قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، إن روسيا تمارس أبشع المجازر بحق الشعب السوري، مضيفاً أنه خلال الشهر الماضي فقط نفذت القوات الروسية نحو 58 مجزرة بحق المدنيين.
ولفت حجاب في مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم الأحد، إلى أن "روسيا تمارس سياسة الأرض المحروقة في سورية، ونحو 10 آلاف سوري يفرون يوميا بسبب القصف الروسي باتجاه المناطق الحدودية".
وأشار رئيس هيئة المفاوضات السورية إلى أن "الهيئة اتخذت قراراً بالسير في الحل السياسي للوصول إلى الانتقال السياسي، إذ إن الحل في المشكلة السورية يكمن في تحييد المؤثرات الخارجية المتمثلة في العمليات العدائية التي تقوم بها روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها، ووقف القصف الذي تشنه المقاتلات الروسية على المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان ومحاربة الإرهاب في كافة أشكاله ومن ثم إطلاق حل سياسي يقوم على نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون تمييز أو إقصاء، وذلك من خلال إنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية"، مؤكداً أن "لا مكان فيها لبشار الأسد وللذين تلطخت أيديهم بالدماء".
كما أضاف حجاب أن "الحل السوري يأتي بالمحافظة على وحدة الأراضي السورية وصيانة مؤسسات الدولة وإعادة تأهيل وهيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، ووضع الإطار التنفيذي الواضح للمحاسبة والعدالة الانتقالية".
اقرأ أيضا: الرياض: توقيت التدخل البري في سورية يحدده التحالف الدولي
ولفت رئيس الوزراء السابق المنشق عن النظام، إلى أن "الهيئة ومنذ تأسيسها هي مظلة جامعة لقوى الثورة السورية في 10 كانون الأول (ديسمبر) عام 2015، في العاصمة السعودية الرياض، واتخذت الهيئة العليا للمفاوضات قرارا استراتيجيا للسير في العملية السياسية وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق عملية الانتقال السياسي من خلال المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة".
وبيّن أن "المجتمع الدولي يلاحظ التماسك الذي تتمتع به المعارضة السورية بعد تأسيس الهيئة العليا، وقدرتها على العمل المشترك ضمن رؤية موحدة للثورة السورية"، مضيفاً أن "النظام وحلفاءه لا زالوا غير مؤهلين لقبول الاستحقاقات الحتمية للعملية السياسية والتي من شأنها نقل البلاد من حالة الفوضى إلى مرحلة السلم المجتمعي، وخاصة أن الدولة القمعية والأمنية لا تستطيع البقاء في ظل ظروف صحية ولا تستطيع التصالح مع المجتمع الذي بات أمنها منافٍ لأمنه وومصالحها منافية لمصالحه".
ودعا حجاب المجتمع الدولي لاتخاذ "الوسيلة الأنجع للقضاء على تنظيم الدولة (داعش) وغيرها من الجماعات المتطرفة، بالبدء برحيل النظام السوري الذي ينتج الإرهاب ويتذرع به كوسيلة لإطالة أمده في الحكم، كما تتطلب عملية مكافحة الإرهاب في سورية إخراج آلاف المقاتلين الأجانب في التشكيلات الطائفية ومجموعات المرتزقة الذين تأتي بهم إيران وتذكي بهم نيران التوتر الطائفي في المنطقة لمحاربة الشعب السوري وارتكاب المجارز على أسس مذهبية مقيتة"، حسب وصفه.
وحمّل المنسق العام المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة، مشيراً إلى أن "الخيار بين تنظيم الدولة وبشار الأسد غير مقبول، فمن صنع داعش هي إيران، ومن يحمي داعش هي روسيا"، مؤكداً أنه وكرئيس وزراء سابق في سورية يريد أن يضع حداً لما يحصل في سورية ويكون لصالح الشعب السوري.
وقال حجاب إن "موضوع الهدنة لا يتعلق بأن نقبلها أو نرفضها، فوزير الخارجية الروسي أكد وفي تصريحات متعددة أن القوات الروسية لن تتوقف عن القصف في سورية"، لافتاً إلى أن الهيئة وعندما طلبت منها الدول أن تذهب إلى جنيف، وافقت على الذهاب، "لكنّ هناك سوريين يموتون من الجوع والبرد، وطلبنا من المنظمات الدولية أن توصل الغذاء لهؤلاء المحاصرين، والتي تأتي ضمن المادة 13 من القرار 2254 والخاصة بإيصال المساعدات إلى سورية"، لكن، ووفقاً لحجاب، "ومنذ القرار 2254 لم تتوقف القوات الروسية على قصف المدنيين، ولا قتلهم".
يذكر أن القرار 2254 صوّت عليه مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015 وينص على بدء محادثات السلام بسورية في يناير/ كانون الثاني 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، داعياً لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، ومطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.