كأنّ الشاب السوري الثلاثيني حسن أحمد الشيخ عمر استبق الأحداث في بلاده، إذ لجأ إلى لبنان قبل بدء الحرب في عام 2007 بهدف العمل. هو يتحدّر من ريف حماة، وعلى الرغم من عمله في لبنان، إلا أنه ظلّ يهتمّ بالأراضي الزراعية التي تملكها عائلته في سورية.
لم يكن يعلم أنّ حياة أهله المستقرّة في القرية ستنقلب رأساً على عقب بعد الحرب. ولم يدرك أنّه سيخسر الأراضي الزراعية التي كان يعمل فيها في السابق، ويهتم بها من حين إلى آخر، وبالتالي يخسر المردود المادي.
في سورية، كان يعمل في الزراعة، وكانت عائلته تعتاش من هذه الأراضي. أتى إلى لبنان في عام 2007، أي قبل بدء الحرب في سورية. ومنذ عام 2013، لم يزر بلده بسبب إغلاق الطرقات والقصف المستمر لقريته ومعظم القرى المحيطة بها. الحرب أبعدته عن أهله. يقول إنّ والده توفي قبل وقت طويل، ولم يكن لدى عائلته معيل غير شقيقه البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً، والذي كان يعمل في الزراعة أيضاً.
بعد وفاة والده، سعت الوالدة إلى المشاركة في تأمين المصاريف. لكن بعد الحرب، تركت العائلة سورية وانتقلت إلى تركيا، باستثناء شقيقه الذي فضّل اللحاق به إلى لبنان. في الوقت الحالي، يعيشان في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يقول إنّ "أمّي وأشقائي وصلوا إلى تركيا بواسطة مهرّبين"، لافتاً إلى أنّهم يعيشون في مقصورة، حالهم حال عدد كبير من السوريين الذين لجأوا إلى تركيا بعد بدء الأزمة. يضيف أنّهم لا يملكون وثائق رسميّة تخوّلهم المكوث في تركيا، لأنّهم لم يدخلوها بطريقة قانونية. اضطروا إلى ذلك، إذ لم يكن في استطاعتهم البقاء في ظلّ القتل والدمار الذي حلّ بقريتهم.
يقول عمر: "لم أرهم منذ مدة طويلة، أي منذ لجوئهم إلى تركيا". يتواصل معهم من خلال الهاتف. في نهاية كلّ شهر، يرسل إليهم المال، خصوصاً أنّ أحداً منهم لا يعمل، بالتالي ليس لديهم معيل سواه. شهرياً، يرسل إليهم 300 دولار أميركي، علماً أنّ هذا المبلغ بالكاد يكفيهم. كلفة الحياة المعيشية في لبنان مرتفعة، وعليه أيضاً تأمين مصاريف عائلته الصغيرة. يعمل في مقهى من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء. بعدها، يعمل في مجال آخر من الساعة السابعة وحتى الحادية عشرة ليلاً، ليتمكّن من إعالة العائلتين.
اقــرأ أيضاً
لم يكن يعلم أنّ حياة أهله المستقرّة في القرية ستنقلب رأساً على عقب بعد الحرب. ولم يدرك أنّه سيخسر الأراضي الزراعية التي كان يعمل فيها في السابق، ويهتم بها من حين إلى آخر، وبالتالي يخسر المردود المادي.
في سورية، كان يعمل في الزراعة، وكانت عائلته تعتاش من هذه الأراضي. أتى إلى لبنان في عام 2007، أي قبل بدء الحرب في سورية. ومنذ عام 2013، لم يزر بلده بسبب إغلاق الطرقات والقصف المستمر لقريته ومعظم القرى المحيطة بها. الحرب أبعدته عن أهله. يقول إنّ والده توفي قبل وقت طويل، ولم يكن لدى عائلته معيل غير شقيقه البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً، والذي كان يعمل في الزراعة أيضاً.
بعد وفاة والده، سعت الوالدة إلى المشاركة في تأمين المصاريف. لكن بعد الحرب، تركت العائلة سورية وانتقلت إلى تركيا، باستثناء شقيقه الذي فضّل اللحاق به إلى لبنان. في الوقت الحالي، يعيشان في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يقول إنّ "أمّي وأشقائي وصلوا إلى تركيا بواسطة مهرّبين"، لافتاً إلى أنّهم يعيشون في مقصورة، حالهم حال عدد كبير من السوريين الذين لجأوا إلى تركيا بعد بدء الأزمة. يضيف أنّهم لا يملكون وثائق رسميّة تخوّلهم المكوث في تركيا، لأنّهم لم يدخلوها بطريقة قانونية. اضطروا إلى ذلك، إذ لم يكن في استطاعتهم البقاء في ظلّ القتل والدمار الذي حلّ بقريتهم.
