وحسب لائحة الاتهامات، فإن المتجمهرين منعوا السلطات العامة من ممارسة عملها ومقاومتها، واشتركوا في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه ارتكاب جريمة، وعرقلوا السلطات العامة من القيام بأعمالها باستعمال القوة والعنف وبالتهديد ضد موظفين عموميين لمنعهم من أداء وظيفتهم.
وقالت تحقيقات النيابة العامة إن رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بمركز شرطة أجا تلقى بلاغاً صباح يوم الحادي عشر من إبريل/نيسان الجاري مفاده تجمهر بعض الأشخاص بقرية "شبرا البهو"، بدائرة المركز، لمنع دفن جثمان سيدة متوفاة - بلغت من العمر أربعة وستين عاماً - بمدافن ذويها بالقرية إثر إصابتها بفيروس "كورونا" المُسْتَجَد.
وأفادت التحقيقات بأن الأشخاص اعترضوا سيارة الإسعاف التي تنقل الجثمان وطاقم الطب الوقائي المُصاحِب له وذويها من الوصول للمقابر ورددوا هتافات لمنع دفن الجثمان بمقابر القرية، كما أضرم بعضهم النيران بأراض زراعية محيطة بالتجمهر وبإطارات سيارات بالطريق العام لمنع قوات الأمن وسيارة الإسعاف من المرور.
وحسب التحقيقات، فإن بعض المتجمهرين ألقوا الحجارة على قوة الشرطة وسيارة الإسعاف، فأحدثت إحداها تلفاً بإحدى السيارات، مشيرة إلى أن الشرطة اتخذت إجراءات فض تجمهرهم بالغاز المُسيِّل للدموع؛ وتم ضبط ثلاثة وعشرين منهم، بينما لاذ الباقون بالفرار، كما تم اتخاذ إجراءات دفن المتوفاة تحت إشراف طاقم الطب الوقائي بالإجراءات الوقائية اللازمة.
وقال نجل المتوفاة للنيابة إنه تبين إصابة والدته بفيروس كورونا بعد نقلها إلى المستشقى وأنها تُوفِّيَت في مساء العاشر من شهر إبريل/نيسان الجاري، موضحاً أنهم فوجئوا، خلال توجههم صباح اليوم التالي لدفن الجثمان، ببعض المتجمهرين يحاصرون سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة المصاحبة لها، وضربوا على سيارة الإسعاف بأيديهم للتهديد، ومنهم من ألقى بحجارة عليهم أحدثت إحداها تلفاً بسيارة الإسعاف، وأضرم آخرون النيران بإطارات سيارات وأخشاب لقطع الطريق العام.
وقد رصدت النيابة العامة عدداً من المقاطع المصورة المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي للواقعة وشاهدتها وظهرت وجوههم وأصواتهم بوضوح.
وباستجواب النيابة العامة المتهمين؛ أنكروا ما نسب إليهم من اتهامات، وأقر عدد منهم بسماعهم منادياً عبر مكبر صوت صباح يوم الواقعة أبلغهم بوصول متوفاة بفيروس كورونا إلى القرية ودعا الأهالي للتجمهر للحيلولة دون دفنها.
وتعرف أحد المتهمين، عند استجوابه من النيابة، على عدد من المتجمهرين الهاربين بالمقاطع المصورة المرصودة حال مواجهته بها، وأقر آخر بمشاهدته ثلاثة من المتهمين المضبوطين يعترضون سيارة الإسعاف.