مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، ظهرت في ولاية القضارف شرق السودان عائلة من الفيلة، وهو ما لم يحدث منذ توثيق آخر ظهور للفيلة في محمية الدندر جنوب شرق البلاد قبل أكثر من خمسين عاماً، بحسب اللواء عبد الحافظ الجاك المدير السابق لإدارة الحياة البرية.
لاقى الخبر اهتماماً كبيراً في أوساط البيئيين، على الرغم من تأكيد عودة الفيلة إلى موطنها عبر الحدود، ما دعا إلى فتح ملف حدائق السلام للتنمية المستدامة عبر الحدود، الفكرة التي بُنيت على التنسيق لإنشاء مناطق محميات عابرة للحدود تمنح الحيوانات البرية حرية التنقل دونما تدخل من البشر. وفي عام 1970، اقترح البروفيسور محمد عبدالفتاح القصاص على الحكومتين السودانية والمصرية إنشاء محمية عابرة للحدود، في منطقة جبل علبة في مثلث حلايب المتنازع عليه كمحمية وطنية تعتني بالتنوع البيولوجي المثير للاهتمام في المنطقة. لكن للسياسة دائماً صوتها النشاز في الشأن البيئي، إذ أعلنت محمية مصرية عام 1986.
يورد أدريان فيليبس (1997)، أنّ حدائق السلام العابرة للحدود تعدّ قضية ذات أهمية للمعنيين بالحفاظ على البيئة، والمهتمين بالسلام الإقليمي والدولي على حد سواء. ويمكن للمناطق المحمية العابرة للحدود أن تؤدي دوراً هاماً في بناء علاقة أفضل بين البلدان، وتُظهر قابلية تأثر هذه المناطق في أوقات الحروب والاضطرابات.
ومنذ عام 1994، ظلّ الأمر يراوح مكانه في ما يتعلق بإنشاء حديقة للسلام عابرة للحدود بين السودان وإثيوبيا، في إطار التعاون بين البلدين، ومن أجل توفير نموذج يمكن تكراره في أماكن أخرى، تعزيزاً للحفاظ على التنوع البيولوجي والحدّ من النزاعات العابرة للحدود، وإتاحة الفرص لدمج هذه المناطق في المناطق الطبيعية المحيطة بها. وأُنشئت محمية العطيش في الأراضي الإثيوبية عام 2006 بمحاذاة محمية الدندر القائمة منذ عام 1935. وظلّ الخبير الراحل معتصم نمر يعمل على هذا الملف حتى فارق الحياة إثر حادث سير (إبريل/ نيسان 2017)، وهو في طريقه إلى محمية الدندر ضمن وفد من البلدين، لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع، الذي يرعاه برنامج البيئة النيلية العابرة للحدود، بمبادرة حوض النيل.
اقــرأ أيضاً
ومن الفرص المحفّزة لإنشاء محمية الدندر العطيش إلى جانب السياحة البيئية، والحفاظ على موائل الطيور المهاجرة، تعزيز قدرات السكان المحليين في مجالات فضّ النزاعات القائمة على الموارد عبر الحدود.
*متخصّص في شؤون البيئة
لاقى الخبر اهتماماً كبيراً في أوساط البيئيين، على الرغم من تأكيد عودة الفيلة إلى موطنها عبر الحدود، ما دعا إلى فتح ملف حدائق السلام للتنمية المستدامة عبر الحدود، الفكرة التي بُنيت على التنسيق لإنشاء مناطق محميات عابرة للحدود تمنح الحيوانات البرية حرية التنقل دونما تدخل من البشر. وفي عام 1970، اقترح البروفيسور محمد عبدالفتاح القصاص على الحكومتين السودانية والمصرية إنشاء محمية عابرة للحدود، في منطقة جبل علبة في مثلث حلايب المتنازع عليه كمحمية وطنية تعتني بالتنوع البيولوجي المثير للاهتمام في المنطقة. لكن للسياسة دائماً صوتها النشاز في الشأن البيئي، إذ أعلنت محمية مصرية عام 1986.
يورد أدريان فيليبس (1997)، أنّ حدائق السلام العابرة للحدود تعدّ قضية ذات أهمية للمعنيين بالحفاظ على البيئة، والمهتمين بالسلام الإقليمي والدولي على حد سواء. ويمكن للمناطق المحمية العابرة للحدود أن تؤدي دوراً هاماً في بناء علاقة أفضل بين البلدان، وتُظهر قابلية تأثر هذه المناطق في أوقات الحروب والاضطرابات.
ومنذ عام 1994، ظلّ الأمر يراوح مكانه في ما يتعلق بإنشاء حديقة للسلام عابرة للحدود بين السودان وإثيوبيا، في إطار التعاون بين البلدين، ومن أجل توفير نموذج يمكن تكراره في أماكن أخرى، تعزيزاً للحفاظ على التنوع البيولوجي والحدّ من النزاعات العابرة للحدود، وإتاحة الفرص لدمج هذه المناطق في المناطق الطبيعية المحيطة بها. وأُنشئت محمية العطيش في الأراضي الإثيوبية عام 2006 بمحاذاة محمية الدندر القائمة منذ عام 1935. وظلّ الخبير الراحل معتصم نمر يعمل على هذا الملف حتى فارق الحياة إثر حادث سير (إبريل/ نيسان 2017)، وهو في طريقه إلى محمية الدندر ضمن وفد من البلدين، لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع، الذي يرعاه برنامج البيئة النيلية العابرة للحدود، بمبادرة حوض النيل.
ومن الفرص المحفّزة لإنشاء محمية الدندر العطيش إلى جانب السياحة البيئية، والحفاظ على موائل الطيور المهاجرة، تعزيز قدرات السكان المحليين في مجالات فضّ النزاعات القائمة على الموارد عبر الحدود.
*متخصّص في شؤون البيئة