يقول عمر: "لم أرهم منذ مدة طويلة، أي منذ لجوئهم إلى تركيا". يتواصل معهم من خلال الهاتف. في نهاية كلّ شهر، يرسل إليهم المال، خصوصاً أنّ أحداً منهم لا يعمل، بالتالي ليس لديهم معيل سواه. شهرياً، يرسل إليهم 300 دولار أميركي، علماً أنّ هذا المبلغ بالكاد يكفيهم. كلفة الحياة المعيشية في لبنان مرتفعة، وعليه أيضاً تأمين مصاريف عائلته الصغيرة. يعمل في مقهى من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء. بعدها، يعمل في مجال آخر من الساعة السابعة وحتى الحادية عشرة ليلاً، ليتمكّن من إعالة العائلتين.
في نهاية عام 2014، تزوّج عمر من امرأة سورية لجأت بدورها إلى لبنان من كفر زيت، مشيراً إلى أنها حاصلة على إجازة تعليمية في اللغة الإنكليزية. في منزله، يعيش معه شقيقه الصغير. يوضح أنّه لا يستطيع العودة إلى سورية لأنّه مطلوب من قبل النظام، من دون أن يعرفوا السبب. يضيف أنّه "لا يستطيع الخروج من البيت والعمل ومساعدتي في تأمين المصاريف".
حين جاء إلى لبنان، كان يعمل في مطعم. يقول: "كنت أغسل الصحون وألبّي طلبات الزبائن، وسكنت في غرفة صغيرة في منطقة صيدا القديمة". لكنّه تركها بعدما قرّر الزواج، وانتقل إلى بيت أكبر في المنطقة ذاتها، ثم إلى آخر. يقول إنّ بدل إيجار البيت الحالي الذي يقطنه يبلغ خمسمائة دولار. اليوم، لديه طفل يبلغ من العمر عامَين. وبعدما اشتغل في أماكن عدة بهدف تأمين معيشته، اختار في النهاية العمل في المقهى. اليوم، يقدّم القهوة إلى الزبائن لتأمين احتياجات عائلته الأساسية، هو المسؤول عن عائلتَين.
أمّا في سورية، فبيته وأرضه دمّرا بالكامل. يقول: "لم يبقَ لنا أيّ شيء بسبب الحرب في البلاد". لا تحزنه الخسارة المادية فحسب، بل يشعر بأنّه خسر ماضيه كله. المهمّ بالنسبة إليه اليوم هو أنّ عائلته بخير، وإن لم تكن في أفضل حال. وعن الراتب الذي يتقاضاه، يقول: "يومياً، أتقاضى 25 ألف ليرة لبنانية (نحو 17 دولاراً)". بطبيعة الحال، لا يكفيه ما يتقاضاه لتأمين نفقات العائلتَين. لذلك، يعمل في مجال آخر غير المقهى، مشيراً إلى أنّه يرى عائلته لساعتَين فقط في اليوم الواحد. كغيره، يأمل أن تنتهي الحرب في بلاده بأسرع وقت.
اقــرأ أيضاً
حين جاء إلى لبنان، كان يعمل في مطعم. يقول: "كنت أغسل الصحون وألبّي طلبات الزبائن، وسكنت في غرفة صغيرة في منطقة صيدا القديمة". لكنّه تركها بعدما قرّر الزواج، وانتقل إلى بيت أكبر في المنطقة ذاتها، ثم إلى آخر. يقول إنّ بدل إيجار البيت الحالي الذي يقطنه يبلغ خمسمائة دولار. اليوم، لديه طفل يبلغ من العمر عامَين. وبعدما اشتغل في أماكن عدة بهدف تأمين معيشته، اختار في النهاية العمل في المقهى. اليوم، يقدّم القهوة إلى الزبائن لتأمين احتياجات عائلته الأساسية، هو المسؤول عن عائلتَين.
أمّا في سورية، فبيته وأرضه دمّرا بالكامل. يقول: "لم يبقَ لنا أيّ شيء بسبب الحرب في البلاد". لا تحزنه الخسارة المادية فحسب، بل يشعر بأنّه خسر ماضيه كله. المهمّ بالنسبة إليه اليوم هو أنّ عائلته بخير، وإن لم تكن في أفضل حال. وعن الراتب الذي يتقاضاه، يقول: "يومياً، أتقاضى 25 ألف ليرة لبنانية (نحو 17 دولاراً)". بطبيعة الحال، لا يكفيه ما يتقاضاه لتأمين نفقات العائلتَين. لذلك، يعمل في مجال آخر غير المقهى، مشيراً إلى أنّه يرى عائلته لساعتَين فقط في اليوم الواحد. كغيره، يأمل أن تنتهي الحرب في بلاده بأسرع وقت.