حبّ الأم لطفلها يعزّز نمو دماغه

30 مايو 2016
هناك مرحلة يستجيب فيها الدماغ أكثر لدعم الأم (Getty)
+ الخط -
أظهرت دراسة حديثة من كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس الأميركية، أنّ حب الأم لطفلها الرضيع ودعمها له يغذّي دماغه ويساعده على النمو بمعدّل مرتين أكثر من نظرائه الذين تهملهم أمهاتهم.
وبيّنت الدراسة أنّ الأطفال الذين يحصلون على قدر أكبر من الدعم من قبل أمهاتهم، قبل بلوغهم سن المدرسة، يمتلكون حصيناً (مركز العاطفة والذاكرة والجهاز العصبي اللاإرادي في الدماغ) أكثر نمواً وأكبر من أولئك الذين لا يحظون بالمعاملة ذاتها. وعلاوة على ذلك، أكّدت الدراسة أنّ الأطفال الذين تهملهم أمّهاتهم قبل بلوغ سن السادسة، يعجزون عن اللحاق بالركب وتعويض ما فاتهم من حب، حتى أولئك الذين أصبحت أمهاتهم أكثر دعماً في السنوات اللاحقة.

من جانبها، تقول الدكتورة جوان لوبي، الطبيبة النفسية للأطفال من الجامعة، إنّ الدراسة تشير إلى أنّ هناك مرحلة حساسة يستجيب فيها الدماغ بشكل أكبر لدعم الأم، وأنّ العلاقة بين الوالدين والطفل خلال فترة ما قبل المدرسة، تعتبر حيوية وأكثر أهميّة من علاقته بهما حين يكبر. كما تلفت إلى أنّ ذلك يعود إلى زيادة المرونة في الدماغ لدى الأطفال الصغار، وتأثّر الدماغ أكثر بما يتعرّض له من تجارب في وقت مبكر جداً من الحياة، ما يعني أهمية تلقي الأطفال للدعم والرعاية خلال سنواتهم الأولى.

تابعت الدراسة حياة 127 طفلاً، حين كانوا على وشك الالتحاق بالمدرسة حتى مرحلة المراهقة المبكرة، وفحصت أدمغتهم طوال الوقت ليتمكّن الباحثون من مراقبة نموّها. وقاس الباحثون معدّل رعاية الأمهات عن طريق مراقبتهن عن كثب وتسجيل تفاعلهن مع أطفالهن بالفيديو.

بدورها، تقول هالة (58 عاماً) وهي عراقية مقيمة في لندن لـ"العربي الجديد" إنّ حفيدها حرم من اهتمام والدته خلال السنوات الأولى من عمره، بسبب معاناتها من مشاكل زوجية أدّت إلى الطلاق، وأصيبت بالاكتئاب وعجزت عن تقديم الرعاية والحب الكافي الذي يحتاجه الطفل لينمو بشكل سليم. تضيف أنّها حاولت أن تعوّضه عن حنان أمّه فقد أقام معها أكثر من سنتين ريثما تتعافى والدته ممّا تعاني من ألم وحزن. لكنّ حاجة الطفل إلى والدته ظهرت وكان كلّما جاءته يهرع إليها ويرتمي بين أحضانها، ويقف حزيناً والدموع في عينيه كلّما رحلت.
تكمل هالة أنّ حفيدها اليوم شاب في العشرين، تنقصه الثقة بالنفس، كما يتعثّر في دراسته، ويعتمد على الآخرين في جميع أمور حياته. ومن اللافت أيضاً عدم وجود أصدقاء له، وانعزاله شبه الكامل عن العلاقات الاجتماعية.

دلالات