ذكرت مصادر محليّة في ريف اللاذقية على الساحل السوري الغربي، أن الحرائق ما زالت مندلعة منذ خمسة أيام في القرى والجبال والأحراش المحيطة بمدينة القرداحة، من دون تدخل الحكومة بشكل جدي في التعامل مع الحريق.
وتسببت الحرائق بخسائر كبيرة في المنطقة، إضافة إلى حركة نزوح كبيرة بين الأهالي نتيجة امتداد الحريق لعشرات القرى والتهامه مئات الهكتارات من محاصيل الزيتون، وأشجار السرو والصنوبر والسنديان المعروفة بسرعة اشتعالها.
وأوضح المواطن شادي الخريباتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحرائق تخمد في مكان لتشتعل في مكان آخر، ومن سوء الحظ أن الأمطار لم تهطل في اللاذقية خلال الأيام الخمسة الأخيرة. النيران باتت في أماكن لا يمكن الوصول إليها عبر السيارات، والحكومة حتى الآن لم تتدخل ولم ترسل طائرات الإطفاء للوصول إلى تلك الاماكن"، مشيراً إلى أن العديد من المدنيين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب الدخان، مؤكداً عدم وجود أي إصابات بشرية.
وقال الخريباتي إنّ النيران اقتربت بشكل كبير من المنازل، في قرى خريبات الخشخاشة والحرف ومحطة والمعلقة وضهر دباش، بينما لا تزال أحراش قرى الطيبة، وديفة، والقويقة، وبيتسوهين، وأرض الكتف، والقلمون، وجبل العرين، وبقيلون مشتعلة.
وعن تطوّرات عمليات إخماد الحريق، أعلن فوج إطفاء اللاذقية التابع للنظام السوري عن عدم تمكنه حتى مساء اليوم الخميس، من إخماد الحريق، متهماً مجهولين بافتعال حرائق أخرى في المنطقة.
وذكر فوج الإطفاء في بيان، أنّه "عندما نكون على محور نقوم بإطفاء حريق؛ يتم توجيهنا فجأة وعلى وجه السرعة لمحور غيره. عدم مساعدة الطيران في إخماد الحرائق، وعدم توفر كوادر، والرياح، واشتعال النيران في أماكن أخرى وعدم وجود لاسلكي والتغطية السيئة لشبكة الاتصالات، كلها عوامل تحول دون التغلّب على حرائق قرى القرداحة".
وحذّر فوج الإطفاء من امتداد الحرائق إلى محافظات أخرى، بفعل الرياح القوية في حال عدم التعامل معها بشكلٍ سريع.