوالسكر لا يتجاوزان 150 ليرة ويصل سعر الكيلو بدوما أو المخيم لأكثر من 3000 ليرة، يمكنك وقتها أن تتصور حجم الأرباح والعائدية التي دفعت النظام السوري لبيع الطرق والحواجز ومنح وكالة حصرية بين دمشق والغوطة لرجل أعمال كبير ومعروف .
أما المشاهد الختامية من كل مسرحية ظهور لحكومة الأسد، فلا بد أن يتضمن الحديث باسم السوريين الذين جوعهم الحصار ونالت الحرب الكونية من مستوى معيشتهم، وكأن قول الإمام البسطامي "أكثركم ذكراً لله أبعدكم عن طاعته" موضوعة كلازمة إجبارية الذكر، أمام الأسد وعصابته.
اقرأ أيضاً: ارتفاع المواد الأساسية 500% وانخفاض الدخل ينهك السوريين